كريمة لـ الجريدة•: الأزهر مُخترق... وأتحدى البغدادي وبديع
«إيقافي بسبب إيران تصفية حسابات وسأقاضي الأزهر... يجب منع التظاهرات ولا يجوز للحاكم مخالفة الدستور»
وصف الأستاذ بجامعة الأزهر، د. أحمد كريمة، قرار إيقافه عن العمل 3 أشهر بسبب زيارته التي قام بها أخيراً إلى إيران بأنه تصفية حسابات، لافتاً إلى أنه سيلجأ إلى محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة لإيقاف القرار.وقال كريمة في مقابلة مع «الجريدة» إن مؤسسة الأزهر مخترقة من «الإخوان» والسلفيين، معرباً عن أمله في أن يقوم شيخ الأزهر بتطهير المؤسسة الدينية الكبرى، وفي ما يلي نص الحوار.
• هل بات الأزهر خاضعاً لسيطرة الإخوان والسلفيين، كما يدعي البعض؟- نعم الأزهر مخترق من تنظيم «الإخوان» والسلفيين، فهناك الكثير من أستاذة الجامعة الذين ينتمون إليهم، وكذلك عدد من القيادات داخل مشيخة الأزهر، والمشكلة الكبرى تتمثل في أن المحيطين بفضيلة شيخ الأزهر هم من يسيطرون على مقاليد الأمور داخل المشيخة، ولا يريدون لأحد أن يقترب منه ويتقدم بمشروعات إصلاحية، ولذلك ألتمس من فضيلته أن يطهر الأزهر من فلول الإخوان والسلفيين ومن المتسلقين والوصوليين.• كيف يمكن برأيك التصدي للإرهاب ومحاربة الفكر المتطرف؟- الفكر لا يجابه إلا بالفكر، والقمع لا يأتي إلا بمزيد من القمع، وقد اقترحت في عدد من وسائل الإعلام تسيير قوافل دعوية في أنحاء البلاد كافة ومخاطبة أصحاب الأفكار المختلفة ومناظرتهم، وأنا شخصياً تحديت زعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي والمرشد العام لجماعة «الإخوان» محمد بديع، في أن يواجهاني في مناظرة، والحل الأمني لهذه القضية يعد أضعف الحلول.• لماذا تم إيقافك عن العمل عقب زيارتك لإيران؟- سفري إلى إيران كان بناء على دعوة وجهت إليَّ لتدريس الفقه السني، وهذا مثبت في طلب الإجازة الذي تقدمت به إلى الجامعة، وتم إيقافي من إدارة جامعة الأزهر مدة ثلاثة أشهر، بدعوى أنني سافرت من دون الحصول على إذن من الجامعة، وهذا هو ظاهر الأمر، لكن الحقيقة أن المسألة في باطنها هي تصفية حسابات من قبل فلول جماعة «الإخوان» والسلفيين، وكذلك لأنني انتقدت طريقة عمل مؤسسة الأزهر في مواجهة الفكر المتطرف والإرهابيين، ونحن لدينا ثقافة بغيضة مفادها أن انتقاد المؤسسة تعني انتقاد مديرها أو رئيسها، وبالتالي اعتبروا هذا الانتقاد موجهاً لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وهذا غير صحيح، لأنني لست في خصومة معه.• كيف ستتعامل مع هذا القرار؟ - تقدمت بتظلم إلى رئيس الجامعة، لكنني أعلم أن التظلم سيتم حفظه، ولذلك سألجأ إلى القضاء الإداري بمجلس الدولة لإيقاف القرار واستعادة حقي.• ألا تعتقد أن توقيت الزيارة غير مناسب في ظل حالة التوتر في العلاقات بين مصر وإيران؟- لسنا في حالة حرب أو عداء مع إيران، ونحن نعاني حالة من الخلل، حيث إن هناك من يجرون حوارات مع اليهود والفاتيكان تحت مسمى حوار الحضارات، كما أن الإسرائيليين يحصلون على تأشيرات لزيارة مصر، وأيضاً هناك علاقات وزيارات متبادلة مع الشيوعيين من الروس والصينيين، ولا أحد يتكلم عن ذلك، كما أن علاقات إيران مع دول الخليج مستمرة رغم حالة التوتر الموجودة بينهم.• لكن هناك تخوفا من سعي إيران لنشر المذهب الشيعي في مصر؟- هذا خطأ وهو شأن الضعفاء، لأن هذا يعني أننا ليست لدينا ثقافة صلبة، فلماذا إذن لا تخشى إيران من نشر المذهب السني، ولم تقم بتشييع 25 مليون سُني في إيران؟• كيف ترى قانون التظاهر الحالي من المنظور الإسلامي في ظل حرية الرأي والتعبير؟- مع الأسف يتم إساءة استغلال التظاهر في مصر، فالتظاهر في الغرب مثلا يتم في إطار سلوك حضاري، وعلى العكس تماماً نجد عندنا الشتائم والبذاءات وتحطيم المحال، ولذلك أرى أنه يجب منع التظاهرات تماماً.• هل يجوز للحاكم مخالفة الدستور إذا اقتضت الضرورة ذلك؟- لا يجوز ذلك مطلقاً، فالدستور عقد اجتماعي بين الحاكم والمواطنين، وبالتالي فالحاكم نفسه يخضع لهذا الدستور، ومخالفته له تعني إهداره.• لكن البعض يرى أن تهجير أهالي سيناء من منازلهم مخالف للدستور؟- هذا ليس تهجيراً، بل انتقال من مكان إلى آخر، كما حدث أثناء حرب 1967 بانتقال أهالي محافظات الإسماعيلية والسويس إلى محافظات أخرى، فالتهجير إجراء عقابي، لكن ما يحدث الآن هو إجراء من أجل المصلحة العامة للبلاد.