الأفلام الشعبية تسيطر على موسم عيد الأضحى

نشر في 29-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 29-09-2014 | 00:01
يشهد موسم عيد الأضحى مجموعة من الأفلام الشعبية، وذلك رغم فشل فيلم {عنتر وبيسة} في تقديم وجبة سينمائية شعبية نظراً إلى ضعف مضمونه، في بورصة أفلام عيد الفطر، وتحقيق أفلام جادة على غرار {الفيل الأزرق} و{الحرب العالمية الثالثة} أعلى الإيرادت، ثم {صنع في مصر}، و{جوازة ميري}.
في قائمة أفلام موسم عيد الأضحى، مجموعة كان من المقرر عرضها في الموسم الماضي، ولكن أرجأ صنّاعها طرحها من بينها: {النبطشي} من تأليف محمد سمير مبروك، إخراج إسماعيل فاروق، بطولة: محمود عبد المغني، مي كساب، إدوارد، هبة عبد الغني، هالة صدقي. {وش سجون} تأليف مصطفى السبكي، إخراج عبد العزيز حشاد، بطولة: باسم سمرة، ودينا فؤاد، وأحمد وفيق، وأحمد عزمي. تدور أحداثه حول مجموعة من الشباب سجنوا لارتكابهم جرائم مختلفة منهم اللص، ومنهم الذي اغتصب طفلة صغيرة.

سباق ومنافسة

ودفع النجاح الذي حققه فيلم {الحرب العالمية الثالثة} المنتج أحمد السبكي للمشاركة في سباق أفلام عيد الأضحى بفيلميه {حماتي بتحبني} من تأليف نادر صلاح الدين، إخراج أكرم فريد، بطولة: حمادة هلال، ميرفت أمين، إيمان العاصي، و{عمر وسلوى} من تأليف سيد السبكي، إخراج تامر بسيوني، بطولة: كريم محمود عبد العزيز، بوسي، سعد الصغير، صافينار، شيماء الحاج.

 ينافس أحمد السبكي شقيقه محمد السبكي الذي ينتج فيلم {حديد} بعدما كان من المقرر أن يخرجه أيضاً، لكن رفضت نقابة السينمائيين طلبه باستخراج تصريح لإخراج الفيلم ﻷسباب قانونية، إذ يمنح قانون النقابة التصريح بالإخراج للشعب المتجاورة، مثل المونتاج أو السيناريو، وليس لشعبة الإنتاج التي ينتمي إليها السبكي، فاستبدل بالمخرج أحمد البدري. يشهد الفيلم عودة عمرو سعد إلى السينما بعد غياب أربع سنوات، وتشاركه بطولته درة التونسية، وأحمد عبد العزيز.

ينضم إلى القائمة فيلم {4 كوتشينة}  وهو البطولة الثانية لأوكا وأورتيجا وشحته كاريكا الذين سبق أن قدموا فيلم {8%}، وتشاركهم البطولة الأردنية هيام جباعي التي عُرض لها منذ أشهر فيلم {مترو} وشاركها بطولته رامي وحيد.

تجسد هيام الجباعي شخصية {ميادة}، صديقة مقربة للأبطال (أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا) من أيام الطفولة، تسافر مع والديها في الخامسة من عمرها، إلا أنها تعود إلى القاهرة بعد التخرج من الجامعة وتلتقي بهم مجدداً.

وسط هذه الموجة قرر الممثل والمخرج الشاب رامي غيط استثمار شخصية {البرص} التي جسدها في فيلم {كلمني شكراً} مع المخرج خالد يوسف، ليقدمها في عمل سينمائي مستقل بعنوان {المواطن برص}، تشاركه بطولته دينا فؤاد ورجاء الجداوي.

استثماراً للنجاح الذي حققه الجزء الأول من فيلم {الجزيرة} يطرح صنّاعه الجزء الثاني في موسم عيد الأضحى، وهو من تأليف محمد دياب، خالد دياب وشيرين دياب، إخراج شريف عرفة، بطولة: أحمد السقا، هند صبري، خالد الصاوي، خالد صالح، أحمد مالك، وأروى جودة.

