آلاف المقاتلين الشيعة يتدفقون إلى الأنبار... وفتح جسر بزيبز أمام النازحين بشرط وجود كفيل

Ad

عزز مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) اليوم قبضتهم على مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار العراقية، بينما وصل آلاف المقاتلين الشيعة من قوات "الحشد الشعبي" إلى قاعدة عسكرية قرب الرمادي، استعدادا لبدء عملية عسكرية لاستعادتها.

وكشف مسؤول عراقي أمس عن قيام عناصر تنظيم "داعش" بالدفع شرقا من مدينة الرمادي ليل الاثنين - الثلاثاء باتجاه منطقة الخالدية، حيث شن عناصره هجمات صغيرة على عدد من نقاط تابعة للجيش العراقي وعناصر القبائل السنية المتمركزين بمحيط الخالدية. ويشار إلى أن منطقة الخالدية تقع بين الرمادي والفلوجة التي يسيطر عليهما التنظيم.

إلى ذلك، نقل عن عدد من سكان الرمادي قولهم إن مسلحي "داعش" شنوا اليوم حملة اعتقالات وتصفيات قاموا خلالها بتفتيش المنازل بحثا عن أي مؤيدين للحكومة، كما قاموا باعتقال العشرات وقتل آخرين وإلقاء جثثهم في نهر الفرات.

"الحشد"

في المقابل، قال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان إن الجهاز اعتمد استراتيجية جديدة لمقاتلة تنظيم "داعش" في الرمادي، مضيفا ان حسم معركة الانبار سيكون "أسرع" من تحرير تكريت.

وبعيدا عن قوات الحكومة، واصلت الميليشيات الشيعية المنضوية في "الحشد الشعبي" تدفقها الى المنطقة، وبدأت بعض العمليات الأمنية في محيط الرمادي، وسط تعبئة تحذر من اقتراب "داعش" من مدينة كربلاء الشيعية المقدسة. وترددت أنباء عن اعلان زعيم تنظيم "داعش" أبوبكر البغدادي، في تسجيل صوتي، ان دور كربلاء وبغداد سيأتي بعد الرمادي.

في هذا السياق، اعلن القائد العسكري لـ"كتائب حزب الله في العراق" ان "عناصر داعش الاجرامية لن يدخلوا بغداد او كربلاء قطعا"، مؤكدا ان "الخرق الأمني الذي حصل في الرمادي كان بسبب ثقة الساسة بالأميركيين".

بدوره، دعا زعيم التيار الصدري رجل الدين مقتدى الصدر إلى "حمل التهديدات بتدنيس أرض كربلاء وباقي المناطق المقدسة على محمل الجد، وحماية المقدسات بالغالي والنفيس"، متوعدا بـ"ملء أرض العراق بجثث من يمد يديه ضد أي مقدس".

إلى ذلك، أعلنت "سرايا عاشوراء" الشيعية إطلاق طائرات مسيرة لكشف مواقع تنظيم "داعش" في محافظة الانبار قبل الهجوم.

أزمة النازحين

إلى ذلك، قررت قيادة عمليات بغداد اليوم السماح لنازحي محافظة الأنبار بالدخول إلى العاصمة بغداد عبر جسر بزيبز بشرط وجود كفيل.

وكان مجلس محافظة الأنبار جدد اليوم مطالبة الحكومة المركزية في بغداد بفتح جسر بزيبز امام الاسر النازحة والمهجرة من المحافظة، داعيا الى توفير مياه الشرب والغذاء للنازحين في عامرية الفلوجة وجسر بزيبز والاسراع بتوفير المخيمات لهم.

وأعلنت الأمم المتحدة امس أن نحو 25 ألف شخص فروا من مدينة الرمادي منذ الخميس الماضي، وحذرت من نفاد الأموال اللازمة لعمليات المساعدة في العراق.

الحكومة وعلاوي

وجدد مجلس الوزراء العراقي اليوم التزام الحكومة بتطويع وتسليح مقاتلي عشائر الانبار بالتنسيق مع المحافظة، كما اعلن المجلس دعمه لقرار رئيس الحكومة حيدر العبادي اشراك قوات "الحشد" في الهجوم المضاد لتحرير محافظة الأنبار.

من ناحيته، اعتبر إياد علاوي نائب الرئيس العراقي أمس أن ما يحدث في محافظة الأنبار انعكاس للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد.

وأضاف علاوي: "لابد من التنبيه مجددا إلى أن التطورات الأمنية والعسكرية المؤسفة، ومنها ما حصل في الرمادي خلال الأيام الأخيرة، ما هي إلا تداعيات متوقعة للأزمة السياسية المزمنة والتي يعمل البعض على تعقيد حلولها أو تجميدها خلافا للمنطق العام ومصالح البلاد في تحقيق المصالحة الوطنية الناجزة وبناء دولة المواطنة والعدل والمساواة التي ندعو اليها كأرضية صلبة تقف عليها الانتصارات العسكرية الميدانية لعديد المعارك مع التنظيمات الإرهابية".