الزعفراني لـ الجريدة•: «الإخوان» تخوض «البرلمانية» بمدنيين
«الشاطر رفض الفض السلمي وخطط لتحويل رابعة إلى كربلاء جديدة»
توقّع القيادي الإخواني المنشق، مدير مركز مراجعات الإسلام السياسي بالإسكندرية خالد الزعفراني، أن تقوم جماعة «الإخوان المسلمين» المصنّفة إرهابية بخوض الانتخابات البرلمانية ضمن تحالف مدني.وكشف الزعفراني في مقابلة مع «الجريدة» تفاصيل وساطته بين الجيش و«الإخوان» قبل فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة حقناً للدماء، ورفض نائب المرشد خيرت الشاطر تلك الوساطات. وفي ما يلي نص المقابلة:
• كيف تسير الأمور داخل جماعة «الإخوان»؟- عقيدة القيادات الموجودة حالياً هي «الفكر القطبي» (أي نسبة إلى سيد قطب) التي تميل إلى التشدّد والعنف عكس فكر مؤسس الجماعة حسن البنا، والمسيطرون حالياً على مقاليد الأمور في الجماعة هم محمود عزت، محمود حسين، جمعة أمين وهو نائب المرشد الموجود حالياً في لندن، وهذه القيادات ستمضي في طريقها نحو العنف ولن تستطيع تغيير جلدها، ومعهم خيرت الشاطر، حالياً يوجد انشقاق فعلي داخل الجماعة بين جبهة الإصلاحيين ويمثلها حلمي الجزار، وجبهة القطبيين عموماً.• كيف ستتعامل «الجماعة» مع ذكرى 25 يناير في ظل دعواتها إلى التظاهر؟- الجماعة تعتبر ذكرى يناير وانتخابات البرلمان المقبل، من الفرص القليلة الباقية لها للضغط على النظام الحالي وإيصال رسالة إلى التنظيم الدولي بأنها مازالت قادرة على الحشد في مصر، وستنزل فعلياً إلى الميادين تحت مظلة عدد من القوى السياسية، وفي كل الأحوال ستقوم بأعمال شغب.• هل تتوقع مشاركة الإخوان في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ - معلوماتي المؤكدة أنها ستخوض الانتخابات ضمن تحالف مدني لبعض الحركات السياسية وتحت مظلتها، ولن تعلن صراحة انتماء مرشحيها أثناء الانتخابات، لأن «الجماعة» لديها عقيدة ثابتة بألا تترك المشاركة في أي انتخابات، وهو قرار مكتب الإرشاد، عقب مقاطعة انتخابات مجلس الشعب عام 1990، والبرلمان المقبل يمثّل بالنسبة للجماعة معركة استراتيجية مهمة ضد النظام الحالي، ونجاح مرشح واحد لهم سيمثل لهم مكسباً سياسياً.• في تقديرك من الذي يدير الجماعة حالياً وأغلب قياداتها في السجون؟- أهم قيادات الجماعة موجودة في الخارج، وعلى رأسهم محمود عزت، وأجزم بأنه موجود في اليمن، ويعيش في حماية القبائل، ويتنقل منها إلى تركيا أحياناً، كذلك نائب المرشد جمعة أمين الموجود في لندن، ومحمود غزلان ومحمود حسين، هؤلاء هم مَن يديرون تنظيم الإخوان من الخارج.• من برأيك يملك قرار المصالحة ووقف العنف مع الدولة من قيادت الإخوان؟- اثنان فقط، محمود عزت وخيرت الشاطر، لأنهما المؤثران فعلياً في قرار التنظيم وليس المرشد الحالي محمد بديع، ولا أظن أنهما سيأخذان هذا القرار مهما كانت الخسائر.• ما هي تفاصيل وساطتك بين الجيش وقيادات الإخوان قبل فض اعتصام «رابعة»؟- بالفعل كنت وسيطاً بين الجيش وقيادات الجماعة قبل فض اعتصامي رابعة والنهضة، ضمن مجموعة وسطاء، حيث رشحني القيادي السابق بالجماعة الإسلامية كرم زهدي بدلاً منه، بسبب علاقاتي السابقة بالإخوان، وقابلت شخصيات كبيرة في الجيش، قبل فض الاعتصام، أخبروني أنهم (الجيش والدولة المصرية) لا يريدون فض الاعتصام، وعرضت الوساطة على قيادات مكتب الإرشاد ورحبوا بالمبادرة، إلا أنهم ذكروا صراحة أن القرار في يد خيرت الشاطر، بعدها ردوا عليّ بأن الشاطر رفض فض الاعتصام سلمياً، وأنه لا فض للاعتصام قبل رجوع محمد مرسي إلى القصر الجمهوري، حتى ولو مات الآلاف في عملية الفض، وبالتالي فشلت المبادرة وحدث ما حدث.• لماذا تمسّك خيرت الشاطر بالرهان المستحيل وهو عودة محمد مرسي؟- الشاطر كان يعتقد أن الغرب خاصة الولايات المتحدة، لن يسمحوا بفض الاعتصام بالقوة، إضافة إلى رغبته في أن يحدث فض الاعتصام وسقوط قتلى ومصابين و»كربلاء جديدة» يستغلها الإخوان إعلامياً للمتاجرة بدم الضحايا، وهو ما حدث.