قد لا يوصف شعوري وسروري حين تلقيت خبر الحكم الصادر بإلغاء قرار سحب الجنسية من عبدالله برغش وأسرته، بل خنقتني العبرة من شدة الفرح، رغم أنه لا تربطني بعبدالله برغش أي علاقة، وعرفته من خلال العمل العام، وشعوري هذا كشعور غالبية أبناء هذا الوطن الذين جُبِلوا على محبة الناس وفعل الخير وعدم الفرح والشماتة بمضرة الآخرين.
فتخيلوا فرحة عبدالله برغش بهذا الحكم، بل تخيلوا فرحة أسرته التي فقدت جنسيتها بقرار جائر دون ذنب أو جريمة، تخيلوا تلك الفرحة التي جعلت رجلاً كعبدالله وبصورة عفوية يسجد لله شكراً وحمداً في قاعة المحكمة على استعادته جنسيته، وتخيلوا عفوية إخوته وأخواته وأبنائهم حين سمعوا بهذا الخبر السعيد، وما الذي فعلوه ساعتها.ورغم هذه الفرحة التي عمت معظم أبناء هذا الوطن قبل عائلة البرغش، فإنها سُرِقت فجأة حين أبت حكومتنا أن نفرح بهذا الحكم، وأن يفرح عبدالله وأسرته لتطعن في الحكم مستأنفة بحجة السيادة، وفي الحقيقة التي نراها ويراها كل منصف أنها بحجة السياسة لا السيادة.وطعن الحكومة في الحكم كان بمنزلة طعنة لتلك الفرحة التي عمت معظم أبناء هذا الشعب العظيم، وفرحة عبدالله وأسرته البالغ عددهم ٥٨ فرداً، قدرهم أن تسحب جنسيتهم بسبب مواقف ابنهم عبدالله السياسية لتصل العقوبة إليهم جميعاً دون ذنب اقترفوه.فرحتنا التي سرقت لم تكن فقط بسبب صدور الحكم باسترجاع حق عبدالله وأسرته لجنسيتهم، بل كانت بالحكم التاريخي الذي صدر والذي أعاد ثقة المواطنين بمواطنتهم في فترة استخدمت الحكومة سلاح المواطنة دون إدراكها خطورته في ضرب خصومها السياسيين، فرحتنا سرقت بالحكم الذي أثبت أن الحكومة قامت بهذا الفعل دون سند أو قانون ودون دليل تملكه لتقدمه لسلطة القضاء تبين فيه سبب سحب "الجناسي"، مكتفية بعبارة "من أعمال السيادة"، وهو أمر خطير في هذه المسألة، ومطاط وسلاح ذو حدين، والحكومة إن استمرت في استخدامه فسوف تزعزع ثقة المواطنين بمواطنتهم.يعني بالعربي المشرمح: يا فرحة ما تمت بعد أن سرقت من قلوب معظم الكويتيين خصوصاً بعد طعن الحكومة في الحكم التاريخي، والمفرح لنا جميعاً وبإذن الله ستعود فرحتنا مرة أخرى بحكم الاستئناف أو بأمر من والد الجميع صاحب السمو بإرجاع "جناسي" كل من سحبت منهم، وهو أمر لا نستغربه من قائد الإنسانية في بلد مركز الإنسانية.
مقالات
بالعربي المشرمح: سراق الفرح!
06-06-2015