بمناسبة الذكرى الثلاثين لوفاة الشاعر المصري فؤاد حداد التي حلت في بداية أبريل الجاري، أقام المجلس الأعلى للثقافة ندوة عن الشاعر الراحل، ناقش خلالها كتاب «صورة الشعب بين الشاعر والرئيس... فؤاد حداد» للدكتور سيد ضيف الله، ويعد الكتاب أول دراسة أكاديمية عن فؤاد حداد بعد 30 سنة من وفاته عام 1985.

Ad

يحاول الدكتور سيد ضيف الله، مؤلف {صورة الشعب بين الشاعر والرئيس... فؤاد حداد}، الرد على أهم أربعة أسئلة أساسية دارت حول الشاعر الراحل. السؤال الأول هو كيف قرأ فؤاد حداد الثقافة عبر قراءته لذاته الشاعرة في علاقتها بالشعب؟ والثاني، إلى أى مدى نجح فؤاد حداد في تشكيل الهوية الثقافية لذاته الشاعرة في حوارها مع السنن الأدبية؟ أما التساؤل الأهم فهو إلى أي مدى يختلف نسق تمثيلات الشعب من موقع التكلم الخاص بالشاعر فؤاد حدّاد عن نظيره من موقع التكلم الخاص بالرئيس في الخطابات الرئاسية لناصر، السادات، مبارك الموازية زمنياً للخطاب الشعري. ويتناول السؤال الأخير العلاقة بين نسق تمثيلات الشعب في الخطابين الاستعاريين، الشعري والرئاسي، وإخفاق مشروع التحديث ذي الصبغة القومية التحررية الذي بدأ في النصف الثاني من القرن الماضي؟

قدم المؤلف في الباب الأول تصوره للمدخل الملائم لهذا البحث للدخول إلى مجال النقد الثقافي من خلال {تمثيل الشعب}، وناقش المدخل هذه القضية من ثلاث زوايا موزعة على ثلاثة فصول، كان أولها عبارة عن مقاربة للوعي النقدي بشعر العامية عند فؤاد حداد على النحو الذي تظهره حواراته الصحافية ومقارنته بالوعي النقدي بالفنون المعربة وغير المعربة عند صفي الدين الحلّى. أما ثانيها فكان عبارة عن قراءة نقدية في النظام الأدبي المستند إلى تراتبيات اجتماعية وإنسانية عبر ترسيخه وشرعنته لتراتبيات لغوية وجمالية. وفي ثالث هذه الفصول قدم الباحث تصوره للنقد الثقافي ليس باعتباره بديلاً لنقد أدبي ولا باعتباره منهجاً يرسخ لتراتبيات مضادة لتراتبيات النظام الأدبي، تلك التراتبيات التي ترعاها وتزكيها مؤسسات تعليم الأدب ونقده، بوعيٍ حيناً ودون وعيٍ حيناً آخر، وإنما باعتبار النقد الثقافي نشاطاً نقدياً دنيوياً.

بناء الأمة

 وجاء الباب الثاني بعنوان { بناء الأمة في الخطاب الاستعاري بين التماثل والاختلاف} ، مشتملاً على ثلاثة فصول، حاول ضيف الله من خلالها الإجابة عن سؤال كيفية تشكيل الهوية الثقافية من خلال دراسة نسق تمثيلات الشعب في خطاب فؤاد حداد الشعري والخطابات الرئاسية عند عبد الناصر والسادات ومبارك، مراعياً التوازي الزمني بين وقت كتابة القصائد داخل الدواوين الشعرية، ووقت إلقاء الرؤساء خطبهم منذ عام 1952، وحتى عام وفاة فؤاد حداد 1985.

تنتهي الدراسة بخاتمة تضمنت نتائجها العامة، خصوصاً ما يتعلق منها بتمثيل الشعب في شعر فؤاد حداد، وعلاقته بتمثيلات رؤساء مصر للشعب في الخطابات الاستعارية، إضافة إلى قائمة مقترحة لدراسات مستقبلية تثري المجال التطبيقي للنقد الثقافي في آدابنا العربية.

