نجا محافظ المنوفية من محاولة اغتيال، في حين أفرجت السلطات عن 100 طالب على أن تفرج عن دفعة ثانية خلال ساعات، بينما سقطت قتيلة خلال تظاهرات للإخوان بالإسكندرية.

Ad

تزايدت حدة العمليات الإرهابية النوعية التي تستهدف مؤسسات الدولة المصرية ورجالها، إذ نجا محافظ الفيوم حازم عطية الله من محاولة اغتيال إثر تعرض موكبه لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين أثناء عودته من زيارة لقرى مركز «طامية» مساء أمس الأول، وقالت محافظة الفيوم في بيان رسمي، «إن يد الإرهاب الأسود حاولت بهذه الواقعة زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد».

وأصيب اثنان من رجال الشرطة إثر انفجار قنبلة بمحيط قصر «القبة» الرئاسي شمال القاهرة، أمس الأول، وفيما سقط برج كهرباء بمنطقة سقارة السياحي في محافظة الجيزة، إثر انفجار 4 عبوات ناسفة زرعها مجهولون انفجرت صباح أمس قنبلة بمحطة للغاز الطبيعي في قرية كفر الرحمانية بمحافظة البحيرة دون حدوث إصابات بشرية، كما أصيب مجنّد أثناء خدمته ضمن كمين أمني أمام مقر البنك الأهلي بالعريش في سيناء، برصاص مسلحين لاذوا بالفرار.

الإفراج عن الطلبة

من جهة أخرى، وفي إطار محاولات السلطة المصرية احتواء غضب الشباب خاصة بعد إخلاء سبيل علاء وجمال مبارك في قضية «القصور الرئاسية»، أصدر النائب العام المستشار هشام بركات، قراراً  مساء أمس الأول، بالإفراج عن 100 طالب في المراحل الدراسية المختلفة، حرصاً على مستقبلهم الدراسي، وذلك بمناسبة الاحتفال بثورة 25 يناير وعيد الشرطة، وجاء القرار في إطار متابعة تنفيذ القرار الذي سبق أن أصدره النائب العام بتكليف المكتب الفني، بفحص ومراجعة حالات الطلاب من بين المحبوسين احتياطياً على ذمة القضايا المتعلقة بأحداث الشغب والعنف.

وفيما أكدت مصادر مطلعة لـ«الجريدة»، أنه سيتم خلال الساعات القليلة المقبلة إخلاء سبيل دفعة جديدة من الشباب سواء من كانوا من النشطاء أو الطلاب، قال عضو اللجنة المشكلة من قبل الرئيس السيسي لبحث ملف الشباب المعتقلين الإعلامي أحمد فائق، لـ»الجريدة»، إنه سلم مؤسسة «الرئاسة» قائمة بأسماء الحالات التي تستحق العفو الرئاسي، لافتاً إلى أنه سيتم إصدار عفو رئاسي لنحو 98 شخصاً، فضلاً عن إصدار عفو صحي عن بعض شباب الثورة المحبوسين.

استعدادات تتواصل

إلى ذلك، تتواصل استعدادات الحكومة المصرية قبيل حلول الذكرى الرابعة لثورة «25 يناير»، غداً، وبدأت قوات الشرطة والجيش في الانتشار بشوارع العاصمة المصرية والميادين الرئيسية في المحافظات، تحسباً لأي محاولات لجرّ البلاد إلى العنف، في ظل دعوات إخوانية وبعض القوى الشبابية بالتظاهر بحجة عدم تحقيق الثورة لأهدافها، بينما أرجأت الاحتفالات الرسمية مع سريان الحداد على وفاة العاهل السعودي لمدة 7 أيام.

مديريات الأمن بالمحافظات أعلنت، حالة الطوارئ القصوى أمس، تحسباً لوقوع أي أعمال عنف من جانب «الإخوان» وأنصارهم، حيث شهدت التظاهرات التي دعا إليها «تحالف دعم الشرعية» تحت شعار «مصر بتتكلم ثورة»، مواجهات عنيفة بين أنصار «الإخوان» وقوات الأمن أمس في أحياء المعادي والهرم والمطرية بالقاهرة، وأوسيم والعياط بالجيزة، بالإضافة لفعاليات بمحافظات الشرقية والدقهلية وكفر الشيخ. ولقيت سيدة مصرعها ونقلت آخرى في حالة حرجة إلى مستشفى في الاشتباكات بين أنصار الإخوان وقوات الأمن بالاسكندرية.

