الأغلبية الصامتة: فيالك من وطن مستباح
![إبراهيم المليفي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1612377050504273100/1612377064000/1280x960.jpg)
يقول الأنصاري مفتتحا قصيدته:زمان تعدى وهذا زمنوكلّ بأحداثه مرتهنوعم الفساد وضج العبادوزاد الدمار وفاح العفنونادى المنادي أين الصلاحفإن التفسّخ سمّ البدنفلا الميد ناجٍ ولا من علاجفكيف التخلص من ذي المحنفمات المزيزي مات البياحومات الزبيدي غالي الثمنومات السبيطي والمزلقانوحتى الزمارير تحت السفنوبعد أن نعى في أبيات لاحقة أسماكاً أخرى كالهامور والنويبي والصبور، أخذت القصيدة منحى جديداً تخلى فيه الأنصاري عن الظرف الجاذب إلى القصف المباشر لحالة تقاذف المسؤولية، وتضارب تقارير أسباب أزمة نفوق الأسماك بين الجهات المعنية.فأين الرجال وأهل القراروأين التقارير راحت لمن؟فكل تنحى وكل توارىوكلّ تملص كل كمن وكل تخفّى وكل تبرأكلّ تهاون ثم اطمأن؟!وبعض تنكر ثم تغابىأهذا جميل أهذا حسن؟وبعض يدور وبعض يجوروكل ينافق في ذا الزمنوبعض يتمتم في قولهوبعض تلكأ حتى حرنألا إنه سوء أفعالهموقبحٌ بأسرارهم والعلنفما فيهم غير ليّ الكلاموما فيهم غير نشر الفتنويختم الشاعر عبدالله زكريا الأنصاري قصيدته الخالدة "ومات السمك" بأبيات لم تكشف لي سوى عن أن شاعرنا المهموم بقضايا وطنه قد ادخرها ليوم اختاره هو، وعندما أتت المناسبة ختم بهذه الأبيات:فيالك من وطن مستباحومن سمك مات بعد الوهنفأين زمان طوته السنونوراحت بآثاره والدمنتولى بأصحابه الطيبينوصرنا بحال تثير الشجنلقد رحل شاعرنا الأنصاري عن دنيانا، وترك لنا هذه القصيدة المعبرة، وترك لي معها هذا السؤال: ما الذي كان سيكتبه لو كان معنا عن أزمة "الميد" الحالية؟ وما الأبيات التي ادخرها ليقولها في الوقت المناسب؟