بينما يعكف العديد من طلاب وطالبات كلية الحقوق على "الانعزال الاجتماعي" والتركيز على قراءة المواد الدراسية وفهم المسائل المتوقع طرحها في الاختبارات النهائية، التي يتطلب النجاح فيها حصول الطالب على 60 في المئة ليتمكن من الانتقال إلى الفرقة الدراسية التالية، ينشغل البعض بالبحث عن وسائل أخرى غير شرعية لاجتياز الاختبارات، التي اشتهرت لجانها بالتشدد في الرقابة، وللهواتف الذكية نصيب الأسد في وسائل الغش، وبطرق مبتكرة في كل وقت.
وقال أستاذ جامعي في كلية الحقوق، رفض الكشف عن اسمه: "أشرف على تدريس مادة دراسية وفوجئت لدى تصحيح الاختبارات بتشابه الإجابات في 7 أوراق دون اختلاف بينها، حتى أن أصحابها نقلوا الفاصلة التي توضع بين الجمل، وهو أمر أثار علامة استفهام كبيرة لدي، وبعد التحري تبين أن هناك عدداً من الطلبة يستخدم سماعات شفافة جداً توضع داخل الأذن وتوصل بتقنية البلوتوث، ويرسل أحد الأشخاص الموجودين خارج الكلية الإجابات بعد تزويده بالأسئلة بعد تصويرها من أحد الطلبة". وأضاف الأستاذ الجامعي أن عملية شراء تلك السماعات سهلة، ولا توجد ملاحقة قانونية لها، كما أن ضبط الطلبة المستخدمين لها بات صعباً، لأن هذه السماعات متطورة جداً ولا يمكن فحص إذن كل طالب، ولكن قد تستخدم أجهزة التشويش المتطورة لقطع كل وسائل الاتصال، وهذا هو الحل الوحيد لوقف عمليات الغش التي تستخدم وسائل التقنيات الحديثة. وأضاف أنه رغم تطور وسائل الغش الحديثة يستمر بعض الطلبة في استخدام وسائل الغش التقليدية "البراشيم"، التي عادة ما يتم ضبطها، ومن يتم ضبطه تُطبَّق عليه اللوائح بالرسوب في المادة الدراسية التي حاول الغش فيها، إضافة إلى حرمانه من الدراسة عاماً دراسياً.بدوره، قال أستاذ آخر في كلية الحقوق، إن الإجابات التي فوجئت بها هذا العام كانت على صورة مناشدات كعبارة "نجحونا الله يخليكم"، و"ساعدونا"، وعلى صورة أدعية على الأساتذة واضعي الاختبارات "الاختبار صعب والله على الظالم"، و"انتوا ماتبون أحد ينجح"!وأوضح الأستاذ أن هناك اتهامات في كل عام لعدد كبير من أساتذة الحقوق بأنهم يتشددون في وضع الأسئلة وتصحيح المواد، وهذا أمر غير صحيح، فالأسئلة يتم وضعها من كل الأساتذة الذين يدرِّسون المادة، ويقوم كل أستاذ بتصحيح جزء من أوراق الاختبارات بعد إخفاء أسماء الطلبة.
أخر كلام
الغش بـ«الحقوق»... سمَّاعة شفافة و«نجحونا الله يخليكم»
02-05-2015