السيسي

وعاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى القاهرة أمس، قادماً من سويسرا، بعدما قرر قطع زيارته ومشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس»، لترتيب إجراءات سفره إلى المملكة العربية السعودية، لتقديم العزاء بوفاة ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وكان من المقرر أن يترأس السيسي اجتماعاً مغلقاً تشارك فيه 52 شخصية دولية من رؤساء دول وحكومات العالم، لمناقشة الجهود الدولية للتصدي لظاهرتي العنف والتطرف أمس.

وأجرى الرئيس المصري سلسلة من اللقاءات على هامش مشاركته في «دافوس»، كان أهمها عقد مباحثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وصرح المتحدث الرسمي باسم «الرئاسة» المصرية، علاء يوسف، أن لقاء السيسي وميركل تضمن شرح حقيقة التطورات التي شهدتها مصر خلال العامين الماضيين، والتي جاءت انعكاساً لإرادة المصريين في التغيير، وأشار السيسي إلى اقتراب مصر من الخطوة الأخيرة لخارطة المستقبل والمتمثلة في تنظيم الانتخابات البرلمانية، المقررة على جولتين في مارس وأبريل المقبلين.

وبحسب يوسف، فإن المستشارة الألمانية أبدت تفهمها للوضع في مصر، مؤكدة دعم بلادها لمسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي التي تنتهجها القاهرة، كما أعربت عن تفاؤلها بمستقبل مصر، مرحبة بخطاب السيسي أمام الأزهر الشريف، وما تضمنه من إشارة إلى ضرورة تصويب الخطاب الديني، موجهة دعوة رسمية للرئيس المصري لزيارة برلين.

والتقى السيسي - بعد لقائه المستشارة الألمانية - العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وناقشا ملف الإرهاب والقضية الفلسطينية، ورئيسة الاتحاد السويسري، سيمونيتا سوماروجا، التي شددت على الأهمية التي توليها بلادها للدور الذي تلعبه القاهرة في دعم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما التقى السيسي مديرة صندوق النقد الدولي، كريستيان لاغارد، التي أكدت مشاركة الصندوق في مؤتمر دعم الاقتصاد المصري الذي تستضيفه مدينة «شرم الشيخ» في مارس المقبل.

علاء وجمال خارج القضبان

ذكرت صحيفة «الأهرام» المصرية الرسمية أمس، أن نجلي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، علاء وجمال اللذين كانا رمزاً للسلطة والثروة في عهده، غادرا سجنهما أمس، في انتظار محاكمة جديدة.

وقالت الصحيفة على موقعها الإلكتروني الرسمي، إن علاء وجمال المتهمين باختلاس أكثر من 10 ملايين يورو من الأموال العامة، استعادا حريتهما بموجب قرار قضائي بعد انقضاء الفترة القصوى القانونية للتوقيف المؤقت، وستعاد محاكمتهما مع والدهما الذي أطاحته ثورة شعبية عام 2011.

وكانت محكمة النقض ألغت في 13 يناير الجاري حكماً سبق صدوره عن محكمة الجنايات بمعاقبتهما بالسجن المشدّد لمدة أربع سنوات لكل منهما وقرَّرت إعادة محاكمتهما أمام دائرة أخرى في المحكمة ذاتها.

وقضت محكمة النقض في الجلسة ذاتها بإلغاء حكم بالسجن ثلاث سنوات صدر بحق الرئيس السابق حسني مبارك في القضية نفسها.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية، نقلاً عن مصادر أمنية بوزارة الداخلية، إن قرار محكمة النقض بإعادة محاكمة مبارك في قضية القصور الرئاسية لا يعني الإفراج عنه على الفور. إلا أن محامي مبارك «86 عاماً» فريد الديب، أفاد في قاعة المحكمة بأن موكله «أنهى قبل عشرة أيام» حكم السجن ثلاث سنوات في القضية، لكنه «يبقى في مستشفى المعادي (العسكري في القاهرة)، وسيظلّ هناك» لأنه يعاني متاعب صحيّة.