حاول ضيف الله الاقتراب من تلك الهموم بطرحه سؤال تمثيل الشعب بين خطاب السلطة السياسية وخطاب الشاعر المنتمي إلى الشعب والحالم بالعدالة الاجتماعية والوحدة العربية والتحرر الوطني والكرامة الإنسانية. ومن ثم يقود الكتاب القارئ نحو المراجعة النقدية لتاريخ مصر المعاصر، بل لتاريخ عالمنا العربي المعاصر، للوقوف على أسباب فشل محاولات الشعب العربي - المصري للنهوض والخروج من أسر التبعية، وفي هذا السياق، يتصدى الكتاب لأربعة أسئلة أساسية.

تقدم الدراسة نموذجاً تطبيقياً لمقولات النقد الثقافي على الشعر العربي من دون أن تحوله إلى حديث في قضايا عامة أو تحليلات سياسية، ويقدم ضيف الله تصوره النظري لشبكة من المفاهيم والمصطلحات الموجودة في مجالي الدراسات الثقافية  والنظرية الأدبية، التي تلغي بشكل عملي مبرر طرح السؤال المفتعل حول وجود علاقة صراعية أو تلفيقية بين النقد الأدبي والنقد الثقافي، حيث أسهمت الدراسة في تخطي الحواجز المصطنعة ليس بين المجالين فحسب بل بين مجال النقد الأدبي والقارئ العام المنشغل بهموم الحياة اليومية.

الأرض بتتكلم عربي

يا سامعين: أبناء بلد واحدة

تحت السما الواحدة وياما جرى

مرت سنين ع الدنيا متقدرة

الغرب سماها العصور الوسيطة

ونظر وقال كان الزمن مظلم

أما الحقيقة البسيطة

بتقول في دار الشرق

مهما جرى ومهما يجرا

من أول تاريخ الهجرة

كان عندي فجر أنشق

نوره في عين الجبارين مؤلم

حتى اذا ما ألتقوا بالفارس المسلم

عرفوا الحقيقة وعظموا فارس

حتى اذا مانزل من السرج ونصب خيمة

سهل الدموع الا أبتسام الراضي

مايل بجسمه لأستماع الأراضي

وعلى العيدان الطرية

ايديه نديه كيف أيدين الفارس الغارس

هذا الذي رد الثغور البهيه

وحضر مع الخصم لمقام القاضي

وأعاد إلى الأم الصليبيه ابنها

أما عن المنكر نهى

وأما في ليلة شجن بالشام

حلف يمين أفضل له

يفقد ولاده ومؤنسته ولا يهدم

هذا صلاح الدين فتى مقدم

حامل لواء الفتيه والأجناد

فوق الخيول المسرجات الجياد

وهي ليلة من ليالي ربيع

أو هي ليلة من ليالي جماد

القاهرة أولى رايات الجميع

عند المقطم كبرت للجهاد

يا رب تشفي الصدور

يا رب توفي الأمهات الندور

يا رب تمنع عن ولادنا الويل

زاحفين على السواحل سلاسل نور

والبحر من دمياط يحيي السيل

واترتبت ع الخطوة رجلين الشهور

والصبر أملك من عنان الخيل

حتما على قدام وحتما ندور

والحصن في عكة عظيم الليل

يلقى الآذان بيشق فوق السور

 في بطون الأرض قبور

الأرض... الأرض... الأرض

الأرض بتتكلم عربي

الأرض بتتكلم عربي بوجد وشوق (...)

كل الكل...

هات كل الدنيا تنوّر

هات كل الدنيا تغني

أنا صاحي الفجر وخايف

لا النسمة تكون قلقتها

أنا بسأل عنها لقيتها

الحلوة بتسأل عني

أنا زي الحنة في إيدها

هات كل الدنيا تغني

هات كل الدنيا تنوّر

أنا زي الحنة في إيدها

زي الحنة في الكف

باتشمّس تحت السقف

أنا ليلة جديدة وألف

زي الزغروطة في ريقها

هات كل الدنيا تنوّر

هات كل الدنيا تغني

زي الزغروطة في ريقها

تعرف للجنة طريقها

أنا قلبي الطاير طاير

بيسبح للي خالقها

أنا زي الحلم معاها

هات كل الدنيا تنوّر

هات كل الدنيا تغني

أنا زي الحلم معاها

الدنيا اللي مطاوعاها

م الفرحة مش سايعاها

والرايحة تقول للجاية

والحنة تقول للفل

هات كل الدنيا تنوّر

هات كل الدنيا تغني

الحنة تقول للفل

والشمس تقول للقمرة

والريحة تقول للزينة

إحنا بقينا لبعضينا

هات كل الكل الكل

هات كل الدنيا تغني

هات كل الدنيا تنوّر.