توافد عشرات التونسيين المقيمين في دولة الكويت منذ صباح أمس على مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلدهم، بين مرشحي الرئاسة، الباجي قائد السبسي، والمنصف المرزوقي والتي تستمر حتى السادسة من مساء غد الأحد.

Ad

وكانت السفارة التونسية الموجودة في منطقة العديلية فتحت أبوابها في الثامنة من صباح أمس، وتستمر لثلاثة أيام، لاستقبال أبناء الجالية التونسية المقيمين في الكويت، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية.

وقال السفير التونسي لدى البلاد، نور الدين الري، في تصريح خاص لـ«الجريدة» إن هذه الانتخابات الرئاسية هي الثانية وسبقها انتخابات رئاسية خلال الشهر الماضي، فاز فيها اثنان من المرشحين يتنافسان الآن، هما الباجي قائد السبسي، والمنصف المرزوقي، لافتا إلى أن هذه الانتخابات هي أول انتخابات حرة نزيهة في تاريخ تونس الحديثة، وبها تختتم المرحلة الانتقالية التي استمرت قرابة الـ4 سنوات بكل تحدياتها وصعابها.

وأكد أنه بوعي الشعب والنخب السياسية في تونس تمكنا من تجاوز الصعوبات لنؤسس للجمهورية الثانية ودولة القانون والمؤسسات، وندخل مرحلة جديدة تتركز على البناء والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، ومرحلة انتقالية تمكنا فيها من تأسيس الدستور والبناء والعيش المشترك، ونتطلع الآن لاستكمال البناء الاقتصادي والاجتماعي ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية. وأشار إلى أن عدد الجالية التونسية في الكويت يصل إلى 3600 تونسي، وأن المسجلين في الكشوف الانتخابية ومن يحق لهم الاقتراع وسيشاركون في العملية الانتخابية 2010 ناخب. وأوضح أنه في اليوم الأخير (الأحد) سيتم فرز الأصوات في الصندوق من قبل ممثل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، والذي تعينه الجالية، مع أعضاء مكتب الاقتراع، على أن ترسل النتيجة إلى تونس لتعلن مع نتائج الانتخابات الأساسية في البلاد.

وتقدم الري بالشكر لدولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا على ما تقدمه للسفارة ولأبناء الجالية من دعم في جميع المناسبات، مشيدا بتعاون السلطات الكويتية ودعمها الكبير للسفارة التونسية. ووصف العلاقات بين تونس والكويت بـ»المتميزة».

انتصار لتونس

من جانبه، اعتبر رئيس مكتب الاقتراع التابع للهيئة العليا للانتخابات، جمال بوحوش، أن تونس انتصرت من خلال هذه الانتخابات «الحرة النزيهة»، لافتا إلى أن تقارب الأحزاب السياسية في تونس أدى إلى نجاح المرحلة الانتقالية، مشيرا إلى أن 210 أعضاء بالبرلمان من أصل 217 وافقوا على الدستور بنسبة 98 في المئة وهو ما يعد إنجازا حقيقيا.

وأضاف لـ«الجريدة» أن عدد التونسيين الذين يحق لهم التصويت والاقتراع 5.5 ملايين ناخب داخل البلاد وخارجها، مذنهم نحو  10 في المئة من المقيمين خارج البلاد. وقال إن كل تونسي يفخر يما تحقق بعد الثورة سواء من انتخابات برلمانية أو إنجاز للدستور أو انتخابات رئاسية أولى وثانية.

وأشار إلى أن مكتب الاقتراع في السفارة سيقوم خلال اليوم الأخير وعقب إغلاق صناديق الاقتراع في السادسة من مساء الغد بفرز الأصوات، بحضور مندوب عن كل مرشح، ومن ثم إعلان النتيجة وإرسالها للهيئة العليا للانتخابات بتونس.

دور الشباب

بدوره، أكد رئيس الجالية التونسية في الكويت نائب رئيس مكتب الاقتراع التابع للهيئة العليا للانتخابات، رضا الصابر، أن الشباب التونسي سيكون لهم دور الحسم في مستقبل تونس، لافتا إلى أن أغلبهم يرى أن الثورة لم تحقق أهدافها بعد.

 وقال إن الشعب التونسي عليه مسؤولية كبيرة في اختبار أول رئيس لتونس يأتي بالانتخاب الحر النزيه، مشيرا إلى أنه للمرة الأولى يشعر فيها المواطن التونسي أن اختياره بدون إملاءات وسيحدث الفارق، مضيفا أن عصر نجاح الرئيس بـ99.9 في المئة قد انتهى. وآمل من الشعب التونسي أن يختار الأفضل والأنسب لقيادة تونس خلال السنوات الخمس المقبلة.