لم تبد أي علامة على انحسار موجة الهبوط التي تشهدها أسواق النفط العالمية في العام الجديد، فقد تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الأميركي دون 50 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ أبريل 2009، بفعل المخاوف من تخمة إمدادات المعروض العالمية.

Ad

هبطت مؤشرات الأسهم الأميركية عند إغلاق جلسة تداولات أمس الأول، حيث تأثر قطاع الطاقة سلبا بهبوط أسعار النفط، إضافة إلى الأزمة اليونانية.

وعند الإغلاق، هبط مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.8 في المئة أو بمقدار 331 نقطة إلى 17502 نقطة، كما تراجع مؤشر ناسداك 74 نقطة إلى 4653 نقطة، بينما انخفض مؤشر SandP 500 الأوسع نطاقاً 37 نقطة إلى 2021 نقطة.

وفي أوروبا، انخفض مؤشر ستوكس يوروب 600 القياسي بنسبة 2.1 في المئة أو بمقدار 7 نقاط إلى 334 نقطة. وانخفض مؤشر فوتسي 100 البريطاني 131 نقطة إلى 6417 نقطة، بسبب الضغوط من هبوط خام برنت القياسي، كما تراجع مؤشر كاك الفرنسي 141 نقطة إلى 4111 نقطة، بينما هبط مؤشر داكس الألماني 292 نقطة إلى 9473 نقطة.

وتراجعت الأسهم في مستهل تعاملات امس، لليوم الثالث على التوالي، مع استمرار مخاوف المستثمرين بشأن احتمالية خروج اليونان من منطقة اليورو، والتراجع الحاد في أسعار النفط.

وهبط مؤشر ستوكس 600 بنحو 0.3 في المئة إلى 333 نقطة في الساعة 11:27 صباحا بتوقيت مكة المكرمة، كما تراجع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0.2 في المئة إلى 6402 نقطة، وتراجع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0.2 في المئة ليصل إلى 4100 نقطة، بينما بلغت نسبة هبوط المؤشر الألماني داكس نحو 0.1 في المئة إلى 9463 نقطة.

تراجع الأسهم الآسيوية

وتراجعت أيضا الأسهم والبورصات الآسيوية بشكل كبير، بينما يرى الخبراء أنه رد فعل على استمرار تراجع أسعار النفط العالمية، كما ساهم أيضا عدم اليقين من استمرار اليونان في منطقة اليورو في هذا التراجع، بحسب الخبراء. وتراجعت الأسهم اليابانية بنهاية تعاملات امس، لتتبع الأسواق الأوروبية والأميركية التي سجلت هبوطا ملحوظا أمس، بسبب مخاوف بشأن استقرار الاقتصاد العالمي.

وتسبب الهبوط الحاد لأسعار النفط وتراجع سعر الخام الأميركي خلال تعاملات أمس لأدنى من 50 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ أكثر من 5.5 سنوات، إضافة إلى مخاوف احتمالية خروج اليونان من منطقة اليورو، في تراجع أسواق المال العالمية.

وهبط مؤشر نيكي الياباني بنحو 3 في المئة إلى 16883 نقطة، مسجلا أكبر تراجع يومي له منذ أكثر من 7 أسابيع، كما تراجع مؤشر توبكس الياباني بنسبة 2.8 في المئة إلى 1361 نقطة.

من جانبه، واصل الين الياباني ارتفاعه مقابل الدولار الأميركي لليوم الثاني على التوالي، مع اتجاه المستثمرين للملاذات الآمنة وسط مخاوف بشأن مدى استقرار الاقتصاد العالمي.

وصعد الين الياباني بنحو 0.7 في المئة مقابل الدولار، لتتراجع العملة الأميركية لمستوى 118.7 ينا في الساعة 9:53 صباحا بتوقيت مكة المكرمة، كما ارتفع الين أمام اليورو بنسبة 0.5 في المئة، لتصل العملة الأوروبية الموحدة إلى 142.0 ينا في الساعة 9:58 صباحا بتوقيت مكة المكرمة.

