الحمادي: «الرقابة» لم تعد سارية في عصر الإنترنت

نشر في 14-01-2015 | 00:02
آخر تحديث 14-01-2015 | 00:02
«لا أعلم أسباب منع رواية (لا تقصص رؤياك) من التداول»

أكد الروائي الشاب عبدالوهاب الحمادي أن انضمام روايته «لا تقصص رؤياك» إلى القائمة الطويلة، المرشحة للفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، دافع لتقديم أعمال أدبية أخرى تنال إعجاب المتلقي، مشدداً على أن الرقابة لم تعد سارية المفعول في عصر التطور التكنولوجي، وقد ولّت إلى غير رجعة.
وقال الحمادي، في حواره مع «الجريدة»، إنه لا يعرف أسباب حظر روايته من التداول في الكويت، معتبراً أن تدخلات مقص الرقيب في أي عمل أدبي تترك أثراً باهتا يؤثر في مضمون الإصدار ويفقده بريقه، وفي ما يلي التفاصيل:
• ما شعورك حينما ورد إليك خبر انتقاء روايتك «لا تقصص رؤياك» ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»؟

- حدث موقف طريف جدا حينها، إذ إنني كنت أريد التعرف على الأعمال الروائية المختارة للتنافس على الجائزة لهذا العام، وبالمصادفة قرأت أسماء الدول المشاركة في هذه النسخة، ووقعت عيني على اسم الكويت ومن ثم اسمي، إنها لحظة جميلة بالنسبة لي، وأنا سعيد من أجل وطني، وإن كان منع الرواية لكنه أعطاني ويعطيني الكثير.

العبور إلى القائمة الطويلة، عبر هذا العدد من الروايات المتقدمة للبوكر، أمر أعتز به، فمهما قالوا وقلنا عن الجوائز وقوائمها، تظل جائزة البوكر محركة للماكينة الروائية العربية، ووصولي إلى «الطويلة» سيزيد حتما الانتشار، ويوسع قاعدة القراء العرب، وهذا أهم أهداف أي روائي.

المكتبات المحلية

• رغم منع الرقابة روايتك «لا تقصص رؤياك» عن التداول في معرض الكتاب، نجد نسخا منها متوافرة في بعض المكتبات المحلية، هل هذه النسخ لم تمر على الجهات الرقابية؟

- القارئ الكويتي والعربي بشكل عام لن يقف المنع حائلا بينه وبين ما يريد قراءته، لاسيما أن السفر جزء من عاداتنا في الكويت، وأعتقد أن ثمة انتعاشا دبّ في أوصال دور النشر الإلكترونية التي تسعى إلى توفير الإصدارات للراغبين في اقتنائها متكبدين هم العناء بهدف استقطاب القراء.

رب ضارة نافعة

• البعض يرى أن قرار المنع جاء في مصلحة انتشار الكتاب، فهل ينطبق عليه المثل «رب ضارة نافعة»؟

- أولا، ربما يكون المنع ساهم قليلا في رواج الرواية، لكن لنرجع للوراء، فهناك روايات كويتية كثيرة منعت، هل سمعنا عنها وعن رواجها؟ أظن أن القراء كما ونوعا في زيادة مطردة بالكويت، وهم سبب رئيسي لرواجها.

ثانيا، أغلب نسخ الطبعة الأولى ذهبت إلى القراء قبل صدور قرار المنع، لكني أولا وأخيرا لا أكتب وفي ذهني المنع، بل سأظل أكتب كل ما أراه وما أريده.

إجابة شافية

• هل تعرف السبب وراء اتخاذ قرار المنع؟

- لا أعرف السبب حتى الآن، ورغم بحثي عن ذلك فإنني لم أجد إجابة شافية أو توضيحا للخطأ في عملي الأدبي.

