100 قتيل في درعا بينهم إيرانيون وعناصر من «حزب الله»

نشر في 16-02-2015 | 00:05
آخر تحديث 16-02-2015 | 00:05
No Image Caption
• النظام يعدم 10 بتهمة التآمر

• «داعش» يصلب جواسيس

• واشنطن تتحرك لتزويد الأردن بالذخائر
خسر محور النظام السوري عشرات القتلى في عملياته الواسعة التي بدأها الأحد الماضي في جنوب سورية، بينهم قياديان إيرانيان وعدد من عناصر "حزب الله"، في وقت ظهر أكبر مؤشر على اهتراء الثقة بين قوات بشار الأسد وحلفائه.

أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل نحو 100 قتيل في المعارك الدائرة منذ أسبوع في جنوب سورية بين كتائب المعارضة السورية وقوات النظام السوري والميليشيات الموالية له، بينهم 10 أعدموا بتهمة التآمر وقياديان إيرانيان.

وفي مطلع الأسبوع شن الجيش السوري وحليفه "حزب الله" الشيعي اللبناني بمشاركة قوات إيرانية هجوماً واسع النطاق في محافظة درعا الجنوبية التي انطلقت منها شرارة الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مارس 2011.

وبحسب مصدر ميداني سوري فإن هذه العملية تهدف الى "وقف هجوم المسلحين الكبير باتجاه العاصمة وإعادة زمام المبادرة الى الجيش السوري، أي ابعاد خطر المسلحين عن دمشق بعد أن سيطروا على عدة مناطق تخولهم أن يكونوا قريبين" منها.

وأوضح المرصد السوري مساء أمس الأول أن ما لا يقل عن 50 مقاتلاً من المعارضة قتلوا في هذه المعارك في حين سقط من الجهة المقابل 43 قتيلاً موزعين بين جنود نظاميين وعناصر من قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام وعناصر من الحرس الثوري الإيراني ومقاتلين من "حزب الله".

عدم الثقة

وأضاف المرصد أن "قوات النظام أعدمت نحو 10 من عناصرها بتهمة التعامل مع الفصائل الإسلامية والفصائل المقاتلة في درعا، وإعطائها إحداثيات عن تحركات قوات النظام والمسلحين الموالين لها من (حزب الله) اللبناني والمقاتلين الإيرانيين وقوات الدفاع الوطني".

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس، إن "حزب الله لا يثق كثيراً بالجنود السوريين، لأنه في الماضي حصلت حالات كثيرة سرب فيها عسكريون نظاميون معلومات إلى المسلحين" المعارضين.

وبحسب المرصد فإن عدد عناصر "حزب الله" الذين يقاتلون في سورية إلى جانب القوات النظامية يبلغ حوالي خمسة آلاف مقاتل، مؤكداً أن "حزب الله" هو الذي يقود العملية العسكرية في درعا.

«النصرة» و«حزب الله»

وكانت جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، نجحت مع جماعات موالية لها في السيطرة خلال الاسابيع الماضية على مناطق واسعة جنوب سورية، تقع أهمها في ريفي درعا والقنيطرة المحافظتين القريبتين من دمشق والأردن وهضبة الجولان.

وفي 18 يناير، قتل ستة عناصر من "حزب الله" ومسؤول عسكري إيراني في غارة إسرائيلية استهدفتهم في منطقة القنيطرة، وذكر "حزب الله" حينها أن عناصره التي قتلت مع الجنرال الإيراني كانت في مهمة "تفقد ميداني".

لكن مصدراً أمنياً إسرائيليا أعلن أن اسرائيل شنت غارة جوية بواسطة مروحية على "عناصر إرهابية" كانوا يعدون لشن هجمات على القسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان.

«جواسيس الائتلاف»

وعلى جبهة ثانية، أعدم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) رجلين اثنين في ساحة بمدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث أطلق عليهما النار وسط تجمهر مواطنين، بتهمة "التجسس لصالح الائتلاف الصليبي"، على أن يبقوا مصلوبين 3 أيام في مكان إعدامهم.

ووفق المرصد السوري، فإن التنظيم ألبس الرجلين اللذين أعدمهما "اللباس البرتقالي"، ومن ثم قام بإعدامهما، مشيراً إلى أنه بذلك يرتفع إلى 23 عدد حالات الإعدام التي تمكن من توثيقها، منذ مطلع فبراير الجاري، بين تهم "التجسس للائتلاف الصليبي وسب الرسول (صلى الله عليه وسلم) وخطف مسلم وسلب ماله والعمالة للمخابرات الأردنية وممارسة الفعل المنافي للحشمة مع ذكور وقطع الطريق والعمالة للنظام والسحر".

تحرك أميركي

وفي واشنطن، كشف مسؤولون عن إعداد الولايات المتحدة خططاً لإعادة تزويد الأردن بذخائر خلال الأسابيع المقبلة ربما تضم أسلحة موجهة بدقة معجلة بالدعم للمملكة مع توسيع دورها في الهجمات الجوية ضد "داعش".

ورغم امتناع وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين عن التعليق على أي تحركات في المستقبل لمساعدة الأردن بطلبات للأسلحة، قال عدة مسؤولين أميركيين، شريطة عدم نشر أسمائهم، إن تخطيطاً يجري للمساعدة في سد النقص في مخزونات الأردن من العتاد الحربي، موضحين أنهم يعملون للتعجيل بالدعم، ولكنهم امتنعوا عن مناقشة مواعيد تسليم أنظمة محددة، ومن بينها ذخائر وقطع غيار طائرات.

نداء أردني

وتأتي جهود الولايات المتحدة للتعجيل بتسليم الذخيرة وأسلحة أخرى إلى الأردن بعد نداء من العاهل الأردني الملك عبدالله للنواب الأميركيين الأسبوع الماضي بزيادة الدعم.

وقال مصدر قريب من الحكومة الأردنية لوكالة "رويترز" إن الأردن يعتقد أن مخزوناته من القنابل تتضاءل مع توسيع دوره في الهجمات بعد الإعدام البشع للطيار معاذ الكساسبة.

وقدرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الأردن ألقى 72 قنبلة في الموجة الأولى من ضرباته الانتقامية في سورية الأسبوع الماضي، واستأنف الأردن غاراته يوم الخميس. ويقول خبراء عسكريون أردنيون إن الأردن قد يعاني للحفاظ على كثافة غاراته الجوية حتى في الوقت الذي أمر فيه الملك عبدالله قادة القوات المسلحة بالاستعداد للقيام بدور عسكري أكبر في الائتلاف الدولي.

وبينما أقرت الهيئة السياسية للائتلاف الوطني مسودة وثيقة «المبادئ الأساسية للتسوية السياسية» المكونة من 13 بنداً، خلال اجتماعاتها لليوم الثالث على التوالي لمناقشة التطورات على الصعيدين السياسي والميداني، أفاد المرصد ببدء «فيلق الشام» حملة «نصرة دوما»، وذلك باستهداف مواقع قوات النظام في جميع أنحاء سورية بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون ومدافع  جهنم وصواريخ غراد.

ونقل المرصد عن بيان للفيلق أن «الحملة جاءت استجابة لنداءات أهالي دوما»، مؤكداً أنها ستستمر إذا لم يتوقف النظام عن قصف المدنيين فيها.

(دمشق، واشنطن، عمان-

أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top