هذا، وتزايدت المخاوف لدى المستثمرين بشأن اليونان مرة أخرى بعد تلميحات رئيس الوزراء ساماراس إلى أن فوز حزب سيريزا اليساري في الانتخابات المقبلة ربما يؤدي لخروج اليونان من منطقة اليورو، في حين صرحت المستشارة الألمانية ميركل بأن منطقة اليورو أصبحت أكثر استعدادا لخروج أثينا من الكتلة الموحدة.

انخفاض التضخم

وتصاعدت حدة المخاوف حيال الانكماش في منطقة اليورو بعد انخفاض معدل التضخم في ألمانيا -أكبر اقتصادات منطقة اليورو- إلى 0.1 في المئة خلال ديسمبر، وهو المستوى الأدنى في أكثر من خمس سنوات.

وتجدر الإشارة إلى أن صحيفة فايننشال تايمز نشرت تقريراً عن شركة أرامكو السعودية أعلنت من خلاله عزم حكومة المملكة خفض سعر النفط المورد لزبائن في شمال غرب أوروبا بمعدل يتراوح بين 1.4 و1.7 دولار للبرميل. وفي ذات الوقت رفعه لآخرين في آسيا.

ولم تبد أي علامة على انحسار موجة الهبوط التي تشهدها أسواق النفط العالمية في العام الجديد، فقد تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الأميركي دون 50 دولارا للبرميل، للمرة الأولى منذ أبريل 2009 بفعل المخاوف من تخمة إمدادات المعروض العالمية، بينما وصل سعر برنت تسليم فبراير حول 53 دولارا للبرميل، منخفضا أكثر من ثلاثة في المئة عن إغلاق الجمعة، بعد أن انخفض إلى 52.66 دولارا أدنى مستوى له منذ مايو 2009.

وهوى خام القياس الأوروبي برنت نحو 6 في المئة إلى أقل مستوى له في خمس سنوات ونصف، بعد أن أظهرت بيانات من وزارة الطاقة الروسية ارتفاع إنتاج موسكو إلى ذروة جديدة لما بعد الحقبة السوفياتية العام الماضي، حيث سجل 10.58 ملايين برميل يومياً في المتوسط بزيادة 0.7 في المئة بفضل صغار المنتجين غير التابعين للدولة.

اتجاه نزولي

وعززت شركة الحفر الأميركية كونوكوفيليبس الاتجاه النزولي للأسواق بإعلانها العثور على النفط للمرة الأولى في مشروع في الجزء النرويجي من بحر الشمال. وتضاءلت آفاق نمو الاقتصاد العالمي مع هبوط اليورو لأدنى مستويات له منذ عام 2006 وبيانات تظهر نموا أضعف من المتوقع للصناعات التحويلية في الولايات المتحدة.

وسجلت الصادرات العراقية أعلى مستوى لها منذ عام 1980 في ديسمبر، حسبما ذكر متحدث باسم وزارة النفط بفضل مبيعات قياسية من مرافئ الجنوب.

وفقد الخامان القياسيان -برنت وغرب تكساس الوسيط- أكثر من نصف قيمتهما منذ منتصف عام 2014.

ونزل سعر عقود الخام الأميركي الآجلة إلى 50.23 دولارا للبرميل اليوم، منخفضا 2.46 دولار أو 5 في المئة بعد أن هوى في وقت سابق من التعاملات إلى 49.95 دولارا. وقال كارستن فريتش، كبير محللي النفط والسلع الأولية لدى «كومرتس بنك» في فرانكفورت، «المسار النزولي هو الأسهل للنفط. كل أخبار السوق تقريبا والعوامل الأساسية سلبية، ومن الصعب التكهن بأي صعود في الوقت الحالي».