قصف حرس الحدود السعودي ميليشيات حوثية اقتربت من حدود المملكة، وبينما طالب نائب رئيس الجمهورية خالد بحاح المتمردين بعدم استهداف المدن اليمنية، حملت واشنطن الحوثيين مسؤولية تجدد غارات التحالف العربي بعد وقف «عاصفة الحزم»، في حين هاجم مندوب اليمن في مجلس الأمن المبعوث الأممي المستقيل جمال بنعمر.

Ad

في حادث هو الثالث من نوعه خلال الأيام الأربعة الماضية، قصف حرس الحدود السعودي ظهر أمس، ميليشيات حوثية اقتربت من الحدود اليمنية ـ السعودية.

وكان مصدر رسمي بقيادة حرس الحدود في جازان، أكد السبت الماضي، أن دوريات مركز جلاح التابع لقطاع الحرث تمكنت من التصدي لسيارتين (جيب وشاص) تابعتين للميليشيات الحوثية ومحملتين بالذخائر وعلى متنهما ١٥ مسلحاً وتم تدميرهما بالكامل وهما في طريقهما للاقتراب من الحدود السعودية.

وأفاد المصدر حينها، أنه عند اقتراب السيارتين من الحدود بحوالي ٨٠٠ متر تم تعطيلهما بنيران من عيار ٥٠ و"آر بي جي" ما أدى إلى انفجارهما.

وفي اليوم نفسه، قصف الجيش السعودي ميليشيات للحوثيين اقتربت من الحدود عند قطاع الحرث في جازان، كما دمرت دوريات حرس الحدود في مركز جلاح بالقطاع ذاته شاحنة حوثية محملة بالذخيرة اقتربت من الحدود.

معارك

في موازاة ذلك، شهد اليمن معارك عنيفة في تعز ومأرب وعدن بين اللجان الشعبية الموالية للشرعية من جهة، وميليشيات تابعة للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة ثانية.

وأسفرت المعارك العنيفة في مدينة تعز عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، جراء القصف العشوائي الذي يقوم به المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم على الأحياء السكنية بمدفعية الدبابات ومدفعية الميدان الثقيلة. وتمكنت اللجان الشعبية في طريق تعز الحديدة من قطع التعزيزات والإمدادات من الحديدة مركز عمليات الحوثيين وصالح. كما سيطرت اللجان تساندها وحدات في الجيش على أحياء عدة في الجهة الغربية في تعز مساء أمس الأول، وفرّ مئات المتمردين إلى الجبال المطلة على المدينة.

وفي تخوم مأرب صنعاء وتحديداً في صرواح، سيطرت اللجان الشعبية ووحدات في الجيش اليمني تابعة للرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي على نقاط ومعسكرات عدة.

وفي عدن، كبدت اللجان الشعبية، ميليشيات الحوثي وصالح خسائر في الأرواح. كما نجحت في دحر ميليشيات التمرد من مستشفى الجمهورية والقنصلية الألمانية وكلية الآداب. وفي الضالع، قتل وجرح العشرات من الحوثيين واستعادت اللجان مقار حكومية من قبضة المليشيات.

قصف صنعاء

في هذه الأثناء، تعرضت مواقع عسكرية تسيطر عليها الجماعة الحوثية وأخرى تابعة للقوات الموالية لصالح في صنعاء لقصف كثيف من قبل طيران التحالف العربي بقيادة السعودية أسفر عن حدوث انفجارات في مخازن الأسلحة بداخلها وتدمير معدات عسكرية كان الحوثيون يستعدون لنقلها إلى مناطق المعارك.

بحاح

إلى ذلك، دعا نائب الرئيس اليمني خالد بحاح الذي يلقى احترام مختلف الفصائل اليمنية قوات الحركة الحوثية إلى وقف التقدم صوب المدن والاستجابة لقرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الداعي إلى وقف القتال والانخراط في حوار سياسي لإنهاء الأزمة.

وقال بحاح أمس الأول، خلال زيارة لسفارة اليمن في السعودية، إن "الأخوة أنصار الله (الجماعة الحوثية) مدعوون إلى أن يتقوا الله في أبناء الشعب اليمني، وأن يوقفوا حربهم على المدن اليمنية.. وعلى الجميع أن يدركوا أن قرار مجلس الأمن رقم 2216 صنع إطاراً لإنهاء الصراع وأي مبادرة أو حوار سيكون على آلية تنفيذ هذا القرار فقط".

واشنطن

من جهة أخرى، ألقت الولايات المتحدة باللائمة مساء أمس الأول على الحوثيين في تجدد القصف الجوي للتحالف العربي الذي تقوده السعودية واتهمتهم باستغلال وقف التحالف العربي الضربات "عاصفة الحزم" لمواصلة تحقيق تقدم في ساحة المعارك بدلاً من المساعدة في تهيئة الساحة أمام محادثات سلام.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك، إن "التحول السعودي... استند إلى فرضية أن الناس لن يتحركوا من أماكنهم.. لكن ما حدث هو أن الحوثيين بدأوا الاستفادة من غياب الحملة الجوية وتحركوا ليس فقط في أجزاء إضافية من عدن بل في أجزاء أخرى من البلاد أيضاً".

ولاحقاً، التقى كيري نظيره الإيراني محمد جواد ظريف وتحدث معه بشأن الأزمة في اليمن على أمل تخفيف التوتر.

بنعمر

على صعيد آخر، حذر مبعوث الأمم المتحدة المستقيل جمال بنعمر خلال إفادته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسه أمس الأول لمتابعة قراره بشأن اليمن رقم2216 من أن فرض حظر جديد على السلاح يستهدف المسلحين الحوثيين قد يتسبب في عرقلة تسليم مساعدات إنسانية تشتد إليها الحاجة في البلد العربي الفقير.

وقال بنعمر، إنه يأسف لأن المجلس المؤلف من 15 دولة لم يبادر إلى اتخاذ إجراءات قوية عقب تحذيراته من "عرقلة منظمة" لعملية السلام.

من جهته، أعرب مجلس الأمن عن قلقه من سوء الأوضاع الإنسانية في اليمن وشدد على ضرورة إيصال مساعدات إنسانية واستئناف العملية السياسية.

اتهامات يمنية

في المقابل، اتهم المندوب اليمني في الأمم المتحدة، خالد اليماني بنعمر بـ"شرعنة الانقلاب الحوثي" خلال لقاء مع قناة "العربية" بثته مساء أمس الأول.

وقال اليماني، إن بنعمر أراد أن يبني مجداً لا صلة له بالواقع، معتبراً أن بنعمر خرج عن التفويض الممنوح له وعمل منذ تاريخ سيطرة الحركة الحوثية على صنعاء "على شرعنة الانقلاب الحوثي ومحاولة تبرير أن الواقع في اليمن قد تغير، وأن مؤسسة الرئاسة باتت تحت الإقامة الجبرية".

وبالتطرق إلى تصريحات بنعمر لصحيفة "وول ستريت جورنال" التي قال فيها، إنه كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اتفاق بين الأطراف في اليمن لولا غارات "عاصفة الحزم" التي أفسدت عليه ذلك الاتفاق، تعجب اليماني من تصريحات بنعمر، معتبراً أن ما تحدث عنه من اتفاقات ما هي إلا "مساومات كان يجريها في الغرف المغلقة مع الحوثيين.. وكانت مرفوضة ومنبوذة من كل المشاركين".

(الرياض، عدن ــ رويترز، أ ف ب، د ب أ)