• افتراضيا، لو اشترطت الجهات الرقابية حذف جزء من الاصدار هل كنت ستوافق؟

- الحذف سيكون تأويلا من الرقيب، وسيترك في العمل الأدبي أثرا باهتا لا شك، ويبتر الأفكار التي يريدها الكاتب، وأتصور ان زمن الرقابة ولى إلى غير رجعة، والبحث عن الكتب وتوصيلها لم يعد إشكالية بل أصبح سهلا جدا.

• من خلال مركز «دروب» ذهبت الى إيطاليا والمغرب، فهل تنوي توثيق ذلك في إصدار؟

- لدي عدة مشاريع لروايات قادمة حتى الآن، ولكن لم تتضح الرؤية بشكل واضح، وخلال الفترة المقبلة سأحدد أي إصدار سأكمله، وينحصر اهتمامي راهنا في أن يكون العمل الأدبي مختلفا عن أعمالي السابقة.

واستثماراً لرحلاتي إلى المغرب لدي كتاب جديد مماثل لإصداري الأول دروب أندلسية، وسيكون عن تاريخ المغرب وحضارته.

بداية الطريق

• روايتك «الطير الأبابيل» حصلت على إشادة، لاسيما انها العمل الروائي الاول لك، لكن البعض انتقدها بسبب الترهل والتمدد في محتواها، فهل ترى ان الاختزال كان يستطيع إيصال مقصدك؟

- في مسألة اختزال الروايات لكل إنسان رأي، وأنا احترم كل الآراء، كما احترم بيت المتنبي: ولكن تأخذ الآذان منه على قدر القرائح والعلوم. رواية الطير الأبابيل عرفتني على قطاع عريض من القراء، وتعلمت منها ومن آرائهم الكثير.

كلمة أخيرة

- معجب بالمسيرة والتجربة الروائية للروائي السوري فواز حداد، وتعلمت الكثير من إسماعيل فهد اسماعيل، وأمين معلوف شكل عبر كتاباته جزءا كبيرا من الوعي لدي، مع الدكتور عبدالوهاب المسيري، ومن الغرب أحب الكلاسيكيات القديمة، إضافة إلى الثلاثي بول أوستر وآمبرتو إيكو وطبعا العظيم ساراماغو.

شكرا للزملاء والأساتذة الذين باركوا وهنأوا منذ اللحظة الأولى، والكثير من القراء تفاعلوا مع الخبر تفاعلا جميلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

من أجواء الرواية

قبل أيام، أصدر الروائي عبدالوهاب الحمادي الطبعة الثانية من رواية «لا تقصص رؤياك» ومن أجوائها:» أبدأ بسرد طريقي اليومي للعمل، وأفتتح به الكتابة، فمسألة أن أسرد اسمي واسم عائلتي وكل بياناتي الشخصية في صدر الرواية أمر دارج ومكرَّر ويُستحب التغيير، كما أخبرني الحمادي، وسأخبركم عنه لاحقاً، لا أنتبه ليومي الذي ابتدئ إلا عندما أرى السيارات متراصة أمامي ومن حولي على الطريق الدائري الثالث، لا أرى أي أثر للأسفلت، مؤخرات سيارات بمختلف الأحجام والألوان فقط.

 حتى الحمام الصباحي وابتساماتي التي أنفقتها وأنا خارج من المنزل تبدو كحلم. أختلس النظر لعناوين الصحيفتين بجانبي، أحاول تخمين مواضيع مقالات الصفحات الأخيرة من عناوينها. أحيانا تطول الاختلاسة فلا يقطعها إلا بوق سيارة من خلفي، فأرجع إلى صوت عبدالله الرويشد: أنا مو ولهان أنا، أنا دنيا من الوله. فأصرخ معه: محتاجك أبيك! أسدِّد نظرة للفتاة التي في الجيب الأبيض بجانبي وهي ممسكة بهاتفها. رمتني بنظرة دافئة أتبعتها بجرعة قهوة من الـ(mug) لأبقي على دفئها.

طوال الطريق لا أذكر أني وضعت قدمي على دواسة البنزين، بل إن قدمي لم تتزحزح عن الكابح حتى أصابها شدٌّ آلمني».

back to top