مع استمرار المواجهات الدامية لليوم السابع على التوالي على جبهة حي جوبر الدمشقي، أطلقت كتائب المعارضة معركة جديدة في ريف القنيطرة، حيث أوقف مسلحو جبهة النصرة المفاوضات مع الأمم المتحدة لإطلاق جنود القوات الدولية العاملة في هضبة الجولان.

Ad

بعد ساعات من دعوة مجلس الأمن للإفراج الفوري وغير المشروط عن الجنود الدوليين المحتجزين في هضبة الجولان المحتلة، أعلنت كتائب المعارضة السورية ممثلة في حركة المثنى الإسلامية وجبهة ثوار سورية وجبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سورية وفرقة الحمزة ولواء الفرقان ولواء فلوجة حوران بدء معركة "فالمغيرات صبحاً" في ريف القنيطرة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن المعركة تهدف إلى "تحرير عدة نقاط في المنطقة"، التي تشهد اشتباكات عنيفة بين مقاتلي هذه الكتائب وقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المحور الجنوبي الشرقي والشرقي من القطاع الأوسط، وسط قصف عنيف لقوات على منطقة الاشتباك ومناطق أخرى في ريف القنيطرة، أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف الطرفين.

وأكدت شبكة "شام" الإخبارية أن "مقاتلي المعارضة تمكنوا من تحرير تل مسحرة وسريتي خميسة ومجدوليا بريف القنيطرة بالكامل.

تسليم جنود فيجي

إلى ذلك، أعلن الجيش الفيجي أمس أن المفاوضات مع خاطفي جنوده من القوات الدولية العاملة في هضبة الجولان المحتلة والبالغ عددهم 45 معلقة في الوقت الحاضر، مدافعا عن سلوك الجنود الذين سلموا أنفسهم لمقاتلي "جبهة النصرة".

وقال قائد الجيش الفيجي موزيسي تيكويتوغا إن مفاوضي الامم المتحدة اكدوا له ان هذا التوقف اعتيادي في مثل هذه الاوضاع، موضحاً أن مسلحي جبهة النصرة "لا يقيمون اتصالا حتى يتمكنوا من استعادة المبادرة" مضيفا ان "مكان احتجاز الجنود مازال مجهولاً، والامر ببساطة من قبيل المناورة وآمل ان تستأنف المحادثات قريباً".

ودافع قائد الجيش الفيجي عن موقف جنوده في قوة مراقبة فض الاشتباك بين اسرائيل وسورية في الجولان، قائلاً إنهم "سلموا انفسهم بأمر مباشر من قيادة القوة الدولية"، مؤكداً: "لا أتوقع في اي وقت من الأوقات وفي اي عملية الا يمتثل ضباطي لأوامر قيادتهم".

وتابع ان "الفلبينيين قاموا بذلك والحكومة الفلبينية ساندتهم. لا يمكننا انتقادهم على ذلك لكن لا يمكننا ان نحذو حذوهم، اننا نتبع اخلاقياتنا الخاصة في طاعة الاوامر".

في المقابل، نفى رئيس عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة بشدة مزاعم قائد الجيش الفلبيني بأن جنوده من بعثة الامم المتحدة صدرت اليهم اوامر لتسليم اسلحتهم للمتشددين.

وقال الجنرال جريجوريو كاتابانج قائد الجيش الفلبيني ان جنوده دافعوا عن انفسهم في مواجهة مسلحين اسلاميين في مطلع الاسبوع في تحد لأمر من قائد قوة الامم المتحدة لتسليم اسلحتهم. لكن ايرفيه لادسو الامين العام المساعد لعمليات حفظ السلام رفض ان يكون مثل هذا الأمر قد صدر.

مجلس الأمن

وفي وقت سابق، طالب مجلس الأمن بأن تغادر كل المجموعات المسلحة مواقع الامم المتحدة في الجولان وبان تسلم الاسلحة والمعدات التي اخذتها من القبعات الزرق.

وفي إعلان أقر أمس الأول بالإجماع دانت الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن من جديد عملية خطف 45 جنديا فيجيا، مطالبة بـ"اطلاق سراحهم فورا وبلا شروط". وأكد المجلس "ضرورة احترام امن القوة وعملياتها وحيادها وتفويضها".

وأضاف الإعلان: "ذلك يتطلب ان تترك كل المجموعات جميع مواقع قوة الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بين اسرائيل وسورية وايضا معبر القنيطرة" وأن تعيد العربات والاسلحة والمعدات التي اخذتها من جنود الامم المتحدة.

كنديو «النصرة»

في السياق، ذكرت شبكة "سي بي سي" الكندية العامة مساء أمس الأول أن ثلاثة كنديين على الاقل، انضموا الى الفرع السوري لتنظيم القاعدة، متورطون مباشرة في احتجاز صحافيين اميركيين استعادا حريتهما.

وأكدت الشبكة أن الكنديين، الذين لم تكشف هوياتهم، ارغموا الصحافي الاميركي بيتر ثيو كورتيس والمصور مات شراير على اعطائهم كلمات الدخول الى الكمبيوتر، ثم سحبوا ارصدة حساباتهما المصرفية عبر استخدام بطاقتيهما الائتمانيتين.

حي جوبر

داخلياً، قالت شبكة "شام" الاخبارية في بيان صحافي أمس انه "لليوم السابع على التوالي تجري اشتباكات عنيفة على جبهة حي جوبر تستخدم فيها قوات النظام كافة انواع الاسلحة الثقيلة والطيران الحربي من محاور حاجز عارفة المحرر والشركة الخماسية امتدادا للمتحلق الجنوبي على اطراف بلدة زملكا".

وذكرت الشبكة أن "مدرعات مقاتلي المعارضة في الحي قصفت برجا تتجمع فيه قوات موالية للنظام بجوبر قرب الشركة الخماسية، كما قامت قوات المدفعية للمقاتلين باستهداف نقاط وتجمعات قوات النظام على اطراف المتحلق الجنوبي بمدفع عمر المحلي الصنع وحققت إصابات مباشرة".

ووثق المرصد السوري مقتل 10 مقاتلات من وحدات حماية الشعب الكردي في اشتباكات مع تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في ريف بلدة اليعربية الحدودية مع العراق، في حين نفذ الطيران النظامي عدة غارة على مناطق بجوار معسكر الطلائع في محافظة الرقة الذي يتخذه التنظيم كمقر لتدريب مقاتليه.

(دمشق، نيويورك، سوفا-

أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)