تمكن «داعش» من السيطرة كليا على قضاء هيت بمحافظة الأنبار العراقية، بعد أن انسحب الجيش العراقي من آخر قاعدة عسكرية له في القضاء. ويأتي ذلك في إطار التقدم الميداني الذي يحرزه التنظيم في المحافظة منذ أيام، مهددا العاصمة العراقية بغداد.

Ad

واصل تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف بـ«داعش»، تقدمه في محافظة الأنبار العراقية (وسط غرب)، مهددا العاصمة بغداد، حيث سيطر أمس بشكل كامل على قضاء هيت.

وبعد يوم على هجمات واسعة شنها التنظيم على مدينة الرمادي كبرى مدن الأنبار، تمكن التنظيم أمس من السيطرة على قاعدة «عين الأسد» قرب مدينة هيت، وهي آخر مقر للجيش في قضاء هيت، بعد انسحاب الجيش العراقي منها.

وذكرت مصادر امنية عراقية أن الجيش انسحب «تكتيكيا» من هذه القاعدة الاستراتيجية التي تقع خارج مدينة هيت التي يسيطر التنظيم على اجزاء واسعة منها، مضيفة ان الجنود حاولوا خلال المواجهات إضرام النار في كل الأسلحة الموجودة فيها منعا لسقوطها بيد عناصر التنظيم.

وأكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار أحمد حميد أمس ان قوات الجيش في معسكر هيت انسحبت من موقعها بغرض تعزيز حماية «قاعدة البغدادي»، موضحا أن «قرار الانسحاب للقوة التي يبلغ عديدها أكثر من 300 جندي جرى بالتنسيق بين القادة العسكريين والمسؤولين في المحافظة».

وشدد حميد على أن «انسحاب القوات ليس بسبب تعرضها لهجوم من عناصر داعش»، مشيرا إلى أن «قضاء هيت أصبح مئة في المئة تحت سيطرة داعش».

تصريحات العبادي

في سياق آخر، تخلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس عن دبلوماسيته المتحفظة، وشن أعنف هجوم على دول الخليج مذكرا بتصريحات سلفه نوري المالكي.

وابدى العبادي، خلال لقاء مع قناة الحرة أمس، استغرابه من تراجع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن عن اتهاماته لدول الخليج بدعم تنظيم داعش، مضيفا انه «لا يعرف سبب تراجع بايدن واعتذاره عن حديثه بصراحة حول حصول داعش على دعم من دول الخليج وتركيا».

وزاد: «هم (دول الخليج) أعلنوا ذلك صراحة عندما قالوا إنهم يرغبون في دعم المعارضة السورية، وهم يعرفون جيدا أن أقوى الأطراف بالمعارضة السورية هي داعش والنصرة، لكنهم كانوا يعتقدون أنهم سيستخدمون تلك القوى ضد أعدائهم».

واردف: «لا أخفي سرا عندما أقول إنه كان هناك مشروع إقليمي لجعل المنطقة تخوض صراعا طائفيا دمويا يحاول البعض عبره حماية نفسه، وهناك ضخ لمفاهيم طائفية وصراع إقليمي تقف فيه إيران وحزب الله من جانب وسائر الدول من جانب آخر، صراع سني شيعي».

واعتبر ان السحر «انقلب على الساحر، وباتت تلك المنظومة الإرهابية تهدد الجميع، الأردن والسعودية وتركيا»، مضيفاً ان «داعش لا يحتاج لإرسال جيش إلى السعودية أو الخليج، فهناك جو في هذه المناطق لا يقبل الفكر الآخر ويطالب بتصفيته ونسمعه من دعاة في السعودية».

الجعفري وهاموند

في غضون ذلك، كشف وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس أن بلاده ستقدم دعما متوازيا لحكومتي بغداد وأربيل من أجل قتال تنظيم داعش، مشيرا الى أن العراق يواجه تحديا كبيرا في مواجهة هذا التنظيم الإرهابي. وقال هاموند، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في بغداد، إن «الحكومة البريطانية قدمت العديد من المساعدات العسكرية الى قوات البيشمركة تتألف من الأسلحة الرشاشة والمدافع»، مبينا ان «بريطانيا ستدعم بشكل متوازن القوات العراقية والكردية لقتال التنظيم».

من جانبه، أكد الجعفري أن العراق لم يطلب من الأمم المتحدة انشاء قواعد عسكرية لقوات دولية على أراضيه، مشيرا إلى أن «العراق طلب من الأمم المتحدة اسنادا يقتصر على الجانب الجوي واللوجستي ولم يطلب قواعد على الأرض».

كيري

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأول أن العراقيين هم من عليهم التصدي لتنظيم داعش، رغم أنه قال في التصريح نفسه أن استراتيجية بلاده للقضاء على «داعش» تركز على العراق اكثر من سورية.

وقال كيري أمس الأول: «في نهاية الأمر، العراقيون هم من عليهم استعادة أراضي العراق، والعراقيون في الأنبار هم من عليهم المحاربة لاستعادتها».

وشدد على أن «الأمر سيتطلب وقتا لإعادة بناء ثقة الجيش العراقي وقدرته التي تبددت أمام الهجوم الصاعق الذي شنه التنظيم في يونيو الماضي، وسيطر فيه على أراض شاسعة من العراق»، لافتا إلى أن «الأيام المقبلة ستشهد كرا وفرا، كما هو الأمر في كل نزاع، إلا أننا واثقون من قدرتنا على تنفيذ هذه الاستراتيجية، خصوصا ان كل دول المنطقة تعارض داعش».

(بغداد - أ ف ب،

د ب أ، رويترز)