بعد إتمامها الاستعدادات الأمنية والعسكرية، بدأت قوات البيشمركة الكردية عملية واسعة، لاستعادة السيطرة على سنجار وزمار والقرى المحيطة بها، في حين تعقد القوى السنية العراقية مؤتمراً في أربيل، لبحث تداعيات مواجهة «داعش» على محافظاتهم.
بدأت قوات البيشمركة الكردية صباح أمس، عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على منطقة سنجار في شمال غرب العراق من تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ«داعش»، بدعم من طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن.وقال ضابط برتبة عميد في القوات الكردية «انطلقت قوات البيشمركة لتنفيذ عملية لتحرير بعض المناطق المهمة الواقعة في سنجار وزمار»، موضحاً أنها «تمكنت من تحرير ثلاث قرى هي الحكنة وكاريز كانت تحت سيطرة «داعش»، إضافة إلى منطقة المثلث» الواقعة بين سنجار ومنطقة ربيعة الحدودية مع سورية، مشيراً إلى أن العملية تنفذ عبر محوري ربيعة وزمار، التي كانت القوات الكردية استعادت السيطرة عليها في 25 أكتوبر.القوى السنيةفي سياق آخر، قال النائب شعلان عبدالكريم أمس، إن بعض الشخصيات والكتل السنية، بالتعاون مع مجالس المحافظات التي تخضع لسيطرة «داعش»، اتفقوا على عقد مؤتمر اليوم الخميس لمحاربة الإرهاب وتطرف الميليشيات الجهادية في أربيل، مضيفاً أن «القائمين على تنظيم المؤتمر وجهوا دعوات للشخصيات السنية في محافظات بغداد وكركوك والأنبار وديالى وصلاح الدين ونينوى، وتم اختيار أربيل مكانا لعقد المؤتمر، بسبب وجود أوامر قبض على بعض الشخصيات التي ستحضر، ولأنها لا تحبذ الدخول إلى العاصمة بغداد بسبب تلك الأوامر الصادرة بحقها»، مشيراً إلى أن «الدعوات وجهت إلى الرئاسات الثلاث، ورئاسة إقليم كردستان، والأمم المتحدة، وسفراء الولايات المتحدة، وبريطانيا، والجامعة العربية، والاتحاد الأوروبي، وباقي السلك الدبلوماسي، فضلا عن نواب المحافظات الخاضعة لسيطرة داعش».وأشار عبدالكريم إلى أن سبب عقد المؤتمر هو أن «السنة العرب متهمون بإيواء داعش أمام أنظار الحشد الشعبي ومؤيديه، ونريد فك ارتباط السنة بداعش، مع مطالبة الحكومة بتسليح أبناء العشائر وفق آلية منضبطة لمحاربة المجاميع الإرهابية وتجريمها الميليشيات التي تخطف وتقتل»، لافتاً إلى أن من ضمن النقاط التي سيتم طرحها إمكانية تشريع قانون الحرس الوطني، والشروع في تنفيذ بنود الورقة الوطنية التي تشكلت بموجبها حكومة حيدر العبادي، إضافة إلى مطالبة الحكومة والمجتمع الدولي بتعويض المتضررين من جرائم داعش، وإنشاء صندوق دعم للمناطق المتضررة.الجيش الألمانيإلى ذلك، صادق مجلس الوزراء الألماني أمس على قيام الجيش الألماني بمهمة تدريب في العراق. ومن المقرر أن يقوم عدد يصل إلى مئة جندي ألماني بتدريب الجيش الكردي في مدينة أربيل شمالي العراق في مواجهة تنظيم «داعش».ومن المقرر أن يتم بعد مصادقة مجلس الوزراء أخذ موافقة من البرلمان الألماني «بوندستاغ»، الذي من المحتمل أن يجري مشاوراته بهذا الشأن في يناير المقبل.يذكر أن ألمانيا أرسلت بالفعل أسلحة بقيمة 70 مليون يورو إلى الأكراد في شمال العراق، إلا أن الجيش الألماني لم يشارك في أي من الهجمات الجوية ضد التنظيم.مصر والعراقفي غضون ذلك، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس، أن التهديد الذي يتعرض له العراق له أولوية وتتابعه مصر وتهتم به. وأضاف شكري، في مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري عقداه في بغداد، «مصر توفر دعما سياسيا للعراق وتحاول الاستفادة من المراكز الدينية ودار الإفتاء في تبديل الخطاب الديني، وتسلب هذه المنظمات الإرهابية دعواها بأنها ممثلة للإسلام»، مؤكداً إدانة مصر التامة كل أشكال الإرهاب الذي يمارسه داعش» وغيره من الميليشيات المتطرفة، التي تتخذ من الدين ستاراً لانتهاكاتها ضد المواطنين الأبرياء في العراق والعالم العربي.وأضاف شكري: «انطلاقا من حرص مصر على تعزيز التواصل مع كبار المسؤولين العراقيين، فلقد شرفت اليوم بتسليم رسالة خطية من المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء إلى حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي، متضمنة الترحيب باستقبال سيادته في القاهرة خلال العام المقبل، حيث نأمل أن تسهم تلك الزيارات المتبادلة في دفع العلاقات الثنائية بين بلدينا».وكان شكري وصل في وقت سابق إلى بغداد في ثاني زيارة له منذ توليه مهام منصبه، حيث التقى خلالها كبار المسؤولين العراقيين وممثلي القوى السياسية العراقية المختلفة. إلى ذلك، قال المتحدث باسم العبادي، سعد الحديثي أمس، إن رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور سيزور بغداد اليوم الخميس، على رأس وفد وزاري وأمني واقتصادي، مبيناً أن «الأردن جزء من التحالف الدولي، ويمكن لعب دور كبير لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي».(بغداد، برلين ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ)
دوليات
«البيشمركة» تهاجم سنجار... والقوى السنية تجتمع في أربيل
18-12-2014