ورد الخال: انسجمت وباسل خياط لتشابهنا

نشر في 04-12-2014 | 00:01
آخر تحديث 04-12-2014 | 00:01
للمرة الأولى تنافس ممثلة نفسها في عملين مختلفين يُعرضان في التوقيت نفسه عبر محطتين لبنانيتين، هذه حال ورد الخال التي اعترفت بتفوّق شخصية {غادة} في {عشق النساء} (كتابة منى طايع، إنتاج أون لاين برودكشان، إخراج فيليب اسمر عُرض عبر LBC) على {نورا} في {عريس وعروس} (كتابة منى طايع، إخراج جسيكا طحطوح، انتاج M andM وطايع انتربرايز عُرض عبر MTV) بسبب غلبة الدراما على الكوميديا، رغم اكتمال عناصر الاثنين إنتاجياً وإخراجياً وتحقيق الثاني نسبة مشاهدة مرتفعة.  

بعد انتهاء عرض المسلسلين، تنشغل الخال في التحضير لمسلسل {خارج الزمن}، وسيبدأ التصوير قريباً. عن العملين والدراما عموماً تحدثت إلى {الجريدة}.

ماذا تقولين في وداع صباح وسعيد عقل ونهوند؟

خسر لبنان أناساً مهمين وقامات كبيرة في الوطن العربي على صعيدي الفن والثقافة، والمحزن أكثر هو تزامن هذا الغياب. بصراحة، يئس الشعب من الدولة وعدم قيامها بواجباتها تجاه «كبار» في الثقافة والفنّ مهمشّيْن أساساً في بلدنا وشبه غائبين لديها، في مقابل جهود من المجتمع المدني والشعب لتكريم هؤلاء.

يسعى بعض الفنانين إلى تأسيس مشاريع ثابتة لضمان مستقبلهم، هل تخشين أنت من المستقبل؟

في ظل اللاستقرار اليومي الذي نعيشه في هذا البلد الواقف على كف عفريت، طبيعي أن يسعى الفنانون إلى ضمان مستقبلهم. شخصيّاً، أعيش كل يوم كأنه آخر يوم في حياتي.

كيف تقيّمين حال الدراما راهناً؟

هي وليدة جهود فردية من دون دعم، لذا تسير بخطوات بطيئة غير مستقرة إنما تُظهر مدى قدرتها على ترك أثر لدى الجمهور.

 ثمة أعمال تُرفع لها القبّعة.

طبعاً، إنما محدودة. المسلسلان اللذان حققا النجاح هذا العام هما للكاتبة نفسها منى طايع، وهذا ليس دليلاً صحياً رغم أنه أمر جميل بالنسبة إليها وإلى الممثلين الذين شكّلت نصوصها إضافة نوعية لهم. إنما هل من المنطقي أن تقوم الدراما على كاتبيْن ومخرجيْن اثنين فقط، وممثلين مخضرمين يؤمنون نجاح العمل الذي يشاركون فيه؟

من نجح في المنافسة، غادة أم نورا؟

طبعاً غادة، لأن المسلسل الدرامي يغلب الكوميدي، رغم أننا قدمّنا كوميديا جميلة جداً وبأسلوب جديد، حققت حضوراً في لبنان والخارج.

العملان للكاتبة نفسها، فما الذي يميّزهما؟

أولا، هذا دليل إلى قدرة الكاتبة على تغيير أسلوبها من عمل إلى آخر، وتقديم نوعين مختلفين بالمستوى نفسه. لقد اختلف العملان على صعيد الروحية والكاست ولمسة الإخراج والموضوع المُعالج.

أي منهما تخطّى الآخر إخراجاً وإنتاجاً؟

لم يحصل أي تقصير في تنفيذ «عروس وعريس» على صعيد الإنتاج النوعي، إذ استُخدمت أفضل التقنيات، وكان الديكور مركبّاً أيضاً، في الأساس تحرص شركتا MandM و{طايع انتربريز} على النوعية ودراسة خطواتهما جيّداً، والتحضير، بصمت وتأنٍ، لأي عمل حتى اكتمال عناصره، قبل الإعلان عنه، وإثارة ضجة إعلامية.

جسّدت شخصيات مختلفة من كتابة منى طايع، فأي امرأة ترين نفسك في نصها؟

أحبّ المرأة القويّة، إجمالا، وهي تلك التي تكتب عنها منى طايع، إذ تُظهرها قوية في ضعفها، تنتفض على واقعها غير مكسورة أو ضحيّة، بل خارج القمقم الذي يسعون إلى إبقائها فيه. فضلاً عن إعجابي بكيفية كتابتها للشخصيات عموماً وإعطائها بعداً وعمقاً، فتكون الأدوار كافة مُغرية لدى الممثل، كونها تثير فضوله وتجعله يحتار أياً منها يختار.  

 

هل الكيمياء بينك وبين باسل خيّاط التي ظهرت أمام الكاميرا توافرت في الكواليس أيضاً؟

طبعاً، فنحن نعرف بعضنا منذ «صلاح الدين الأيوبي» مع الكاتب والمخرج حاتم علي حيث أعجبت بأدائه، وبقينا على تواصل متقطّع. عندما اختاره المنتج زياد الشويري لهذا الدور تحمّست وسعيت إلى مشاركته معي في المسلسل. أخذ كلّ منا في الاعتبار جدية الآخر وحرفيته، فانطلقنا، بشكل جميل، وحصل نوع من الأخذ والعطاء بيننا انعكس انسجاماً عبر الشاشة.

هل يجعلك حسّك الفنيّ تميّزين ما إذا كان شريكك في العمل سيشكّل معك ثنائية ناجحة؟

صحيح أنني مثّلت في ثنائيات عدّة ناجحة، إلا أن ما يميّز ثنائيتي مع باسل هو امتلاكنا الأسلوب الأدائي نفسه، والتشابه في النمط، ما حفّز أكثر هذا الانسجام. فضلا عن أننا حرصنا، في أدائنا، على متابعة الزمن على صعيد النضج في التصرّفات ولغة الجسد، وهذا دليل على قدرات الممثل وخبرته المهنية.

 

ضمّ المسلسل نجوماً عدّة إنما شكّلت شخصيتك المحور، فهل فرض النص هذا الأمر أم طغت نجوميتك على الآخرين؟

كتبت منى طايع القصة حول «غادة» الشخصية المحورية التي تجمع حولها كل الشخصيات المتشعبة منها، مع أن عنوان المسلسل هو «عشق النساء»، وأعطت كل شخصية مداها ومساحتها وحقّها. فضلاً، عن أن الممثل الشاطر يجعل دوره مهمّاً، مثلما حصل في مسلسل «أسمهان»، إذ أديّت دوراً ثانوياً لفتّ من خلاله الأنظار.

أي نهاية تفضّلين للمسلسلات، المنطقية والواقعية أم تلك التي تحاكي الخيال والرومنسية؟

برأيي تبدأ نهاية المسلسل منذ الحلقات الأربع الأخيرة حين يبدأ حل العقد. أفضّل النهاية الواقعية غير المبالغ فيها، ثم أي قصّة تحتمل أن تكون فاتحة لجزء ثانٍ.

 

هل توازي الحلقة الأخيرة أهمية الحلقة الأولى؟

لا شبه بين الاثنين، لأن الحلقة الأولى هي الأصعب كونها تعرّف الجمهور إلى الشخصيات بطريقة لافتة ليتعلّق بها. أمّا الحلقة الأخيرة، فمن غير المنطقي أن تحمل مفاجآت غير متوقّعة لأنها تختم أحداث المسلسل التي كانت مفاجئة طيلة فترة العرض، بالتالي لن يكون وقع الحلقة الأخيرة موازياً لوقع الحلقات التي كانت مميّزة بأحداثها. لذا تأتي الحلقات الأخيرة منطقية تلملم الخيوط والشخصيات.

 

ترتكز غالبية الأعمال الدرامية على الحب والخيانة والغيرة... فكيف يتميّز عمل عن آخر؟

يتميّز بروحية الكاتب وأسلوبه وحواره، إنما يجب أن تتوافر عناصر أخرى أيضاً، أي طاقم التمثيل الجيّد والمخرج المبدع، لأن لا قيمة للقصة الجميلة من دون ممثلين جيّدين ومخرج قادر على التعبير عن روحية الورق، وتقديم صورة لها أبعادها التقنية والجمالية المختلفة. فمسلسل «عشق النساء» مثلا مصوّر في المستشفى، ومن الضروري أن تكون المواقع ذات لمسة فنيّة معيّنة لئلا ينفر المشاهد. برأيي يأتي «عشق النساء» بعد «الطائر المكسور» و{وأشرقت الشمس» على صعيد فرض حال معيّنة وأبعاد جميلة للشخصيات فيه.

قلة من الممثلين تؤدي الكوميديا فتنجح وتؤدي الدراما فتبرع، كيف جمعت بين الاثنين خصوصاً مع تزامن تصوير العملين؟

يعود الأمر إلى موهبة الممثل وشغفه وشخصيته، فأنا أتمتع أساساً بحسّ الفكاهة، وحين دخلت عالم الدراما اكتشفت قدرتي على أداء الاثنين اللذين أحبهما بالتساوي. بصراحة لديّ إحساس بقدرتي على تقديم أداء متفاعل أكثر مما قدّمت، لغاية الآن، في الكوميديا والدراما، وانتظر نصوصاً وأدواراً أصعب، أتحدى من خلالها نفسي أكثر. علماً بأن أداء شخصيتين، في الوقت نفسه، ليس امراً سهلا، كونه يتطلب بحثاً حول الشخصية بصوتها وتصرفاتها ولباسها.

بعد تقديم عمل ناجح، هل تشعرين بهاجس تقديم عمل لاحق أكثر نجاحاً؟

طبعاً، لكنني لا أخضع لهذا الهاجس الذي يظنّ البعض أنه يكبّلني وأنه سبب غيابي سنة ونصف السنة عن الشاشة، إلا أنني شاركت في رمضان الماضي في مسلسل مع يسرا ولم أكن غائبة. ينصحني البعض بعدم قبول أدوار أقل من أدواري السابقة، إنما ليس كل المنتجين والمخرجين والكتّاب بالمستوى نفسه، لذا نختار الأفضل بين ما هو متوافر، وأتروّى في هذا الاختيار، فلا أقبل بأي دور لمجرّد العمل.

هل تكسبين من شخصياتك أسلوب حياة جديدة، أم تضعينها جانباً مجرّد الانتهاء من التصوير؟

طبيعي أن أتأثر بجوانب معيّنة من الشخصيات التي أؤديها، لكنني أفضل العودة إلى حياتي الطبيعية وشخصيتي الحقيقية، لذا أكسر دائماً صورة الشخصية التي أديتها عبر اللباس والتصرفات، لئلا أفسح في المجال أمام سيطرتها عليّ.  رغم محبة الجمهور لشخصية «غادة» الجميلة والمثالية التي انعكست محبة شخصية لي، احرص على عدم شراء ثياب تشبه ثيابها وعدم تسريح شعري مثلها!

هل بدأ التحضير لمسلسل «خارج الزمن»؟

هو في زمن التحضير ودراسة الخطوات كونه يتألف من 60 حلقة ويضم ممثلين من دول عربية أيضاً. نحن في المرحلة الأصعب راهناً لأننا نختار الكاست وننسّق أيام التصوير. ما يمكنني الإفصاح عنه أن المخرج مصري، والمسلسل من انتاج MandM  و{طايع انتربرايز} وكتابة والدتي مها بيرقدار.

يسعى المنتجون إلى إشراك ممثلين عرب في أعمالهم، فهل هذه الخلطات ناجحة دائماً؟

أؤيد الخلطة التي تكون مدروسة ومنطقية لأننا، من خلالها، ندخل الى الدول العربية، إذ تبيّن أن الممثلين العرب، في الدراما المحلية، جواز عبورها إلى الساحة العربية. فضلا عن أن الجمهور يهوى  هذه الخلطة شرط أن تكون في سياق طبيعي ومنطقي للأحداث.

 

back to top