"اصرفي يا معلمة ما في الجيب دون أن تنتظري ما في الغيب"، هذه القاعدة وجدتها بعد حوارات مكثفة لأسابيع مع عدد من المعلمات اللاتي لم أكن أعرف عنهن شيئاً سوى عشقهن لوجبة الإفطار، تلك التي يتفنّن بها، لم أكن أعلم أنه يقع على عاتق المعلمة إلى جانب التدريس أمورٌ أخرى، كالصرف على المدرسة وملحقاتها.

Ad

 يحدث هذا بأن تأتي مديرة المدرسة وتطلب من المعلمات أن يشاركن في حملة لترميم مختبر أو وضع مظلات، أو صباغة الملعب، أو شراء أدوات ووسائل تعليمية، وهناك قائمة كبيرة من الأشياء التي لا تنتهي، حيث يتم عرض الموضوع وكأنه عمل خيري برضا المعلمة حتى إن لم ترغب من داخلها في ذلك، وحين سألتهن عن سبب مشاركتهن المادية بكل هذه المصاريف المرهقة الى جانب وجبة الإفطار التي تأخذ حيزاً مهما من ميزانيتهن، أجبن جميعا حتى لا نتعرض لتقييم سيئ واضطهاد بالعمل.

العمل في بيئة تتطلب التعاون المادي الإجباري رغم وجود ميزانية من وزارة التربية ولا نعلم أين تذهب أحيانا، هو عمل في بيئة غير صحية ومليئة بالمفاجآت، فقد تصحو المعلمة صباحا وهي في قمة النشاط والحيوية للقيام بتعليم جيل الشباب الواعد فتجد المديرة تحييها وتقول "أهلا أبلة نورة ودنا نجدد المختبر، ونبي تعاونك وبنحط حطة من فلوسنا".

 فلوسنا تعني فلوسكن، تعني جزءاً من معاشاتكن، تعني مبلغا طارئا غير متوقع، كل هذه الأمور تجعل من المعلمة تخضع لرغبة المديرة دون أن تعصي لها أمراً، وإلا فستجد الكثير من الطرق لتعاقبها وبطريقة قانونية على عدم تعاونها، وهذا سبب لغضب الكثير من المعلمات، وسبب لأسلوبهن السيئ في التعليم أحيانا والناتج عن شعورهن بالاضطهاد الذي يولد غضبا وعدم رغبة في العمل بضمير.

ومن هنا أقترح أن تتم مراقبة تلك الميزانية التي تقدمها وزارة التربية للمدارس، وأن يكون هناك قسم للشكوى في وزارة التربية لكل المعلمات اللاتي يتعرضن لاضطهاد من مديراتهن، مع أهمية القيام بحملات تفتيش بالمدارس لمعرفة أين ذهبت الميزانية إياها؟

وحين نتحدث عن ضرورة تطوير التعليم والتربية في الكويت، يجب أن يبدأ من الداخل، لينعكس على الخارج.

قفلة:

وقع في يدي منهج اللغة العربية للصف الأول الابتدائي، فكان يتمحور كل المنهج حول هذه الفراشة فقط وما اسمها، ولأنه منهج فاشل أقترح أن يتحدثوا عن الجمل، على الأقل هو واقعي يمثل بيئتنا بدلا من فراشة تحلق ولا تعود.