لماذا قررت تقديم فيلم تسجيلي في مصر رغم إقامتك لفترة طويلة خارجها؟

Ad

علاقاتي بمصر ليست منقطعة ولكني أتردد عليها باستمرار، وزاد تواجدي خلال الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير، لذا لم يكن غريباً بالنسبة إلي أن أقدّم عملاً تسجيلياً عن مشكلة في الواقع المصري، فضلاً عن مشاركتي بورش عدة خاصة بصناعة السينما.

هل استوحيت فكرة فيلم {سكر بره} من برامج الحوار؟

لا، فبرأيي برامج التوك شو تتعامل بشكل سطحي مع مشكلة تزويج الفتيات لرجال أكبر منهن في العمر مقابل الحصول على الأموال، خصوصاً أن الزواج في هذه الحالات يكون محدد المدة، فضلاً عن أن التعامل مع الفتيات باعتبارهن مجرد حالات، أسلوب اختلف عن تعاملي معهن لإدراكي مشكلتهن ومعانتهن وتعايشي معها، فلم أتعامل معهن باعتبارهن سلعة أرغب في ملء وقت فيلمي بها، بل كفتيات لديهن أحساسيس ومشاعر ومعاناة عشنها بالفعل.

كيف جاءتك فكرة الفيلم؟

خلال ديسمبر 2012، كنت أدرّب مجموعة من الفتيات على طريقة سرد حكايتهن ضمن برنامج تدريبي يتبع مركز وسائل الاتصالات الملائمة {أكت}، ووجدت أن حكاية الفتيات تصلح لتقديمها في فيلم تسجيلي. تحمست للتجربة، وتحمَّس معي المركز الذي أصبح شريكاً في عملية الإنتاج، خصوصاً أن الحرية في السرد التي تمتَّعت بها الفتيات خلال الورشة شجعتني على خوض التجربة.

كيف تم اختيرت الفتيات للورشة؟

كانت طريقة الاختيار من خلال الجمعيات المحلية التي يتعاملن معها، لكن التفاصيل الخاصة بهنّ لم يكن لي علاقة بها، خصوصاً أن دوري في البداية كان تدريبهن فحسب.

هل وجدت صعوبة في إقناع الفتيات بالتصوير أمام الكاميرا؟

صورت الفيلم بعد ستة أشهر تقريباً من الورشة، لكن علاقاتي بهن كانت جيدة، والبطلات قررن السرد بصراحة وهنَّ في حالة نفسية مريحة، ما انعكس أمام الكاميرا. فكرة الفيلم الأساسية بالنسبة إلي هي حكايات الفتيات وشكل حياتهن وطريقة متابعتهن الحياة اليومية.

عادة ما تتخلَّل التصوير إضافات، فهل أضفت بعض المشاهد خلال التصوير؟

ثمة جانب سياسي موجود في الفيلم مرتبط بالخلاف على السلطة وهو لم يكن مدرجاً في التصور المبدئي. لكن ظروف التصوير فرضته، فقد صوَّرت خلال ثورة 30 يونيو، والخلافات السياسية بين الفتيات كانت نموذجاً معبراً عما يحدث في الشارع المصري، لذلك ظهرت باعتبارها جزءاً أساسياً من الأحداث.

هل واجهت مشاكل في التصوير؟

على العكس، الظروف بالنسبة إلي كانت مناسبة للغاية وتصوير الفيلم لم يستغرق سوى أربعة أيام، تمَّ الانتهاء منها على مدار أسبوع تقريباً، بمعدل تصوير بين خمس وست ساعات فقط يومياً، وهو أمر جيد مقارنة بأفلام أخرى تستغرق وقتاً أطول من ذلك.

بعض الفتيات عندما يتحدث تتسبب التلقائية بخروج ألفاظ غير مناسبة، فهل حذفت أي لفظ من منطق الرقابة الذاتية؟

نفَّذت مونتاج الفيلم في مدريد، وكانت لدي حرية كافية في اختيار ما أبقي عليه وما أحذفه، ولكني لم أحذف أي شيء من منطلق الرقابة على الإطلاق، بل عدت إلى سياق الفيلم العام، وكنت هل سيضيف له أم لا الإبقاء على هذه المشاهد، بالإضافة إلى تسريع وتيرة الأحداث لكي لا يشعر المشاهد بالملل حتى في الحكايات حذفت ما لم يكن له مبرر.

لماذا تأخرت في طرح الفيلم جماهيرياً؟

انتهيت من الفيلم بداية العام الجاري، وكنا نحاول البحث عن فرصة جيدة للعرض، وسينما {زاوية} أحد الأماكن التي تحظى باحترام صانعي السينما ولها جمهورها، وعندما عرضت الفيلم على القيمين عليها تحمسوا بشدة، وهي فرصة جيدة لأن يعرض في ثلاث حفلات يومية.

سوق الأفلام المستقلة البعيدة عن النجوم تواجه الكثير من الصعوبات كي تصل إلى الجمهور في الصالات، واعتبر الفيلم محظوظاً بعرضه سينمائياً، على عكس كثير من الأعمال التي لم تتح لها فرصة العرض السينمائي.

ماذا عن جديدك؟

انتهيت منذ فترة من تصوير فيلم تسجيلي جديد يحمل اسم {ممر الصحافة} بشكل موقت، ويتحدث عن تجربتي الشخصية ومجموعة من أصدقائي الذين التحقوا بجامعة عين شمس عام 1990 بالتزامن مع انهيار كتلة أوروبا الشرقية، ويعرض كيف كانوا يفكرون في ذلك الوقت وكيف أصبحوا الآن. اسم {ممر الصحافة} مكان موجود في كلية الحقوق، وكان مقراً للمجموعات السياسية في الجامعة ويتحرك منه جميع التظاهرات باستمرار، وشكَّل نقطة للقاء اليساريين خلال فترات الدراسة. لكن حتى الآن لم أبدأ في مونتاج الفيلم.