تعز في قبضة أنصار هادي... وواشنطن تشدد الحصار البحري

نشر في 22-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 22-04-2015 | 00:01
No Image Caption
● الفيصل وشكري يناقشان آخر التطورات
● روحاني يهاجم «دولة فقدت توازنها في المنطقة»
● «مجلس التعاون»: لا مجال لوقف إطلاق النار ما لم يلتزم الحوثيون بقرار مجلس الأمن
تمكنت اللجان الشعبية المدعومة من قطاعات الجيش الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي من بسط سيطرتها على مدينة تعز، ثالث كبرى مدن اليمن أمس، بينما عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري قبالة سواحل اليمن، في خطوة وصفها الحوثيون بـ"توسع لدور واشنطن في عاصفة الحزم".

فرض أنصار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس، نفوذهم على مدينة تعز، ثالث كبرى مدن اليمن، وتمكنوا من طرد الميليشيات الحوثية من مناطق جديدة في عدن، وأعلنوا عرقلة محاولة حوثية لإطلاق صواريخ باتجاه السعودية من مأرب.

وذكر موقع حزب التجمع اليمني للإصلاح، الجناح السياسي لجماعة «الإخوان»، أن القوات الموالية لهادي في محافظة تعز أحكمت سيطرتها على المدينة، وشرعت في تمشيط شوارعها من مسلحي الميليشيات الحوثية، بعد أن حققت في وقت سابق تقدما في عدد من أحياء مدينة تعز، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه.

وسيطرت اللجان الشعبية الموالية لهادي على كل المرتفعات التي يستخدمها الحوثيون لقصف تعز، وكذلك على جميع مداخل المدينة والمقرات الحكومية، وفرضت طوقا أمنيا على المدينة، بعد توافد قبائل من أنحاء المحافظة ومديرياتها. وجاء التحول الميداني في تعز بعد تحرك اللواء 35 مدرع الموالي لهادي في المدينة، ومواجهته جماعة الحوثيين فيها.

تعزيزات أميركية

في غضون ذلك، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري قبالة سواحل اليمن، وأرسلت حاملة طائرات لتنضم إلى سفنها الحربية الموجودة عند مضيق باب المندب، ليرتفع بذلك عدد السفن الأميركية العاملة بتلك المياه إلى تسع.

وتشير المعلومات إلى أن السفن الحربية التابعة للمجموعة القتالية المرافقة لحاملة الطائرات الأميركية، ثيودور روزفلت، سترافق عددا من السفن السعودية والمصرية التي تستعد لاعتراض قافلة تضم ما بين سبع وتسع سفن إيرانية يعتقد بأنها في طريقها إلى اليمن حاليا.

وأعلنت البحرية الأميركية أن الهدف من إرسال حاملة الطائرات «ضمان أن تظل الممرات الملاحية الحيوية في المنطقة مفتوحة وآمنة».

وقال الناطق باسم الأسطول الأميركي الخامس كيفن ستيفان لـ»CNN»: «نحن نراقب عن كثب كل النشاطات البحرية في بحر العرب وخليج عدن، لكننا لن نكشف عدد أو نوع السفن التي نراقبها، ولن نقدم تكهنات حول وجهتها المحتملة أو حمولتها».

تشديد الحصار

في المقابل، اعتبر المتمردون الحوثيون وصول القطع البحرية الأميركية الإضافية محاولة لتشديد الحصار المفروض عليهم من قبل قوات تحالف «عاصفة الحزم»، الذي تقوده السعودية ضدهم.

وقال عضو المكتب السياسي للجماعة الحوثية، محمد البخيتي، إن «تحرك عدد من القطع البحرية الأميركية قبالة سواحل اليمن يوسع دور واشنطن في الحملة التي تشنها الرياض، ويهدف إلى تشديد الحصار على البلاد»، مضيفا أن «هدف تحريك السفن الأميركية هو تعزيز الحصار وإنزال عقاب جماعي بالشعب اليمني».

غارات جديدة

من جهة أخرى، استأنف طيران «عاصفة الحزم» أمس غاراته الجوية على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في صنعاء وعدة محافظات، من بينها تعز ولحج والحجة وصعدة وعدن والحديدة والضالع وشبوة وإب.

وذكر مصدر طبي، لوكالة الأنباء الألمانية، أن الغارات الجوية والاشتباكات بين أنصار هادي والمتمردين أدت أمس إلى مقتل 50 شخصا وإصابة 574 آخرين، من بينهم 13 شخصا قتلوا في قصف لقوات التحالف، استهدف مقرا أمنيا تابعا للحوثيين في محافظة حجة الشمالية.

قوة غير مسبوقة

في موازاة ذلك، أكد المتحدث باسم «عاصفة الحزم»، العميد الركن أحمد عسيري، أن السعودية تمتلك إمكانات عسكرية هائلة، وأن القوات المسلحة السعودية على مستوى عال من المهارة القتالية، مطمئنا المواطنين بالقول: «لا تتفاجأوا، فلدينا قوة ربما لم يرها المواطن والعالم من قبل».

واعتبر أن استدعاء السلطات الإيرانية للقائم بأعمال السفارة السعودية في طهران، للاحتجاج على ما ورد في أحد المواجيز الصحافية اليومية، يأتي تعبيرا عن شعور إيران بأن مشروعها في اليمن الذي صرفت عليه الكثير في طريقه للانهيار.

الفيصل وشكري

إلى ذلك، بحث وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، أمس مع نظيره المصري، سامح شكري، الذي يزور المملكة حاليا، الأوضاع في المنطقة، وآخر تطورات «عاصفة الحزم».

وتأتى زيارة وزير الخارجية المصري للمملكة، قبل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في مؤتمر الأطراف حول معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، حيث من المنتظر أن يلتقي نظيره الأميركي جون كيري، ويعقد اجتماعا ثلاثيا مع كيري ووزير خارجية الأردن ناصر جودة.

مجلس التعاون

وفي وقت سابق، أكدت دول مجلس التعاون الخليجي، خلال اجتماع في نيويورك أمس الأول، أنه لا مجال لوقف إطلاق النار في اليمن ما لم يلتزم الانقلابيون الحوثيون بقرار مجلس الأمن، الذي يطالبهم بالتخلي عن السلطة. وعلى مدار 40 دقيقة، تباحث وفد يضم سفراء دول مجلس التعاون الخليجي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بشأن الوضع في اليمن واختيار مبعوث جديد للأمم المتحدة خلفا لجمال بنعمر، الذي استقال الأسبوع الماضي.

روحاني

على صعيد آخر، واصلت إيران مهاجمة السعودية على خلفية معارضة الأولى لـ«عاصفة الحزم»، وهاجم الرئيس الإيراني حسن روحاني من أسماها «دولة فشلت في تحقيق أمنياتها بالمنطقة، وقادها الفشل إلى أن تفقد توازنها الروحي والفكري»، قائلا إنها «حولت ذلك إلى قنابل تلقيها على رؤوس أبناء بلد آخر»، دون أن يذكر اسم البلدين صراحة.

ونقلت وكالة أنباء فارس عنه القول أمس، إن «التدخل العسكري، قطعا، ليس هو الخيار لتسوية المشكلة القائمة في اليمن، فحل المشكلة رهن باليمنيين أنفسهم ومن خلال الحوار»، داعيا إلى القبول بمبادرة بلاده لحل الخلافات بين اليمنيين.

(صنعاء، عدن، الرياض ــ

أ ف ب، د ب أ، رويترز)

back to top