{الجزيرة 2} الفيلم الوحيد الذي يخرج من دائرة التصنيف الشعبي أو أفلام البلطجة التي اعتاد صنّاعها طرحها في المواسم الماضية، وتوقفوا عنها في عيد الفطر ليعودوا بها في الأضحى.

نوعيات مختلفة

المنتج والموزع محمد حسن رمزي، رئيس غرفة صناعة السينما، يأمل في أن يستمر فيلم {الجزيرة2} في تحقيق النجاح الذي حققته أفلام الموسم الراهن، وتحديداً {الفيل الأزرق} و{الحرب العالمية الثالثة}، مشيراً إلى أن الأفلام الضعيفة المستوى لن تختفي مهما حدث، ومن المتوقع حضورها في المواسم المقبلة، لكن ليس بهذه السرعة، متمنياً أن تغري الإيرادات الهائلة التي جنتها أفلام الموسم الحالي المنتجين إلى تقديم مزيد منها.

يضيف أن  السينما كصناعة لا تتغير حتى إن حققت نوعيات أخرى من الأفلام إيرادات غير متوقعة، مشدداً على أن وجود أفلام مختلفة في النوعية أمر مطلوب لإرضاء أذواق الجمهور، ومشيراً  إلى وجود مجموعة من الأفلام الشعبية لم يُحدّد موعد عرضها حتى  الآن منها: {أبو العريف} لمجدي كامل، {حارة مزنوقة} لعلا غانم وراندا البحيري، {المماليك} لرامي وحيد، {الدنيا مقلوبة} لعلا غانم وباسم سمرة.

بدوره يؤكد الناقد رامي عبد الرازق أن السينما العالمية تتضمن أفلاماً جيدة وأخرى دون المستوى وتافهة، مرجعاً سيطرة الأفلام الضعيفة في المواسم الماضية إلى أن الأفلام المطروحة لم تتعدَّ 25 فيلما في السنة، لذا من الطبيعي أن يبحث أصحاب دور العرض، الذين لا يجدون أفلاماً جيدة لطرحها، عن أعمال تحافظ على الجمهور الذي يتردد عليها، وموضحاً أن الإقبال الكبير الذي تلقاه هذه الأفلام رغم تردي مستواها الفني مردّه إلى معاناة الجمهور من أزمة جهل وتخلف في المجتمع الذي هو السبب في ما وصلوا إليه.

يضيف: {بدلاً من أن يحاول المنتجون تعديل هذا الذوق عبر أفلامهم استمروا في تقديم المخدر للمشاهد عوض تقديم الدواء، فيما الفن الجيد يفترض أن يعالج ويرتقي بالذوق العام ويضيف إليه خبرات حياتية، لذا يتوجب على المنتج البحث عن فئات أخرى يتوجه إليها بأفلامه}.

يتوقّع عبد الرازق حدوث انفراج سينمائي بعد نجاح {الفيل الأزرق} لكن وجود عناصر إنتاجية مثل السبكية وتصميمهم  على تقديم أفلام لاستقطاب شرائح معينة، يناهضان هذه التوقعات، {وإن كان أحمد السبكي هو نفسه منتج {الحرب العالمية الثالثة}، ولكن صدفة بحتة جمعته بالفيلم، بعد توقف تصويره مرات بسبب أزمة إنتاجية}.

بدورها توضح الناقدة ماجدة موريس أن لكل نوعية من الأفلام جمهورها، وأن السينما لا تقف عند تحقيق الأرباح، التي هي في الدرجة الدنيا في الفن، بل عند تقديم فكر جديد وأسلوب مميز في كتابة السيناريو، واستدلت على حديثها بالسيناريو الذي كتبه أحمد مراد لفيلم {الفيل الأزرق}، وطالبت بالاستعانة بجيل مراد في السينما، وتقديم مزيد من الروايات لإثرائها، لاسيما بعدما تابع الجمهور رواية {الفيل الأزرق} في السينما، وبذل مجهود كبير في الإخراج والإضاءة والموسيقى، وتلقي المشاهد جرعة تمثيلية كبيرة من أبطال العمل، وإن لم يفهم البعض أجزاء منه، لكن لا يمكن إنكار التشويق والرومنسية اللذين  تضمنتهما أحداثه.

back to top