قال مازن الناهض، إن "بيتك" لديه خبرات طويلة في العمل المالي وفق الشريعة الإسلامية، وملاءة عالية، وعلاقات تعاون ممتدة حول العالم، مضيفاً أن هناك دولاً تعمل جدياً لتكون مركزاً لصناعة الصيرفة والخدمات المقدمة وفق الشريعة، بعد أن أصبح قطاعاً مهماً في الاقتصاد العالمي وتصل موجوداته إلى نحو تريليوني دولار.

Ad

أكد الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الكويتي "بيتك" مازن الناهض أهمية تطوير العمل المالي الإسلامي في السوق التركي، بغية الاستفادة من نمو قطاع الصيرفة الإسلامية الذي أصبح مكوناً أساسياً في الاقتصاد العالمي تسعى معظم دول العالم إلى استقطابهز

وأضاف الناهض، في كلمته أمام الملتقى الاقتصادي التركي العربي العاشر الذي عقد برعاية رئيس وزراء تركيا أحمد داوود أوغلو، بحضور ومشاركة وزير المالية مهمت شمشك، أن الفرصة سانحة لجعل تركيا مركزاً للخدمات المالية وفق الشريعة، وبوابة لهذه الخدمات في أوروبا ووسط آسيا وجنوبها، حيث تستحوذ على الخبرات والمؤهلات التي تجعلها قادرة على لعب هذا الدور الاقتصادي المؤثر، والذي سيمثل مرحلة جديدة في التطور والازدهار الاقتصادي الذي تعيشه تركيا.

وأوضح، أن بيت التمويل الكويتي التركي "بيتك- تركيا" يستطيع القيام بدور رئيسي في تحقيق هذه الرؤية، بعد ما حققه من تقدم ونمو على المجالات كافة، إضافة إلى الدور الذي يلعبه كجسر لتعزيز العلاقات الاقتصادية ومجالات التعاون بين تركيا والكويت ودول مجلس التعاون، كما يطمح من خلال الرخصة التي حصل عليها أخيراً لإنشاء بنك إسلامي في ألمانيا، إلى تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية بين أوروبا وآسيا ودول مجلس التعاون من خلال تركيا والكويت.

ولفت، إلى أن الوقت مناسب لتطوير الشراكة بين القطاع الخاص في كل من الكويت وتركيا، والتي أسفرت عن إنشاء "بيتك-تركيا " قبل 26 عاماً، نحو آفاق جديدة، مبيناً  أنه لدى "بيتك" خبرات طويلة في العمل المالي وفق الشريعة، وملاءة عالية، وعلاقات تعاون ممتدة حول العالم، "وهناك دول تعمل جدياً لتكون مركزاً لصناعة الصيرفة والخدمات المقدمة وفق الشريعة، بعد أن أصبح قطاعاً مهماً في الاقتصاد العالمي تصل موجوداته إلى نحو 2 تريليون دولار، وأصبحت الأسواق العالمية ترى الكثير من هذه المنتجات، خياراً مفضلاً في مسائل التمويل مثل الصكوك والإجارة وغيرها".

وقال الناهض، إننا نطمح إلى التعاون معاً، لجعل تركيا مركزاً مهما في مجال الخدمات المالية وفق الشريعة، وأن تصبح بوابة هذه الخدمات نحو أوروبا ووسط آسيا وجنوبها، في ظل علاقاتها المتميزة مع أسواق دول مجلس التعاون، ومحيطها الإقليمي، ونرى أن تركيا تستحوذ على الخبرات والمؤهلات التي تجعلها قادرة على لعب هذا الدور الاقتصادي المؤثر، والذي سيمثل -حال اكتماله- مرحلة جديدة في التطور والازدهار الاقتصادي الذي تعيشه حالياً.

وحول استراتيجية عمل "بيتك-تركيا"، قال: "دخلنا السوق التركي من أجل شراكة دائمة وإقامة روابط وثيقة في مختلف الظروف، ولم يتم التطرق أبداً إلى الخروج من السوق، أو البحث عن فرصة استثمارية في أسواق بديلة، رغم التسهيلات الكبيرة التي كانت تقدم لـ "بيتك"، فقد كنا على ثقة في إمكانيات هذا البلد، وما يتميز به من موقع جغرافي وموارد متعددة.

