الحريري... المناضل اليساري يترجل
ترجّل «المناضل» اليساري المصري أبوالعز الحريري أمس الأول في صمت عن عمر ناهز 68 عاماً، بعد أيام من رحيل الرمز اليساري أحمد سيف الإسلام، ويقام العزاء اليوم، ليطوي بذلك صفحة حافلة في السياسة المصرية، أفناها دفاعاً عن حقوق العمال في ساحات البرلمان، طوال عصري الرئيسين الأسبقين أنور السادات وحسني مبارك.الحريري الذي شيعت جنازته أمس، عرف طريق المعارضة السياسية مبكراً، فعندما طرد من عمله بسبب نشاطه السياسي دخل البرلمان للمرة الأولى في انتخابات 1976 عن دائرة كرموز بالإسكندرية، بعدما فاز على منافسه رئيس الحكومة ووزير الداخلية آنذاك ممدوح سالم، لكن سرعان ما سحبت منه الحصانة لمشاركته في احتجاجات عمالية، حيث اعتقل 9 مرات في عهد السادات، إلا أنه تمكن من العودة إلى البرلمان مجدداً في دورتي 2000 و2011.
قدم الحريري في 2003 أشهر استجواباته الخاصة بفضح ممارسات الاحتكار لرموز نظام مبارك، وفي مقدمتهم رجل الأعمال أحمد عز، وعارض سياسات أخونة الدولة من خلال مشاركته في برلمان 2011، ثم معارضته للرئيس الأسبق محمد مرسي، وتأييده لحملة «تمرد» للإطاحة به، وكان يردد دائماً أن «جماعة الإخوان تتعامل مع الشعب المصري بمنطق البقاء للأقوى».وخاض الحريري سباق انتخابات رئاسة الجمهورية 2012 في أول انتخابات رئاسية عقب «25 يناير»، والتي حل فيها ثامناً بعد حصده لنحو 40 ألف صوت.وأجبر المرض المناضل اليساري على الانزواء في الأسابيع الأخيرة من حياته، التي شهدت اتصال الرئيس عبدالفتاح السيسي للاطمئنان على صحته هاتفياً، بينما أصدر وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي أوامر بعلاجه على نفقة القوات المسلحة، وتوفير الرعاية الطبية اللازمة له في مستشفى مصطفى كامل للقوات المسلحة بالإسكندرية، قبل أن توافيه المنية هناك.