ما رأيك في تجربة المشاركة في فاعليات الدورة الـ 25 من أيام قرطاج السينمائية؟
كانت تجربة جميلة جداً، خصوصاً أن المهرجان يقام في فترة مهمة من تاريخ تونس بعد إجراء أول انتخابات ديمقراطية منذ قيام الثورة. لفتني أن الشارع الذي اندلعت منه الثورة وهو شارع الحبيب بورقيبة هو نفسه الذي شهد حفلي افتتاح وختام المهرجان بالمسرح البلدي الذي يتوسط الشارع. كذلك أعجبني الجمهور التونسي المتذوق للفن، والذي حرص على متابعة فاعليات المهرجان ومشاهدة الأفلام. ولن أنسى عبارة مكتوبة على دور العرض كافة تقول «نحن نحب الحياة، لأننا نذهب إلى السينما»، فإلى هذا الحد يعشقون الفن. في الندوة الصحافية التي أقيمت لك في تونس حاول البعض أن يجرك إلى الكلام في السياسة.صحيح، ورفضت أي أسئلة سياسية، وأكدت أننا في مهرجان سينمائي لا مجال فيه للكلام عن السياسة.هل صحيح أنك على وشك القيام بمهمة لمواجهة قراصنة الأفلام السينمائية؟صحيح إلى حد ما، فقد قررنا في غرفة صناعة السينما تقسيم أنفسنا إلى أقسام عدة، على أن يهتم كل قسم بمشكلة تخص السينما، وكل قسم يتكون من أربعة أفراد. بالنسبة إلي، سيكون الاهتمام بمواجهة قراصنة الأفلام السينمائية، الذين يسرقون الأفلام من دور العرض، ويصورونها بكاميرات صغيرة، ويطرحونها مجاناً عبر الإنترنت، ما يعرض المنتجين لخسائر كبيرة.لذلك سأسافر إلى باريس للتفاوض مع إدارة القمر الصناعي «يوتل سات»، والذي تبث من خلاله فضائيات عدة في مدار القمر الصناعي المصري «نايل سات» نفسه، وتعرض عشرات الأعمال من دون الحصول على حق بثها من مالكيها. والهدف من هذة المفاوضات عمل قانون لا يمنع عرض أي فيلم إلا بموافقة غرفة صناعة السينما.ما تقيمك للدورة الـ 36 من مهرجان القاهرة السينمائي؟كانت دورة مهمة جداً في تاريخ المهرجان، لأن عدم إقامتها بعد تأجيل المهرجان أكثر من دورة معناه أن يضيع منا هذا الحدث الفني والثقافي المهم. وتشرفت برئاسة لجنة تحكيم إحدى مسابقات المهرجان، وانزعجت جداً من الهجوم على الناقد سمير فريد، الذي واجه العاصفة بالاستقالة من المهرجان، وأعتبر ذلك خسارة كبيرة، لأن أحلامه كانت كبيرة للمهرجان.في الفترة الأخيرة ظهرت موجة أفلام رديئة في المضمون والشكل وتخاصم الذوق والفن... فكيف تحللين هذه الظاهرة؟أراها انعكاساً لحالة المجتمع، فأنا وأنت نمشي في الشارع نسمع ونشاهد أشياء لا نتخيلها من شدة قسوتها وبذاءتها، «الأفلام دي معمولة لناس بتحب تتفرج عليها»، وفي الوقت نفسه ستجد أفلاماً مهمة ومحترمة، وذات مضمون. وأحد المنتجين الذين أحترم توجهاتهم واختياراتهم الكاتب محمد حفظي، الذي يحرص على إنعاش صناعة السينما بأعمال شديدة القيمة والأهمية في آن، ونفتخر بها في المهرجانات العربية والدولية.هل تهتمين بالنقد؟أتابع الأفلام كافة التي تكتب عن أي عمل أقدمه. وشخصياً، أحب أسمع أكثر مما أتكلم.بالنسبة إلى زوجك وابنك؟زوجي متابع جيد لأعمالي كافة، وأهتم برأيه، لأنه لا يعرف المجاملة، وأذكر أنه عندما شاهد مسلسل «نابليون والمحروسة» قال لي «برافو»، ووصف المخرج التونسي شوقي الماجري بأنه عبقري، كذلك ابني خالد رغم صغر سنه لديه حس فني ومتذوق للفن.كيف يؤدي الفن دوراً جاداً ومحترماً في هذه اللحظات الحرجة والحاسمة التي يمر بها الوطن؟أرى أن الفن يقف دائماً مع مصلحة الوطن ويعكس همومه ومشاكله وقضاياه وأحلامه كافة، وكل ما أستطيع أن أقوله هو أن نكون مخلصين وأمناء في كل شيء نقدمه لبلدنا.هل ثمة مشروعات تلفزيونية أو سينمائية في الطريق؟بعدما قدمت مسلسل «شمس» في رمضان الماضي ما زلت في مرحلة القراءة لاختيار العمل المناسب في الاثنين.هل تذكرين أول مسلسل شاركت في تمثيله؟كان مسلسلاً بعنوان «دمعة أمل»، وكنت في ثالثة إعدادي وكان أول يوم تصوير تحضره والدتي ويومها وصلت درجة حرارتي إلى أربعين من الخوف، وكان المشهد عبارة عن جملة واحدة أقولها للفنان الكبير محمود مرسي.يقول البعض إنك خضعتِ أخيراً لجراحة تدبيس معدة، وهذا سر رشاقتك.هذا الكلام غير صحيح، فأنا أتبع نظاماً غذائياً منذ فترة، وأحرص على ممارسة الرياضة يومياً، خصوصاً الركض. كذلك أهتم بتناول الخضراوات والفاكهة.هل صحيح أن قناة «صدى البلد» قدمت لك عرضاً بتقديم برنامج اجتماعي على شاشتها؟صحيح، وثمة قنوات أخرى تعرض عليَّ تجربة تقديم البرامج، ولكني لا أجد نفسي فيها، ولا أفكر في أن أخوضها.مم تخاف الجميلة ليلى علوي؟مش عايزة أفكر في الخوف، لأني واثقة في أن ربنا إلى جانبي دائماً، ولأني إنسانة إيجابية مفعمة بالحب والتفاؤل بمصر والمصريين.
توابل - سيما
ليلى علوي: أستعد لمواجهة قراصنة السينما في باريس
22-12-2014