دفع الصراع الدائر على الساحة اليمنية عددا كبيرا من اليمنيين إلى البحث عن ملاذ آمن في الخارج، لكن الأمر الذي ربما لم يكن أحد من المراقبين يتوقعه هو اللجوء إلى الصومال، كما لو أنهم يستجيرون من الرمضاء بالنار.

Ad

ما أشبه الليلة بالبارحة، قبل اندلاع الصراع الدامي في اليمن، كانت هذه الدولة العربية الفقيرة تعاني تدفق اللاجئين الصوماليين الفارين من العنف وضيق العيش، على شواطئها بما يفوق قدراتها المحدودة على استيعابهم، واليوم تسير طوابير المهاجرين في الاتجاه المعاكس، حيث يتدفق اليمنيون على شواطئ الصومال الدولة العربية الأكثر فقرا. لكن الى أين يتجهون؟ يتجه معظمهم إلى منطقتي أرض الصومال وبونتلاند اللتين تتمتعان بحكم ذاتي.  

ورغم وجود حكومة مركزية في الصومال حاليا وتحقيقها قدرا من الاستقرار السياسي فإنها مازالت تواجه تمردا من جماعة الشباب المتشددة، التي تقاتل الحكومة وقوات الاتحاد الإفريقي في الجنوب وتشن تفجيرات انتحارية في مقديشيو. وتسبب الصراع اليمني في نزوح نحو نصف مليون شخص، الأمر الذي تسبب في أزمة إنسانية، واستقبلت جيبوتي المجاورة آلاف اللاجئين أيضا.

وبينما أكد وزير الداخلية عبدالرحمن حسين أن «اليمنيين أشقاء، والصومال وطنهم الثاني»، قال عمدة مقديشيو حسان حسين لوكالة الانباء الالمانية: «لنا تاريخ طويل مع إخواننا وأخواتنا اليمنيين. لقد سمحوا للاجئين الصوماليين بدخول بلادهم».

(مقديشو - د ب أ)