بعد مرور أسبوعين تقريباً، لم تتغير الخريطة بشكل حاسم على الأرض في كوباني، حيث يتقاسم المقاتلون الأكراد والجهاديون المدينة مناصفة، إلا أن المقاتلين الأكراد في وضع ميداني أفضل بعد دخول قوات البيشمركة العراقية ومقاتلي المعارضة السورية بأسلحتهم ومدفعيتهم المتوسطة إلى المدينة عبر تركيا للدعم.

Ad

قصفت طائرات تابعة للائتلاف الدولي ليل الجمعة -السبت مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف باسم «داعش» في شمال سورية وشرقها بينها حقل نفطي، في وقت واصلت قوات الرئيس بشار الأسد عملية تدمير ونسف المدارس مع تحويل بعضها إلى مقرات عسكرية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان أمس أن 4 انفجارات دوت في ريف دير الزور الشرقي ناجمة عن ضربات الائتلاف على منطقة حقل التنك النفطي وحاجز لتنظيم «داعش» بين بلدة غرانيج وقرية البحرة في الريف الشرقي لدير الزور، ما أدى الى مقتل شخصين.

كما نفذت طائرات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة ضربة على تمركزات «داعش» في المنطقة الواقعة بين مسجد الحاج رشاد وسوق الهال في مدينة كوباني، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية والتنظيم في وسط المدينة.

قصف وتقدم

في المقابل، أقدم «داعش» أمس على قصف مخيم للنازحين على مقربة من الحدود التركية ما أوقع قتلى وجرحى. وأفاد المرصد بأن القصف استهدف منطقة تل شعير غرب كوباني، ما أدى الى استشهاد مواطنين اثنين وإصابة أربعة آخرين بجروح، بينهم طفل.

ووفق المرصد فإن وحدات حماية الشعب تمكنت من التقدم في محور مسجد الحاج رشاد ومنطقة البلدية في كوباني، مؤكداً أن ذلك جاء عقب اشتباكات مع مقاتلي تنظيم «داعش» أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 13 مسلحاً، جثث بعضهم لدى وحدات الحماية، إضافة الى مقتل ما لا يقل عن ستة من وحدات الحماية.

معركة الدروز

على صعيد آخر، استمر التوتر على جبهة ريف دمشق الغربي بين مقاتلي المعارضة، وبينهم «جبهة النصرة» ومقاتلين موالين للنظام السوري غالبيتهم من الدروز، وارتفعت حصيلة قتلى المعارك التي وقعت بين الطرفين خلال الساعات الماضية إلى 45.

وأوضح المرصد السوري أن المعارك التي وقعت ليل الخميس الجمعة في منطقة جبل الشيخ الحدودية بين لبنان وسورية أوقعت بحسب آخر حصيلة، 31 قتيلاً على الاقل في صفوف عناصر قوات الدفاع الوطني وقوات النظام و14 قتيلاً في صفوف مقاتلين معارضين وبينهم عناصر من «جبهة النصرة».

إنقاذ عفرين

إلى ذلك، طالبت رئيسة المجلس التنفيذي لمقاطعة عفرين، هيفي مصطفى، أمس القوى الغربية والعربية التي تشن ضربات جوية للحيلولة دون سقوط كوباني في يد «داعش» بالاستعداد لمساعدة منطقتها التي يحاصرها التنظيم أيضاً.

وتقع عفرين، التي يقطنها أكثر من مليون نسمة بينهم 200 ألف لاجئ، على بعد 200 كليومتر إلى الغرب من كوباني، وهي وكوباني من بين ثلاث مناطق كردية أعلنت حكماً ذاتياً في وقت سابق هذا العام. وأكدت رئيسة مجلس المقاطعة، وهو بمثابة حكومة محلية، ان عفرين ستواجه مصير كوباني على أيدي جماعة جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة. وقالت مصطفى، أثناء زيارة للعاصمة التركية أنقرة، إن «الهدف التالي بعد كوباني هو عفرين»، التي هاجمها «داعش» العام الماضي لكن تم صده.

وتحتل جبهة النصرة مواقع قريبة من البلدة منذ شهور عديدة دون أن تشن هجوماً كبيراً ووقعت مؤخراً اتفاقاً مع جماعات مسلحة أخرى في المنطقة، وتقدمت لمسافة 25 كيلومترا من عفرين. وتعتقد الحكومة الكردية أن جبهة النصرة تحشد قواها لشن هجوم.

استهداف المدارس

وعلى جبهة أخرى، أفاد تقرير نشرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان أمس حول استهداف قوات الرئيس بشار الأسد للمدارس بأن 3994 مدرسة على الأقل إما مدمرة بشكل كامل أو متضررة بأضرار نسبية، من بينها 450 مدرسة مدمرة في الكامل أغلبها في محافظة حمص وريف دمشق وحلب.

وذكر التقرير أن المدارس المدمرة بشكل شبه كامل لا يمكن ترميمها أو اصلاحها، وهي تحتاج إلى جرف وإعادة بناء بحسب تقديرات المهندسين المدنيين العاملين مع الشبكة.

وتراوح أحوال 3423 مدرسة ما بين الأضرار المتوسطة والنسبية، ويمكن إعادة ترميمها وتشغيلها.

وتحول بعض هذه المدارس المتضررة نسبيا إضافة إلى مدارس أخرى يبلغ عددها 1500 مدرسة (من بين الـ3423 مدرسة المتضررة نسبياً) إلى مقرات للنازحين داخل الأراضي السورية.

وأضحت 150 مدرسة من تلك المدارس المتضررة، مشافي ميدانية لمعالجة الجرحى والمصابين من جراء القصف العشوائي لقوات الحكومة السورية بسبب خشية الأهالي نقل مصابيهم إلى المشافي الحكومية خوفا من تعريضهم لخطر الاعتقال والتعذيب.

وقامت قوات المخابرات والجيش التابعة للحكومة بتحويل قرابة 1200 مدرسة إلى مراكز اعتقال وتعذيب في ظل اكتظاظ السجون بأعداد هائلة من المعتقلين تجاوزت 215 ألفاً.

(دمشق، أنقرة -

أ ف ب، رويترز، د ب أ)