المساعدات تواجه تحديات لوجستية بعد الزلزال المدمر في النيبال

نشر في 26-04-2015 | 11:17
آخر تحديث 26-04-2015 | 11:17
No Image Caption
تكثف المنظمات الإنسانية والحكومات اليوم الأحد جهودها لمساعدة النيبال التي ضربها زلزال مدمر، لكن قطع الاتصالات والأضرار المادية الجسيمة تعرقل جهودها.

وقد تحرك العالم بسرعة بعد الزلزال الذي أسفر عن سقوط حوالي ألفي قتيل في النيبال، وأرسلت الولايات المتحدة ودول أخرى أوروبية وآسيوية فرقاً للإغاثة.

ويُفترض أن تقدم مساعدة عاجلة إلى الذين يحاولون انتشال ناجين من تحت أنقاض المباني في العاصمة المدمرة كاتماندو كما في المناطق الريفية المقطوعة عن العالم بسبب الأضرار التي لحقت بالطرق التي باتت غير قابلة للاستعمال وتعطل الاتصالات الهاتفية.

وقال مدير منطقة آسيا المحيط الهادئ للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان شاباغان أن "الطرق تضررت أو سدت بسبب سيول وحلية مما يمنعنا من الاتصال مع الفروع المحلية للصليب الأحمر للحصول على معلومات دقيقة".

وأضاف أنه يشعر بقلق كبير على القرى الواقعة بالقرب من مركز الزلزال الذي بلغت شدته 7,8 درجات ووقع على بعد نحو ثمانين كيلومتراً عن العاصمة، وقال "نتوقع خسائر بشرية كبيرة وأضراراً مادية جسيمة".

ولم تكن المنظمات غير الحكومية الدولية الأخرى تملك معلومات أفضل حول امكانيات تقييم الخسائر، إلا أنها تخشى أيضاً أن تكون الخسائر كارثية أيضاً.

وروت اليانور ترينشيرا المنسقة في منظمة كاريتاس أستراليا "رأينا مشاهد دمار مروعة من مستشفيات أخليت وبات المرضى يعالجون في الخارج على الأرض وبيوت وأبنية هدمت وطرق اصابتها شقوق عميقة".

من جهته، قال مسؤول في منظمة أطباء العالم لفرانس برس طالباً عدم ذكر اسمه "نحن نحاول تقييم حجم الكارثة"، مشيراً إلى أن منظمته لديها فريق في النيبال لكنها تواجه صعوبات في الوصول إلى المنطقة المنكوبة بسبب انقطاع غالبية وسائل الاتصال السلكية واللاسلكية فيها.

من جهتها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في بيان أن عناصر الصليب الأحمر النيبالي يعملون بالتعاون مع متطوعين على اسعاف الجرحى والبحث تحت الأنقاض عن ناجين محتملين.

وأوضح البيان أن "بنك الدم التابع للصليب الأحمر في كاتماندو يزود أيضاً المنشآت الطبية في العاصمة"، مشيراً إلى أن مخزوناته "محدودة" وأنه طلب العون من مكاتب اللجنة في كل من دبي وكوالالمبور.

وقالت مديرة مكتب منظمة اوكسفام في النيبال سيسيليا كيزر أن الاتصالات والكهرباء والمياه انقطعت في المنطقة المنكوبة، مشيرة إلى أن المنظمة غير الحكومية "تستعد لتقديم مياه الشرب والمواد الغذائية الأساسية" للمنكوبين.

وأمضى الناجون ليلتهم في العراء على الرغم من البرد، خوفاً من انهيار المباني التي تضررت كثيراً بفعل الزلزال وهزاته الارتدادية السبت.

وانهارت مئات المنشآت بينها مبان تضم مكاتب، كما انهار برج دارهارا التاريخي، أحد المعالم السياحية في وسط العاصمة كاتماندو، ولم يبق منه سوى أنقاض.

وفي الوقت نفسه، أثرت الثلوج في البداية على الجهود لإغاثة متسلقي جبال في ايفرست نجوا من انهيار ثلجي أودى بحياة 14 شخصاً.

وأعلنت الولايات المتحدة ارسال فرق للانقاذ وتخصيص مليون دولار للمساعدات، وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري "نعبّر عن تعاطفنا مع شعوب النيبال والمناطق المتضررة بهذه المأساة".

وـرسلت الهند حيث قُتِلَ 53 شخصاً في الزلزال نفسه، طائرتي نقل عسكريتين.

وفي كل المنطقة عرضت السلطات -- السريلانكية والباكستانية واليابانية -- وكذلك نيوزيلندا وأستراليا تقديم المساعدة.

وأرسلت الصين إلى النيبال فريقاً من 62 متخصصاً في عمليات البحث والانقاذ مزودين بست كلاب بوليسية ومعدات طبية وإغاثية، كما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية، وقالت الوكالة أن 17 شخصاً قتلوا في الزلزال في التيبت.

وأعلنت حكومة سنغافورة عن إرسال فريق من 55 من رجال الانقاذ.

أما أستراليا، فقد خصصت خمسة ملايين دولار أسترالي (3,5 مليون يورو) للمساعدات بينما قدمت نيوزيلندا مليون دولار نيوزيلندي (700 الف يورو).

وقدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "تعازيه" لنظيره النيبالي رام باران ياداف وكذلك فعل الرئيس الصيني شي جينبيغ الذي وعد أيضاً بـ "تقديم مساعدة".

وأعلن الاتحاد الأوروبي أن خبراءه في طريقهم إلى المناطق المتضررة، وقال في بيان أن "عدد الضحايا وحجم الأضرار مازال مجهولين لكن يتوقع أن تكون كبيرة على صعيد الأضرار البشرية والتراث الثقافي على حد سواء".

وفي لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه "نبأ محزن"، وأعلن أن بريطانيا أرسلت فريقاً من خبراء العمل الإنساني "سيفعل ما بوسعه لمساعدة العالقين".

من جهتها، قالت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون النقل جاستين غريننغ أن "الأولوية القصوى يجب أن تكون للعثور على الأشخاص العالقين تحت الأنقاض والجرحى، وتوفير مأوى وحماية لأولئك الذين خسروا منازلهم".

وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بلاده مستعدة "للاستجابة لطلبات الإغاثة والمساعدة" التي قد تصلها من النيبال، بينما أكدت منظمة "العمل ضد الجوع" الفرنسية غير الحكومية أنها أرسلت طواقم إغاثة إلى المناطق المنكوبة "لتقييم حجم الأضرار والاحتياجات".

وقدمت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "تعازيها" إلى رئيس الوزراء النيبالي سوشيل كوارالا، مؤكدة استعداد حكومتها لمساعدة البلد المنكوب.

ووعدت النروج بالمساهمة بمبلغ 30 مليون كورونا (3,5 مليون يورو) في جهود الإغاثة الانسانية وقالت أنها يمكن أن تزيد هذه المساعدة عندما يتوفر المزيد من المعلومات عن الوضع.

وأعلنت اسرائيل إرسال وفد يضم أطباء وخبراء في قطاع الصحة.

وأعلن صندوق النقد الدولي في بيان أن "فريقاً من صندوق النقد الدولي مستعد للتوجه في أقرب الآجال إلى النيبال لمساعدة الحكومة على تقييم الوضع الاقتصادي الكلي وتحديد الاحتياجات المالية".

back to top