5 أعوام على «الثورة»... «داعش» والأسد في الواجهة

نشر في 12-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 12-03-2015 | 00:01
مع دخول الثورة السورية التي تحولت إلى حرب أهلية عامها الخامس، يطغى الرعب على المشهد في البلاد حيث تخطف ممارسات تنظيم «داعش» الوحشية الأنظار، في وقت يتشبث نظام بشار الأسد بالسلطة من دون أن يغيّر حرفاً من خطابه السياسي منذ بداية الأزمة.

وبينما يستمر النزيف في البلاد المقسمة إلى مناطق نفوذ متعددة وقد انهار اقتصادها ودمرت بناها التحتية ويدق الجوع أبواب شريحة واسعة من سكانها، تكاد أخبار «داعش» تختصر وحدها الحدث السوري في الإعلام، من قطع الرؤوس إلى صلب «الكفار» و«العملاء» إلى إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة والتجول بسجناء آخرين داخل أقفاص للتهديد بالمصير نفسه، وصولاً إلى الرجم والإلقاء من أعلى الأبنية وسبي النساء والاعتداء على الأقليات.

وبرز التنظيم، الذي لا تنضب فنونه في القتل والتنكيل كما في الأفلام الهوليوودية، في سورية خلال عام 2013، كمجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة، قبل أن يستقل عنه. وبعد أن تجنّب طويلاً الاصطدام بالنظام على الأرض، دخل منذ صيف 2014 في صراع مفتوح مع قوات الأسد.

وجاءت هذه المواجهات بعد أن استولى على مناطق واسعة في العراق، ثم انتزع من فصائل المعارضة السورية المسلحة ومن «جبهة النصرة»، مساحات كبيرة في شمال سورية وشرقها، وأعلن في يونيو إقامة «دولة الخلافة».

ويجمع المحللون، على أن بروز الجهاديين كان العامل الأبرز في تعويم الأسد، الذي كانت المطالبة بتنحيته المطلب الأساسي للانتفاضة السلمية التي انطلقت ضده في منتصف مارس 2011 قبل أن تتحول إلى نزاع مسلح دام ترنح فيه حلم الديمقراطية وربيع سورية وثبتت موقف النظام.

وراهن النظام المدعوم من روسيا وإيران على عدم تدخل الغرب عسكرياً في سورية، وفاز بالرهان. ولعل المنعطف الحقيقي بالنسبة إليه بدأ يوم نجح في تجنّب ضربة عسكرية أميركية ضده بإعلان استعداده لتسليم أسلحته الكيميائية، بعد اتهمه الغرب بالوقوف وراء هجوم كيميائي على ريف دمشق في أغسطس 2013 حصد مئات القتلى.

بالنسبة إلى الغرب، لم يعد رحيل الأسد اليوم أولوية، حيث اعتبر الموفد الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أخيراً أنه «جزء من الحل».

وكرّس العام المنصرم تراجع قوة وحجم ما عرف بـ«الجيش الحر» الذي لم يبق منه إلا مجموعات صغيرة محدودة التجهيز والفاعلية. في المقابل، برز الأكراد كقوة عسكرية وقفت في وجه «داعش» في معركة كوباني التي استنفرت الإعلام العالمي لأشهر طويلة.

وفي موازاة «الخلافة» المعلنة من «داعش»، تسعى «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم القاعدة في سورية، إلى التفرد بـ«إمارة» في شمال غرب البلاد (ريف إدلب)، بينما يعمل الأكراد على الحفاظ على «الإدارة الذاتية» لمناطقهم في أجزاء من ريف حلب والرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق).

أما الكتائب المتعددة الولاءات والقيادات وغالبيتها إسلامية، فهي لا تزال تقاتل في الجنوب (درعا والقنيطرة) وريف دمشق وحلب حيث تسيطر على الأحياء الشرقية للمدينة وأجزاء من المحافظة، وريفي حماة (وسط) واللاذقية (غرب)، تارة ضد النظام وطوراً ضد الجهاديين.

وكلما ازداد النزاع، الذي حصد حتى الآن أكثر من 210 آلاف قتيل تعقيداً، كلما ازداد الوضع الإنساني سوءاً، إذ تسببت الحرب بـ«أسوأ موجة نزوح عرفها العالم في السنوات العشر الماضية» (أكثر من 11 مليوناً داخل سورية وخارجها)، بحسب الأمم المتحدة، فيما أكثر من 12 مليوناً يحتاجون إلى مساعدات ملحة.

(بيروت - أ ف ب)

back to top