وأضاف، "استهدفنا بإنشاء "بيتك-تركيا" وبالتعاون مع مؤسسات وهيئات رسمية تركية- حيث كان البنك، بداية توسعنا الخارجي- أن يكون استثماراً استراتيجياً بعيد المدى، لا يعتمد على الخطط القصيرة، التي ترمي فقط إلى تحقيق الربح السريع، ثم الخروج من السوق، بل هدفت الاستراتيجية أن يكون "بيتك-تركيا" مجسداً لعلاقات تاريخية وثيقة بين بلدين صديقين يتطلعان دوماً إلى تنميتها في شتى المجالات، وعملنا على مد جسور التعاون والتبادل التجاري والاقتصادي، وتوثيق العلاقات الاقتصادية بين بلدينا من جهة، وبين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي من جهة أخرى، إيماناً منا بأن الاقتصاد من أهم أدوات التقارب والتفاهم بين الشعوب، و"بيتك" حريص على تحقيق قيمة مضافة لأي سوق يعمل فيه.

وأشاد بالتعاون الذي يجده "بيتك- تركيا" على مختلف المستويات الحكومية لتعزيز مسعاه نحو تحقيق التكامل والتعاون مع الأسواق الخليجية ذات الوفرة المالية، والسوق التركي الغني بالفرص، وهو ما أسفر حقيقة عن واقع راسخ من الشراكة تدعمه مجموعة كبيرة من المشاريع والصفقات، وعلاقات وثيقة بين رجال الأعمال في الجانبين، ومعارض ومؤتمرات تم تنظيمها برعاية "بيتك- تركيا".

وأكد الناهض، أن مسيرة "بيتك- تركيا" مفعمة بالنجاح والعمل والتحديات، حيث تم البدء برأسمال متواضع وعدد قليل من الفروع وسط بنك أو اثنين من البنوك المماثلة العاملة في تركيا، وكانت المنتجات والخدمات المالية وفق الشريعة آنذاك، أمراً غير معتاد، في الأسواق التركية، شأنها شأن العديد من الأسواق في دول العالم المختلفة، لكن الآن "بيتك-تركيا" لديه نحو 320 فرعاً، وتزيد مؤشراته المالية بما يتراوح بين 20 و30 في المئة سنوياً، وحجم أصوله بلغ نحو 40 مليار ليرة، وافتتح أخيراً بنوكاً في البحرين ودبي، وحصل على رخصة إنشاء بنك متكامل الخدمات في ألمانيا.

ولفت إلى أن الأكثر نجاحاً وتميزاً في مسيرة البنك، هو ما قدمه للسوق من منتجات جديدة مثلت نقلة نوعية وتطوراً مهماً في العمل المصرفي، ومنها منتج الصكوك حيث أصدر البنك أو شارك في ترتيب إصدارات للصكوك بقيمة تصل إلى ملياري دولار، بالإضافة إلى صكوك بالعملة المحلية، ما جعل هذا المنتج الذي يعد البديل الشرعي للسندات التقليدية، يشغل اهتمام العديد من كبريات الشركات التركية، إذ تجد فيه وسيلة فعّالة لتمويل توسعاتها ونموها محلياً وإقليمياً وعلى الصعيد الدولي .

وأشار إلى نجاح "بيتك- تركيا" في طرح منتجات هي الأولى من نوعها على مستوى السوق، مثل حساب الذهب الذي يرتبط كذلك بعادات وتقاليد اجتماعية تنبع من حرص أبناء الشعب التركي على اقتناء الذهب واهدائه، ووفر البنك أجهزة آلية هي الأولى من نوعها على مستوى العالم تتيح لأصحاب حساب الذهب سحب وإيداع القطع الذهبية آلياً، وقام بتشغيل فروع تقنية تقدم خدماتها على مدار الساعة، من خلال أجهزة حديثة، مواكبة لاتجاه عالمي متنام نحو الصيرفة الذاتية، باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة.