السبسي رئيساً لتونس بـ 55.68% ... و«النهضة» تهدئ

نشر في 23-12-2014 | 00:01
آخر تحديث 23-12-2014 | 00:01
No Image Caption
● النتائج النهائية بعد «الطعون»
● شغب واحتجاجات في الجنوب
● الصحف تحتفل بفوز «بجبوج»
وضع رئيس حركة «نداء تونس» الباجي قايد السبسي قدماً في قصر قرطاج الرئاسي بعد تصدره النتائج الأولية لجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، في وقت دعت حركة «النهضة» الإسلامية المحتجين على النتائج في الجنوب للهدوء والاحتفال بالعرس الديمقراطي.

حسم رئيس حركة «نداء تونس» الباجي قايد السبسي البالغ من العمر 87 عاماً السباق الرئاسي في تونس ليكون بذلك أول رئيس منتخب في تاريخ البلاد بعد أن أظهرت النتائج الأولية لفرز أصوات جولة الإعادة فوزه بنسبة 55.68 في المئة.

وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات تقدم السبسي على منافسه الرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي الذي حصل على 44.3 في المئة، ومن المنتظر أن تعلن النتائج النهائية عقب الانتهاء من الفترة القانونية المحددة لتلقي الطعون والتي من غير المرجح أن تأثر في النتيجة النهائية.

وتمثل الانتخابات الرئاسية الخطوة الأخيرة في انتقال تونس إلى الديمقراطية بعد انتفاضة أطاحت بالحاكم المستبد زين العابدين بن علي في 2011 وكانت مصدر الهام لانتفاضات «الربيع العربي».

والسبسي مسؤول سابق في إدارة بن علي التي كان يسيطر عليها حزب واحد لكنه طرح نفسه على أنه تكنوقراط واستفاد حزبه «نداء تونس» من رد الفعل ضد حكومة حركة «النهضة» الإسلامية التي تولت السلطة في البلاد عقب الانتفاضة والتي حملها كثير من الناخبين المسؤولية عن الاضطراب بعد 2011.

وتصدر فوز السبسي المحتمل العناوين الكبرى للصحف التونسية الصادرة صباح أمس. وبينت إحصاءات أن نسبة مشاركة التونسيين في جولة الإعادة بلغت نحو %60.

وذكرت صحيفة «تونس هيبدو» الناطقة بالفرنسية في عنوان كبير بصفحتها الأولى، «سيكون البجبوج» في إشارة إلى فوزه المتوقع بالرئاسة اعتمادا على استطلاعات الرأي.

وبفوز السبسي رسميا، يكون حزبه حقق ثاني انتصار له في أقل من شهرين بعدما كان فاز بالانتخابات التشريعية التي أجريت في 26 أكتوبر الماضي.

توتر ومواجهة

في غضون ذلك، وقبل ساعات من إعلان النتائج الرسمية خيمت حالة من التوتر على حملتي المتنافسين بعد أن طالب كل منهما أنصاره بالاحتفال.

وفي الوقت الذي بدأت فيه احتفالات أنصار السبسي الذي خاطب أنصاره ملوحاً بشارة النصر من مقر حملته الانتخابية، شهدت بعض مدن الجنوب التونسي، ولاسيما الحامة في محافظة قابس معقل رئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي، ودوز التي ينحدر منها الرئيس المؤقت، احتجاجات قام بها أنصاره وتحولت إلى اشتباكات مع قوات الأمن، تنديدا بما اعتبروه «استيلاء على إرادة الناخبين وفرضا للأمر الواقع» بالإسراع بالإعلان فوز السبسي.

وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز في مدينة الحامة الجنوبية لتفريق مئات الشبان المحتجين على إعلان حملة السبسي فوزه وذلك قبل ساعات من إعلان النتائج الرسمية.

وأعلنت حملة السبسي فوزه بفارق مريح على منافسه المرزوقي، كما أشارت استطلاعات الرأي إلى تقدم السبسي.

وكان محسن مرزوق مسؤول حملة السبسي أعلن فوزه مباشرة بعد غلق مكاتب الاقتراع استنادا إلى «أرقام جزئية وإلى نتائج عمليات استطلاع قامت بها ثلاث منظمات».

غير أنّ مدير حملة منصف المرزوقي، رئيس مكتبه السابق، عدنان منصر، اتهم حملة منافسه بارتكاب جريمة انتخابية باستباقها الإعلان عن النتائج، مشيراً إلى أن عمليات الفرز مستمرة ودعا أنصاره إلى الاحتفال.

وحاول منصر التقليل من تصريحات مرزوق التي تشير إلى فوز السبسي بفارق واضح وأكد أن الفارق في الحالتين لن يكون كبيرا، مؤكدا أن الفارق بين المترشحين لن يكون كبيرا ولن يتجاوز بعض الآلاف سواء لفائدة المرزوقي أو السبسي.

ورفض منصر الحديث عن نسب تقريبية للمترشحين لكنه اعتبر أن الفارق بينهما لن يتجاوز 1 أو 1.5 في المائة ودعا إلى انتظار الغلق النهائي لمراكز الاقتراع ووصول النتائج الاولية عوض التسرع باعلان توقعات غير صحيحة.

من جهته، اتهم المرزوقي البالغ من العمر 67 عاما منافسه بالاستعجال في إعلان الفوز، قائلا إن «إعلان الفوز ليس ديمقراطيا ويجب علينا الانتظار إذا أردنا أن نكون في دولة تحترم حكم القانون».

«النهضة»

إلى ذلك، وفي أول رد فعل له، قال رئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي إنّ «الفائز في الانتخابات، أيا كان، سيدرك أنّ قرابة نصف التونسيين معارضون له وأن من سيتم إعلان فوزه سيكون رئيساً لمن انتخبه ومن لم ينتخبه، داعيا الجميع إلى التهدئة».

ودعا الغنوشي أهالي قابس والحامة، الذين تظاهروا ضد إعلان فوز السبسي، إلى الاحتفاء بالأجواء التي جرت فيها الانتخابات بدلا من التظاهر والاشتباك مع قوات الأمن، احتجاجا على فوز السبسي والذي لم يتأكد رسميا حتى عصر أمس.

وأضاف الغنوشي في تسجيل صوتي أن «الثورة التونسية هي الوحيدة التي مكنت من الوصول إلى انتخابات ديمقراطية على العكس من باقي الثورات العربية الأخرى».

كما دعا الغنوشي المتنافسين إلى القبول بنتائج الانتخابات، هما وأنصارهما.

على صعيد آخر، عثر الجيش التونسي أمس على جثتي «إرهابيين» قالت وزارة الدفاع إن وحدات عسكرية قتلتهما في وقت سابق بالمنطقة العسكرية المغلقة بجبل الشعانبي من ولاية القصرين على الحدود مع الجزائر.

الجيش يعثر على جثتي «إرهابيين» في الشعانبي

(تونس ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top