«بارانويا» يعتمد على «ثيمة» التسلط وجنون العظمة
عرْض مسرحي كتبه عباس الحايك في أول تجربة مع «المونودراما»
ضمن فعاليات مهرجان الكويت للمونودراما، قدم استوديو الممثل في لجنة المسرح التابع لجمعية الثقافة والفنون بالدمام عرضاً بعنوان «بارانويا» من تأليف عباس الحايك وإخراج ياسر الحسن وتمثيل حسن العلي.ولد مؤلف النص عباس الحايك، عام 1973 في القديح بالقطيف في السعودية، وهو يكتب المسرح والشعر والقصة القصيرة والسيناريو، إلى جانب عنايته بالنقد المسرحي.
حصل الحايك على المركز الأول، بجائزة الشارقة للإبداع العربي –الدورة الخامسة 2001، عن مسرحية «فصول من عذابات الشيخ أحمد»، والتي عُرضت في افتتاح مهرجان أيام الشارقة المسرحي خلال مارس 2003، ثم شارك في مهرجان الكويت المسرحي المحلي السابع في أبريل 2004، بنص «المعلقون» لفرقة المسرح الجامعي من إخراج خالد المفيدي، وحصل عام 2005 على جائزة التأليف عن نص «حكاية منبوذين» بمهرجان أيام المسرح للشباب الرابع بالكويت.وبعد «المزبلة الفاضلة» التي تصدى لها العديد من المخرجين، بينهم القطري فهد الباكر، والكويتي علي المذن، والسعودي ماهر الغانم، يأتي هذا التعاون الثاني للحايك مع جمعية الثقافة والفنون، من خلال «حكاية موظف» التي تعد التجربة الأولى له في كتابة دراما الممثل الواحد، والتي تغيّر عنوانها إلى «بارانويا».وتعني مفردة «بارانويا» paranoia، مرض جنون العظمة، أو تشويه المزاج، حيث يعتقد المصاب به أنه يمتلك ذكاءً خارقاً ويتمتع بكل الاستحقاقات والامتيازات، ولا يتفاهم مع الآخرين إلا في حالة اعتباره أرفع منهم.ومن هذا المنطلق، أحسن الكاتب تغيير العنوان، حيث إن العرض يتطرق إلى تسلط المدير على الموظف المغلوب على أمره، فهو عاجز عن مواجهته، كما لا يستطيع النوم بسبب مجموعة الأفكار التي تنتابه بين الحين والآخر. ويرى الموظف المغلوب على أمره أن الأمر الذي يتطلب مقابلة مديره لابد أن يتعلق بالعمل في إطار علاقة الرئيس بالمرؤوس، بيد أن الأول يريد أن تستمر هذه العلاقة حتى خارج إطار الوظيفة. ويصف الموظف مديره بأنه مزاجي ومتقلب جداً، فإذا كان سعيداً فإنه يداعب الجميع ويلقي النكات، أما عند حدوث العكس فيظهر بمزاج معكر للغاية.يقترح أن يتلقى المدير علاجه لدى طبيب استطاع أن يتصدى لحالة جاره المصاب بهستيريا ليس لها معنى مثله، حيث تعرض لجلسات كهربائية بقوة 440 فولتاً، مؤكداً أن موضوعه سهل جداً، فهو مصاب بـ»بارانويا».ويواصل الموظف حديثه الوهمي الذي لم يصل إلى مسؤوله، مشيراً إلى أنه محكوم بأسلوبه العفن ومزاجه المتقلب، إذ يمل ويضجر من تلك المناكفات، كما أنه تعب من العمل لديه حيث صار يؤثر على حياته، بل أصبح هاجسه كل يوم، ليخرج صرخته الداخلية بقوله «أنا أكرهك، ولا تهمني ردة فعلك، ولا الترقيات، غداً سأقول لك كل ما في جعبتي».يتناول العمل «ثيمة» التسلط وجنون العظمة، وهذا ما يتجسد في تسلط الزوج على زوجته وأبنائه، أو تسلط المعلم على الطالب، أو تسلط الأخ على أخيه، أو الصديق على صديقه، أو المدير في العمل على الموظفين، أو الحاكم على شعبه.بذل الممثل مجهوداً كبيراً في العرض، لكنه بحاجة إلى تدريبات مكثفة في عملية الانتقال من حالة نفسانية إلى أخرى، ومن شخصية إلى أخرى، والتلوين في الأداء والإلقاء، فهو يمتلك خامة تبشر في المستقبل إن عمل على صقلها جيداً.ويبقى القول إن المونودراما نوع من المسرح يعتمد بشكل أساسي على مهارة الممثل العالية في الأداء، وهو التعبير الأمثل عن مسرح النجم.