كشف مسؤول عراقي عن سقوط ألف قتيل من "الحشد الشعبي" الشيعي في معركة تحرير محافظة صلاح الدين، بينما لا تزال القوات العراقية وقوات "الحشد" تحكم حصارها على مدينة تكريت بانتظار القرار باقتحامها.

Ad

بينما لا يزال اقتحام مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين متوقفاً بانتظار تعزيزات جديدة، كشف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي قاسم الأعرجي عن سقوط ألف قتيل معظمهم من مقاتلي الميليشيات الشيعية المنضوية في «الحشد الشعبي» في معركة تحرير محافظة صلاح الدين التي انطلقت قبل أكثر من 10 أيام.

جاء ذلك في وقت أعلن مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين العسكرية أمس، مقتل قائد «كتائب الإمام علي» المنضوية في «الحشد» المدعو علي الموسوي والملقب بـ «أبي الحسنين» في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، بمواجهات مع تنظيم «داعش» على الحدود الغربية لمدينة تكريت. وقال المصدر، إن «الموسوي يعد ثاني قيادي في الحشد الشعبي يقتل في هجوم صلاح الدين، بعد مقتل مهدي أبو نوري الكناني مسؤول الجناح العسكري في عصائب أهل الحق والذي قتل قرب قضاء الدور».

هجوم الرمادي

إلى ذلك، أعلن نائب رئيس مجلس الأنبار فالح العيساوي أمس، أن القوات العراقية تصدت مساء أمس الأول لهجوم لتنظيم «داعش» استهدف مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار (غرب وسط).

وقال العيساوي في تصريح صحافي، إن «الهجوم كان هدفه السيطرة على مناطق شارع عشرين والحوز وسط الرمادي، مركز محافظة الأنبار، وقام التنظيم بتفجير سيارتين مفخختين على النقاط الأمنية أسفرا عن مقتل جندي وجرح 5 آخرين أعقبهما اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين استطاعت القوات العراقية ورجال العشائر خلالها قتل وإصابة العشرات من عناصر التنظيم».

وزير الدفاع

وجاء هذا الهجوم على الرمادي وهو الثالث من نوعه خلال أقل من أسبوع غداة زيارة وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أمس الأول إلى محافظة الأنبار حيث التقى هناك بقائد العمليات وأعضاء مجلس المحافظة والوجهاء والشيوخ وأبناء العشائر.

من جانبه، قال عضو مجلس محافظة الأنبار عذّال عبيد الفهداوي، إن «وزير الدفاع أوعز إلى قيادة عمليات الأنبار والضباط بتسليح أبناء العشائر الذين يساندون القوات الأمنية في معاركهم ضد عناصر تنظيم داعش الإرهابي، وخصوصاً في مدينة الرمادي»، مشيراً إلى أن الوزير طالب القيادات الأمنية بـ«وضع خطة لتحرير الأنبار من عناصر التنظيم والعصابات الإجرامية، وحسب أسبقية تحرير تلك المدن لغرض عودة الأمن فيها وإعادة الأسر النازحة والمهجرة إليها». وفي سياق متصل، أكد القيادي في مقاتلي العشائر الشيخ عمر شيحان العلواني، أن «مقاتلي العشائر قدموا طلباً إلى وزير الدفاع بجميع السلاح والعتاد الذي يحتاجونه لمواجهة العصابات الإجرامية من داعش»، لافتاً إلى أن «الوزير وافق على طلبنا من خلال مشاهداته لحاجاتنا لتلك الأسلحة لمواصلة قتال الإرهابيين».

البرزاني والعشائر

على صعيد آخر، أكد رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني أمس، أن الأبواب مفتوحة للعرب من أجل القتال في صفوف قوات البيشمركة ضد الإرهاب وبدون تمييز، وشدد على أن «حكومة الإقليم لن تسمح لأحد بأن يمس كرامة العرب في المناطق المحررة».

وشدد البرزاني خلال لقائه مع شيوخ عشائر عربية من منطقتي زمار والربيعة التابعتين لمحافظة نينوى على أنه، «لا يجوز الجري وراء الضغائن والأحقاد، كون المواطنين الذين ليس لديهم حيلة ورفضوا موالاة داعش يجب أن يعيشوا بحرية ويشعروا بكرامة، أما الذين ذهبوا مع داعش، فمصيرهم سيكون مثل مصير داعش». وأكد، أن «من يعيش في كردستان يجب أن يكون حراً في اختيار دينه ومذهبه».

وأوضح أن «جميع المناطق التي تعد جزءاً من إقليم كردستان تم تحريرها، ومستعدون للإسهام في تحرير بقية المناطق»، محذراً من ظهور تنظيم أخطر من «داعش» مستقبلاً. من جانبها، طالبت العشائر العربية، البرزاني بتشكيل قوة عربية ضمن وزارة البيشمركة ، وجاء الطلب على خلفية قيام قوات البيشمركة بتحرير مناطق متاخمة لإقليم كردستان.

ونقلت وكالة «رووادو» الكردية عن أحد شيوخ عشيرة الشمر المشاركين في اللقاء مع  البرزاني قوله، إن العشائر قررت مساعدة إقليم كردستان في الكشف عن العرب الذين ساعدوا تنظيم «داعش» في هجومه على قضاء سنجار، مؤكداً رفض العشائر تشكيل أي قوة في المنطقة، قائلاً «نحن نعتبر قوات البيشمركة هي الوحيدة المدافعة عن المنطقة، نرفض قوات الحشد الوطني والحشد الشعبي في مناطقنا».

وتعتبر منطقة زمار التابعة لمحافظة نينوى، والواقعة في الشمال الغربي من مدينة الموصل، منطقة استراتيجية بالإضافة إلى أنها منطقة زراعية وغنية بالنفط في الوقت ذاته.

(بغداد ــــــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)