في خطوة تظهر أهمية العلاقات بين البلدين الحليفين، زار الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الرياض، حيث قدم العزاء في رحيل الملك عبدالله وهنأ الملك سلمان على توليه العرش.

Ad

أجرى الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس زيارة للرياض مع وفد رفيع لتقديم التعزية في الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، ولقاء الملك الجديد سلمان بن عبدالعزيز لتهنئته بتوليه العرش وبحث الأزمات الشائكة في المنطقة.

واستقبل الملك سلمان شخصياً الرئيس الأميركي لدى نزوله من الطائرة برفقة زوجته ميشيل، ليكون بذلك أرفع استقبال يحظى به أي من عشرات رؤساء الدول الذين زاروا المملكة في الأيام الاخيرة لتقديم العزاء.

وحضر عدد كبير من الأمراء والوزراء الى أرض المطار لاستقبال أوباما الذي اجرى زيارته الاخيرة للمملكة في مارس 2014. ومن أبرز الذين شاركوا في الاستقبال ولي العهد الامير مقرن وولي ولي العهد الامير محمد بن نايف الذي يشغل أيضا منصب وزير الداخلية.

وعزفت فرقة موسيقية النشيد الوطني الاميركي متبوعا بالسلام الوطني السعودي، وصافح أوباما بعد ذلك كبار المسؤولين السعوديين السياسيين والعسكريين. وحطت الطائرة الرئاسية الاميركية «اير فورس وان» في مطار الرياض بعد ان غادرت نيودلهي في وقت سابق أمس. وشددت السلطات في العاصمة السعودية التدابير الأمنية بشكل كبير.

وانتشرت مئات المركبات الامنية بما في ذلك المركبات المصفحة وسيارات الشرطة واجهزة الاستشعار على طول الطريق بين مطار الرياض ووسط المدينة، كما انتشرت القوى الامنية بشكل واضح في المدينة.

وكان أوباما اختصر برنامجه المقرر في الهند وألغى زيارته لتاج محل ليزور الحليف السعودي البالغ الاهمية بالنسبة لواشنطن منذ 70 سنة.

وفد رفيع

ويرافق أوباما وفد رفيع من الحكومة والحزبين الجمهوري والديمقراطي اضافة الى زوجته ميشيل.

ويضم الوفد وزير الخارجية جون كيري، وعضو مجلس الشيوخ الجمهوري جون ماكين، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية جون برينن، وقائد القيادة الاميركية الوسطى الجنرال لويد اوستن.

ويتألف الوفد الاميركي من 29 شخصا بينهم مسؤولون من عهد الرئيسين السابقين جورج بوش وجورج دبليو بوش مثل وزيري الخارجية السابقين جيمس بيكر وكونداليزا رايس.

رودس

وصرح نائب مستشار الامن القومي للبيت الابيض بن رودس للصحافيين بان زيارة اوباما «تشكل فرصة للتشاور في بعض المسائل التي نعمل عليها مع السعوديين»، مشيرا بشكل خاص الى الحرب على تنظيم «الدولة الاسلامية» واليمن والمفاوضات النووية مع ايران والعلاقات السعودية الاميركية عموما.

وأضاف رودس «أعتقد انه من الواضح جدا بالنسبة لنا ان الملك سلمان قد اعطى اشارات واضحة عن الاستمرارية»، مشيرا بالتحديد الى «الاستمرارية في المصالح السعودية وفي العلاقات السعودية الاميركية».

وخلص الى القول: «نحن نعتقد ان السياسة السعودية ستظل مطابقة لما كانت عليه في عهد الملك عبدالله».

تنشيط العلاقات

وبحسب محللين، سيحاول أوباما والملك سلمان اعادة تنشيط العلاقات الثنائية التي تضررت خلال السنوات الاخيرة بالرغم من استمرار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين مع وجود مصالح مشتركة ضخمة. وقد تقاربت واشنطن نسبيا خلال الفترة الاخيرة مع خصم السعودية التقليدي ايران في وقت تزداد فيه احتمالات التوصل الى اتفاق نووي مع طهران. وذكر خبراء أن الملك سلمان يتطلع الى مزيد من الالتزام الاميركي في ازمات المنطقة.

وقال أنور عشقي رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية في جدة «هناك ملفات لا بد ان يكون هناك تفاهم حولها بين الملك سلمان واوباما، لان المملكة تتفق مع واشنطن على كثير من الاهداف، لكن الاختلاف واضح حول عدد كبير من المسائل».

وبحسب عشقي، فإن السعودية تختلف مع واشنطن في الاستراتيجيات حول ملفات متنوعة وتتطلع الى مزيد من الالتزام من جانبها في الملفات السوري واليمني والليبي والعراقي، اضافة الى ضرورة الا تكون مقاربة الملف النووي مرتكزة فقط على الملف النووي بل ايضا على ما تعتبره الرياض تدخلا ايرانيا في المنطقة.

(الرياض ــ أ ف ب،

رويترز، د ب أ)