عاد الوضع الأمني في لبنان إلى "طبيعته" بعد أسبوع من التوترات ساده خطف ممنهج لعدد من المواطنين في البقاع. وإذ انحسر الكلام أمس عن مصير العسكريين المخطوفين لدى "داعش" و"النصرة"، تركزت الاهتمامات حول الترشيحات للانتخابات النيابية التي لايزال مصيرها مجهولاً. 

Ad

ويقول مسؤولون يديرون عملياً تقديم الترشيحات إنهم يقومون بها من قبيل الواجب الاحتياطي، فلربما يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية بين عشية وضحاها، إذ إن موعد 23 سبتمبر( تاريخ الجلسة الثانية عشرة) بات على الأبواب، وإن لم يكن موعداً حاسماً ونهائياً، لكنه قد يكون آخر بوابات العبور الى الاستحقاق، في انتظار كلمة السر.

 وتقول مصادر نيابية إن "الأحزاب المسيحية المنضوية تحت لواء 14 آذار تستعد لتقديم ترشيحاتها مطلع الأسبوع المقبل، إذ إن إقدام الرئيس نبيه بري على تقديم ترشيحه الأسبوع الماضي وقبل سفره، تسبب في نقزة لدى الجميع، الذين تلقوا الرسالة وبدأوا بتحضير مستندات الترشيح رغم قناعة العديد منهم بأن أيام العجائب ولّت".

في سياق منفصل، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "الجميع يطالب بإلغاء الطائفية السياسية في لبنان، لكن مع الأحداث والتطورات الخطيرة التي نشهدها اليوم أصبح لبنان بحاجة إلى إلغاء الطائفية السياسية على الأقل في كل الوطن العربي".

وقال بري، بعد استقباله اتحاد أطباء الأسنان العرب أمس: "للأسف الشديد، بعد ان كانت البوصلة موجهة الى فلسطين والقضية الفلسطينية نرى اليوم ان البوصلة عند العرب موجهة الى التناحر والتقاتل الإسلامي – الإسلامي وهذا الأمر الأخطر علينا جميعا".

في موازاة ذلك، سأل عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا، تعليقاً على كلام غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في واشنطن ضمّنه موقفاً يحمّل فيه الطبقة السياسية في لبنان مسؤولية الفراغ الرئاسي: كيف تعمم تحمُّل مسؤولية الفراغ من دون تمييز؟ وكيف تسمح لنفسك، بمن وما تمثل من مرجعية روحية ومعنوية وضميرية، بالمساواة بين الملتزم الدستور ومَن يعطله، في الوقت الذي يحضر نواب 14 آذار وكتلة النائب وليد جنبلاط وكتلة الرئيس نبيه بري إلى الجلسات كلها لانتخاب رئيس للجمهورية؟".

 وأضاف زهرا، في بيان أمس، إن "فريق 14 آذار يا صاحب الغبطة لديه مرشح معلن وبرنامج واضح ويتمسك بالدستور نصاً وروحاً وبتطبيقه بأصول العمل السياسي الديمقراطي، وهو مع ذلك أبدى كل استعداد لعدم التمسك بمرشحه والانتقال إلى البحث عن مرشح توافقي، فكيف تساويه بالفريق الآخر الذي لا نعرف ما إذا كان لديه مرشح فعلاً، وبالتالي ليس لديه أي برنامج، وهو يعطل الاستحقاق الرئاسي بغيابه عن عشر جلسات على التوالي، ويرفض أي توافق وأي حل أو مبادرة للحل؟".

وتابع: "بأي حق يا صاحب النيافة، وأنت رجل دين وقائد روحي ورئيس كنيسة كانت في أساس لبنان الدولة، تجافي الحق والحقيقة وتساوي بين صاحب الحق والمعتدي على الحق؟ فإذا كنت تريد تجنب اتخاذ موقف من الكتل المعطلة، فلماذا لا تلتزم عدم اتخاذ أي موقف؟ أما إذا أردت أن تتخذ موقفاً، فإن هذا الموقف يجب ألا يعكس تجنياً على مجموعة كبيرة من الناس تبذل كل جهودها وتصب كل همها لانتخاب رئيس للجمهورية".