إسقاط نظام أم دولة؟
دعوات للقتل، وحرق ممتلكات عامة ووسائل مواصلات، ودعوات تحريضية، ودعوات إسقاط اقتصاد دولة تعاني أصلاً أزمات اقتصادية طاحنة، وشعب يئن من الفقر والحرمان، إﻻ أن البعض اتخذ من المعارضة السياسية وسيلة لتبرير جرائمه تجاه الوطن، هذا هو المشهد المصري الآن. جنح الكثير من مؤيدي النظام المصري من قبل، وكنا نعيب عليهم مثل هذه الدعوات، وكنا نحذر منها، والآن نجد نظام "الإخوان" بالكامل يدعو إلى ذلك في بياناته ووسائل إعلامه المختلفة من صفحات على الفيسبوك وقنوات تلفزيونية، ظل نظام "الإخوان" عشرات السنوات يتغنى بأن سلميته أقوى من الرصاص. ولكن بعد فشله في تحقيق شيء على أرض الواقع فوجئنا بدعواته للتسلح والقتل وإفشال المؤتمرات اﻻقتصادية، ومحاولة الوصول بمصر إلى مرحلة الإفلاس اﻻقتصادي، والشماتة في الدم، والتمثيل بالجثث، وإن كان يبرر ذلك بقصاصه لدماء أبنائه ممن قتلوا في "رابعة"، فهل يبرر ذلك من رجال سياسة خلفيتهم دينية؟
معارضة النظام ومحاولة إسقاطه بهذا الشكل ما هما إلا محاولة عبثية لإسقاط دولة لا إسقاط نظام، ولذلك وجدنا رد الفعل من إعلاميين ومتطوعين للقيام بالدور نفسه من المؤيدين للنظام، لنجد أنفسنا مقبلين على مرحلة خطيرة وحروب أهلية، النجاة من آثارها مستحيلة وسيعاني بسببها الجميع.وهنا نسأل "الإخوان" وأتباعهم: أين الفقراء والشعب من حساباتكم؟ وما خططكم؟ وما مستقبل مصر؟ وكيف ستعيدون البناء لما تم هدمه؟ وكيف ستجعلون من أنفسكم جماعة مقبولة في المجتمع بعد معارضة المجتمع الشديدة لكم؟ وما سيناريوهات التعامل مع كل من يعارضكم؟ وكيف ستنجحون في قيادة بلد منقسم عليكم؟ أم سنبدأ مرحلة أخرى من الصراع والتظاهر؟ هذه كلها أسئلة لم يقدم "الإخوان" إجابات لها.أيها الغاضبون: إن من يرتكب أعمال العنف هم شباب في مقتبل العمر، سمعوا الدعوات ونفذوا الهجمات دون تفكير، وقتلوا وأحراقوا لتبدأ وتتجدد معاناة الفقير من فقر إلى حرمان من كل شيء: الأمن والمواصلات والكهرباء... إلخ، وكل النتائج يتحملها الفقير وغير المنتمي إلى تيارات سياسية، فهل هذا يعقل؟! ما يحدث ليس محاولة إسقاط نظام بل محاولة إسقاط دولة بالكامل.