صرخة مواطن (2)

نشر في 30-12-2014
آخر تحديث 30-12-2014 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي من أطرف التعليقات على مقال «صرخة مواطن» ما سمعته من أحد الأصدقاء، فقد فاجأني بقوله: لقد تعبت وأتعبتنا معك، فنراك تقفز في مقالاتك من الحديث عن المستشفيات وأوضاعها إلى الطرق وتهالكها، ثم الازدحام المروري، مروراً بالمشاريع التي تحولت إلى أطلال من قبل أن تبدأ، وغيرها من مواضيع الشكوى والتحلطم.

بعد المقال الأول بهذا العنوان، تلقيت مكالمات ورسائل نصية من عدد كبير من الإخوة المواطنين، بعضهم أعرفه والبعض الآخر تشرفت بالتعرف عليه، ومن مختلف فئات المجتمع مع اختلاف مراكزهم الوظيفية، وقد اتفق الجميع مع ما جاء في المقال من حديث عما وصلت إليه الأوضاع المأساوية في المجال الصحي، وقد طالبني البعض بزيارة بعض تلك المستشفيات للاطلاع على تلك الأوضاع عن كثب والمستوى الذي وصلت إليه.

كم هالني هذا الكمّ من الإحباط والتذمر الذي ساد المجتمع!! فهل يعقل أننا قد وصلنا إلى هذه الدرجة من الانحدار؟ هل يعقل هذا في ظل وفرة مالية كانت وما زالت؟ فمن غير المعقول أن تكون الأسابيع العجاف التي مرت خلال الفترة الماضية قد أكلت ما حصدته السنون السمان عندما وصلت أسعار برميل النفط إلى ما يقارب 120 دولاراً، في حين تجاوزت الفوائض المالية السنوية 20 مليار دولار.

 إذاً ما الذي يمنع من بناء المزيد من المستشفيات المتخصصة في عدد من مناطق البلاد في ظل نجاح غير عادي لبعضها، مع دعوة الشركات الصحية العالمية لتشييد المستشفيات، على ألا تقوم الدولة بتأجير الأراضي بأسعار رمزية، بل بمنحها لتلك الشركات مجانا مع توفير الماء والكهرباء وغيرها من الخدمات، وعلى أن تقوم تلك الشركات بوضع نسبة معينة من طاقتها الاستيعابية تحت تصرف الحكومة؟

 وفي اعتقادي أن مثل هذه الإجراءات ستؤدي بالضرورة إلى توفير جزء ليس بالقليل من المال العام، والتقليل من الاعتماد على العلاج بالخارج الذي فقد الهدف منه، وأصبح مجالا للمناورات السياسية والمزايدات النيابية، ووسيلة للتكسب الانتخابي للبعض.

ويشهد الله كم نتألم عندما نمر من أمام مستشفى جابر، ونرى ذاك الكم الهائل من الحديد والأسمنت والمعدات وبعض الأعداد من العاملين، فنتساءل ولنا الحق في ذلك: متى سينتهي هذا المستشفى؟ ومن سيقوم بإدارته؟ وماذا سيكون وضع المناطق السكنية المحيطة به؟ وما لنا إلا أن نرفع أيدينا إلى السماء داعين المولى القدير أن يعين وزير الصحة والعاملين معه على هذا الحمل الثقيل، فالاهتمام بصحة المواطن لا يقل أهمية عن توفير الأمن والأمان.

من أطرف التعليقات على مقال "صرخة مواطن" ما سمعته من أحد الأصدقاء، فقد فاجأني بقوله: لقد تعبت وأتعبتنا معك، فنراك تقفز في مقالاتك من الحديث عن المستشفيات وأوضاعها إلى الطرق وتهالكها، ثم الازدحام المروري، مروراً بالمشاريع التي تحولت إلى أطلال من قبل أن تبدأ، وغيرها من مواضيع الشكوى والتحلطم، ولا نلومك في هذا، فقد قضيت جل حياتك في العمل خارج البلاد، أما نحن فقد تعودنا على أن نعيش على "طمام المرحوم" نلتقى في المجالس والدواوين، وننتقد ونتحلطم، ثم يذهب كل واحد في طريقه، وتمضي الحياة، فلم نتوقف يوماً عند "ليش" أو "لماذا"، فالحكومة أبخص، وأعضاء مجلس الأمة فيهم البركة يعبرون عن "آمالنا وطموحاتنا"، وإذا ما انتهت مدة المجلس أو حل لأي سبب انتخبنا غيرهم، ويستمر قطار التنمية بالسير البطيء، فالعجلة من الشيطان، والهون أبرك ما يكون والركادة زينة.

ودعاؤنا دائما للعلي القدير أن يحفظ الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top