يهدد تقدم تنظيم الدولة الاسلامية في وسط سوريا مدينة تدمر الاثرية التي لجأت اليها مئات العائلات هربا من معارك اندلعت منذ يومين بين التنظيم الجهادي وقوات النظام السوري واسفرت عن مقتل اكثر من 125 شخصا.

Ad

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "باتت تدمر مهددة من مقاتلي التنظيم الذين اصبحوا على بعد كيلومترين من المدينة" في محافظة حمص، بعد ان تمكنوا من السيطرة على بلدة السخنة الواقعة على طريق سريع يربط محافظة دير الزور (شرق)، احد معاقل تنظيم الدولة الاسلامية، بمدينة تدمر الخاضعة لسيطرة قوات النظام

واشار الى ان "قوات النظام شنت هجوما مضادا لمنع تقدم مقاتلي التنظيم الى تدمر".

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري قوله الخميس ان "وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحبطت محاولات تنظيم داعش الإرهابي التسلل الى بعض المواقع والنقاط العسكرية شرق تدمر".

وتعد آثار مدينة تدمر واحدة من ستة مواقع سورية مدرجة على لائحة التراث العالمي في العام 2006، ابرزها قلعة الحصن في حمص والمدينة القديمة في دمشق وحلب (شمال).

واندلعت المعارك في المنطقة بين الجانبين ليل الثلاثاء الاربعاء، وتسببت بمقتل سبعين عنصرا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم ستة ضباط، وما لا يقل عن خمسة وخمسين عنصرا من التنظيم بينهم قياديان تولى احدهما قيادة الهجوم، واصابة اكثر من مئة بجروح.

ونعى التنظيم "الشيخ المجاهد ابي مالك انس النشوان" الذي قال انه قضى في معارك السخنة.

واعلن التنظيم على مواقع الكترونية جهادية "تحرير مدينة السخنة بشكل كامل ما ادى الى فتح الطريق الدولي بين ولايتي حمص والخير"، وهي التسمية التي يطلقها على محافظة دير الزور.

ونشر صورا تظهر مقاتلين منه في مواقع عسكرية قال انها كانت لقوات النظام، واخرى لاسلحة وذخائر وقذائف موضبة في صناديق قال انها "غنائم" حصل مقاتلوه عليها بعد سيطرتهم على الحواجز العسكرية.

وتسببت المعارك بنزوح عدد كبير من السكان.

وقال محافظ حمص طلال البرازي لوكالة فرانس ان "1800 عائلة من بلدة السخنة فرت الى مدينة تدمر" اثر احتدام الاشتباكات امس.

واكد عبد الرحمن من جهته نزوح عدد من العائلات باتجاه تدمر بينها عائلات الضباط المقيمة في مساكن مخصصة للضباط تقع شرق تدمر.

وسيطرت فصائل المعارضة على مدينة تدمر في الفترة الممتدة بين شباط/فبراير سبتمبر 2013 قبل ان تستعيدها قوات النظام. وادى تبادل اطلاق النار والمدفعية الى تضرر معبد بعل في المدينة.

وقال المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم لوكالة فرانس برس الخميس ردا على سؤال في اتصال هاتفي "انها اللحظة الاصعب بالنسبة الي منذ اربعة اعوام. اذا دخل تنظيم داعش الى تدمر فهذا يعني دمارها. اذا سقطت المدينة فستكون كارثة دولية".

واضاف "سيكون ذلك تكرارا للبربرية والوحشية التي حصلت في نمرود والحضر والموصل"، في اشارة الى المواقع والاثار العراقية التي دمرها مقاتلو التنظيم في العراق في شباط/فبراير وآذار الماضيين.

وتعرض اكثر من 300 موقع ذي قيمة انسانية في سوريا للدمار والضرر والنهب خلال اربع سنوات من النزاع وفق ما اعلنت الامم المتحدة بناء على صور ملتقطة من الاقمار الاصطناعية.

ونجم جزء من هذه الاضرار عن المواجهات العسكرية فيما وقع بعضها الاخر نتيجة "عمليات تنقيب غير شرعية واعمال جرف احيانا".

وحذرت المديرة العامة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) ايرينا بوكوفا خلال مشاركتها الاربعاء في مؤتمر عقد في القاهرة، من ان تدمير الجهاديين للمواقع الاثرية في الشرق الاوسط بلغ "مدى غير مسبوق" ودعت الى جهود دولية لحماية الاثار في المنطقة.

في حلب، افاد المرصد الخميس عن مقتل 39 مدنيا على الاقل بينهم 17 طفلا وثلاث نساء في قصف لطائرات حربية ومروحيات تابعة للنظام على مناطق في ريف حلب الجنوبي الاربعاء.

واوضح عبد الرحمن ان بين القتلى الاطفال "ثمانية اشقاء، بالاضافة الى شقيقين من عائلة اخرى".

سياسيا، جدد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي التأكيد ان دعم بلاده لسوريا "ثابت ودائم".

وقال في مؤتمر صحافي عقده في دمشق في ختام زيارة استمرت يومين ان "حساب المفاوضات النووية" التي تجريها ايران مع واشنطن، "ينفصل بشكل كامل عن حساب القضايا الاخرى في المنطقة"، في اشارة الى متانة الحلف مع النظام المعادي للولايات المتحدة.

وتسبب النزاع السوري المستمر منذ اربعة اعوام بمقتل 220 الف شخص على الاقل.