رغم التوتر المتصاعد داخل لبنان على خلفية أحداث اليمن والاتهامات والإساءات التي وُجهت إلى السعودية، تسلَّم الجيش اللبناني أمس دفعة من الأسلحة الفرنسية، بموجب عقد الهبة الموقع بين السعودية وفرنسا بقيمة ثلاثة مليارات دولار.
وحضر عملية التسلم وزير الدفاع سمير مقبل، ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، فضلاً عن كبار الضباط من الجيشين اللبناني والفرنسي إلى جانب السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري.مقبلوأكد مقبل أن «وجود وزير الدفاع الفرنسي دلالة على الرابط الذي يجمع لبنان بفرنسا»، لافتاً إلى أن «انتصار الجيش اللبناني على الإرهاب انتصار أيضاً لكل الدول المهددة». وتوجّه بالشكر إلى المملكة العربية السعودية على هبة الـ3 مليارات دولار، وإلى الرئيس السابق ميشال سليمان، وإلى «كل الدول الصديقة التي تساعد الجيش ومنها الولايات المتحدة الأميركية».لودريانمن جهته، قال لودريان إن «لبنان يتعرض لضغوط غير مسبوقة من تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، ما يجعل من مراقبة الحدود تحدياً لا مثيل له»، مؤكداً أن «لبنان الذي يعرف ثمن الحرب لا يريد الانجرار إلى هذه الفوضى المحيطة به، وفرنسا الى جانبه للحؤول دون ذلك». وأشار لودريان إلى أن «وصول الدفعة الأولى هو بداية لحقبة جديدة»، مبيناً أن «مشروع تزويد الجيش اللبناني بالأسلحة سيمتد طوال 10 سنوات».عسيريبدوره، قال السفير عسيري، في تصريح من المطار، إن «الهبة السعودية هي رسالة دعم للجيش اللبناني وللشرعية اللبنانية، وهذه الهبة تأتي في سياق الصداقة التي تربطنا بلبنان وبالدولة اللبنانية».شغب «رومية»في موازاة ذلك، وبعد اعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق قبل يومين حسم «التمرد» في المبنى (د) داخل سجن رومية، عاد المشنوق ليؤكد أمس أن المبنى نفسه شهد عملية أمنية بعد أعمال شغب نفذها السجناء، ومنها إحراق أمتعة وفرش النوم.وقال المشنوق إن «القوة الضاربة قامت بعملية وضعت فيها يدها على سجن رومية مجددا، وأنهت أمراض الإمارة الموجودة»، مشيراً إلى أن «المشكلة هي من جراء الاكتظاظ بعدما وضع ألف ومئة سجين في مبنى يتسع كحد أقصى لأربعمئة، ما أدى إلى ازدياد الفوضى وقيام تحالفات بين إرهابيين وسجناء عاديين».وأعلن أن «العملية انتهت عند السابعة صباحا ولا إمارة في رومية للإرهاب، كما أنه لا إمارة للإرهاب في لبنان، وأن المبنى (ب) سينجز خلال 15 يوما وسيوزع المساجين بشكل أمني»، لافتاً إلى أن «لجنة تحقيق عسكرية تتولى التحقيق بما جرى الجمعة الفائت في السجن».ولاحقاً اعتصم أهالي السجناء الإسلاميين في سجن رومية أمام منزل وزير العدل اللواء أشرف ريفي، مطالبين وزير الداخلية بالاستقالة احتجاجاً على ما أسموه «الممارسات بحق السجناء، بعد ورود أنباء عن إصابات في صفوفهم إثر اقتحام القوى الأمنية للمبنى (د)».وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري تساءل أمس عما حصل في سجن رومية، وقال أمام زواره، إن ما جرى يثير الريبة، داعياً إلى التدقيق في حقيقة ما حدث.من جهة ثانية، جدد بري موقفه بشأن ملف القادة الأمنيين، مبيناً أنه «مع التعيين أولاً وثانياً وثالثاً إذا حصل توافق عليه، أما إذا تعذر ذلك، فالتمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي وقائد الجيش».سماحةفي سياق آخر، وبعد نحو سنتين و9 أشهر، عقدت الجلسة الاولى لمحاكمة الوزير السابق ميشال سماحة امام المحكمة العسكرية. واعترف سماحة بأنه أحضر المتفجرات من سورية بسيارته الخاصة الى لبنان، وبأن «العميل ميلاد كفوري» استدرجه الى فخ، وأقنعه بأنه كان سيستهدف عمليات التهريب عند الحدود.وعندما واجهته المحكمة بـ3 اشرطة مسجلة، وقالت له إن كفوري ذكر له استهداف شخصيات سياسية وقيادات في «الجيش الحر»، قال سماحة: «انا غلطت انا سايرته في وقتها، وأعتذر إلى المفتي مالك الشعار وخالد الضاهر».أبرز الأسلحةخصصت الهبة السعودية مبلغ 2.1 مليار دولار من الصفقة لشراء معدات جديدة للجيش، بينها مدرعات حديثة ورادارات وزوارق خفر بحرية، إضافة إلى طوافات، أما مبلغ الـ900 مليون دولار المتبقي فسيخصص للصيانة للسنوات الـ5 المقبلة. وفي ما يلي أهم الأسلحة وفق هذه الصفقة:مدفع «القيصر»مدفع ذاتي الحركة عيار «155-ملم»، يزن 18 طنا، ولديه القدرة على الحركة في جميع التضاريس، ولا يتطلب سوى طاقم من 5 أفراد، ويتميز بقوة نيران هائلة ويمكنه الاستعداد (الربض) في أقل من دقيقتين وإطلاق ست قذائف في الدقيقة الواحدة، والابتعاد عن منطقة العمليات قبل وصول القذيفة الأخيرة إلى الهدف.صاروخ «ميسترال» للدفاع الجويميسترال هو صاروخ أرض- جو أوروبي موجه بالأشعة تحت الحمراء، ويستعمل للدفاع الجوي على ارتفاع منخفض، كما يستخدم مع وحدة إطلاق تسمح له بالعمل من على المدرعات والسفن أو الطائرات العامودية، ومدى الرماية الفعال له هو 5 الاف متر، وسرعته 800 متر في الثانية.مروحيات «كوغار»طوافات «كوغار» هي مروحية نقل تكتيكية بعيدة المدى مخصصة للاستخدام العسكري، وهي طائرة بمحركين يمكنها حمل 29 جنديا مع طاقم من اثنين، وتنفذ مهمات نقل الجنود، وإجلاء المصابين، والبحث والإنقاذ. ويمكن تسليحها بصواريخ «هوت» مضادة للدروع، وبمدفع من عيار 20 ملم.طائرات «غازيل» مع صواريخ «هوت»ستقوم فرنسا بصيانة وتحديث اسطول الطوافات من نوع «غازيل»، التي يملكها الجيش اللبناني. وتستخدم «غازيل» بشكل أساسي كمروحية هجومية مزودة بصواريخ «هوت» المضادة للدروع، وتستخدم ايضا كمروحية إسناد خفيفة مجهزة بمدفع من عيار 20 ملم.زوارق «إف إس-56»سيحصل لبنان على 3 سفن حربية طراز «اف اس-56»، وهي سفن دورية في المياه العميقة يبلغ طولها 56 مترا، ومسلحة بمدفع اوتوماتيكي من عيار 76 ملم، اضافة الى رشاشين من عيار 20 ملم، وبصواريخ مضادة للطائرات من نوع ميسترال. وهي المرة الاولى التي يحصل فيها لبنان على زوارق بهذا الحجم.
دوليات
لبنان يتسلم دفعة أولى من «الهبة السعودية»
21-04-2015