تدور في خضم المعارك بين القوات العراقية ومن ضمنها البيشمركة الكردية وقوات «الحشد الشعبي» (المتطوعون الشيعة) وعشائر سنية، من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، حرب من نوع آخر، سلاحها الرايات التي تحمل رمزية دينية تعكس جوانب طائفية وقومية للميدان العراقي المتشعب.
وفي حين اقتصر دور الرايات في الحروب إجمالا على تحديد مناطق السيطرة والانتصار، تشكل في العراق دليلا على نزاعات دينية تعود الى قرون مضت، ووسيلة لإثبات الوجود، أو حتى «فخا» للايقاع بالخصم.وتتألف قوات «الحشد الشعبي» من عدة منظمات أبرزها «منظمة بدر» و«عصائب أهل الحق» و«سرايا السلام» و«كتائب حزب الله العراق»، التي حملت السلاح بشكل علني تلبية لنداء المرجع الديني الأعلى علي السيستاني. ورغم مناشدة هذا الأخير اعتماد العلم العراقي حصرا في المعارك، لا تزال الرايات الشيعية ترفع في ميدان المعركة وعلى الآليات العسكرية الرسمية، وحتى فوق المباني الحكومية والمقرات الأمنية.في المقابل، يعتمد تنظيم «داعش» راية سوداء كتبت فيها أولى الشهادتين «لا إله إلا الله» باللون الأبيض، فوق دائرة بيضاء كتب فيها بالأسود «محمد رسول الله»، في ما يعتقد أنه «ختم» النبي. الى ذلك، استخدم التنظيم رايته لنصب «فخ» عسكري للايقاع بخصومه، وقتل ثلاثة عناصر من الشرطة نهاية سبتمبر الماضي، بعد نزعهم راية مفخخة للتنظيم من موقع استعادوا السيطرة عليه جنوب غرب كركوك. وبحسب شهود عيان، اعتقل التنظيم في الشهر نفسه نحو 50 شخصا بعد إزالة رايات له، واستبدلها برايات مفخخة لئلا يجرؤ أحد على نزعها.ولا تقتصر الرايات على المقاتلين الشيعة أو «داعش»، بل تشمل أبناء العشائر السنية وعناصر البيشمركة الكردية الذين يقاتلون التنظيم. وتعتمد العشائر بيارق من الحرير بلون واحد، عليها شعارات كالنجمة أو الهلال والسيوف. أما القوات الكردية، فترفع علم كردستان بألوانه الأبيض والأحمر والأخضر تتوسطه شمس ذهبية.(بغداد ــــــ أ ف ب)
دوليات
«حرب رايات» بين القوات الأمنية و«داعش»
28-11-2014