حزب الله أصبح نقمة على لبنان!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ربما يجد البعض مبرراً لتدخل حزب الله في الشؤون السورية الداخلية، على أساس أنه فعلاً أحد ألوية فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وانطلاقاً من أن إيران تعتبر نظام بشار الأسد تابعاً للنظام الإيراني، وأن قراره موجود في طهران بيد الولي الفقيه، وأن سورية أصبحت بداية بثمانينيات القرن الماضي أحد المجالات الحيوية الإيرانية في الشرق الأوسط وفي المنطقة كلها. لكن أن تصل الأمور إلى حد أن يأخذ حزب الله دور النظام السوري في مواجهة مع إسرائيل، وأن يُقحم لبنان كله في حرب طاحنة مع الدولة الإسرائيلية على غرار عام 2006، بينما يبدي هذا النظام، أي نظام بشار الأسد، المزيد من "الروح الرياضية" تجاه اعتداءات وغارات الإسرائيليين، ويواصل التمسك بذريعة أنه لن يسمح لـ"العدو" بجرِّه إلى معركة قبل أوانها، فإن هذا يعني تحميل الشعب اللبناني مسؤولية لا يجوز أن يتحملها وحده.إنه كان سيعتبر واجباً قومياً لو أن حزب الله أرسل قوات إلى هضبة الجولان في إطار "حرب تحرير" بادر إليها هذا النظام السوري، بعد صمت بقي مستمراً منذ عام 1974 حتى الآن، أمَّا أنْ يضع هذا الحزب نفسه بديلاً لنظام بشار الأسد، وأن يُعرِّضّ لبنان والشعب اللبناني لكارثة ككارثة عام 2006، فإن هذا يجب ألا يسكت عنه اللبنانيون من كل الطوائف والتوجهات، ومن الطائفة الشيعية الكريمة نفسها التي كانت أكثر المتضررين، وأكثر من دفع ثمن هذه المغامرة الآنفة الذكر التي أقدم عليها حسن نصر الله تنفيذاً لتوجيهات طهران، وتلاؤماً مع المخططات الإيرانية في هذه المنطقة.لقد نقل حزب الله بتدخله العسكري في سورية الحرب المحتدمة في هذا البلد منذ أربعة أعوام إلى لبنان، وحقيقة إنه بهذا التدخل هو من استدرج "داعش" و"النصرة" وبقية التنظيمات الإرهابية ٍالمتطرفة إلى الأراضي اللبنانية... وهذا يعني أن هذا الحزب قد أصبح نقمة على اللبنانيين ولحساب إيران والتطلعات التمددية الإيرانية في المنطقة.