الخارجية الألمانية تغازل السيسي... و«بلاك بلوك» تصعّد

نشر في 30-05-2015 | 00:04
آخر تحديث 30-05-2015 | 00:04
No Image Caption
• قيادات «الإخوان» تتصارع

• الأزهر يتحفط على «عداوة» يمين فرنسا

• قبائل ليبيا تشكل مجلساً
غازلت الخارجية الألمانية الرئاسة المصرية، مؤكدة تمسكها بزيارة الرئيس المصري المقررة منتصف الأسبوع الجاري، في وقت تبنت جماعة "بلاك بلوك" عملية كبيرة لحرق مبنى إدارة المرور في محافظة الإسماعيلية.

شددت الخارجية الألمانية أمس على تمسك برلين بفتح قنوات الحوار مع القاهرة، قبيل الزيارة المقررة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى ألمانيا منتصف الأسبوع الجاري.

وقالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية، إن مصر "فاعل رئيسي" نرغب في البقاء على حوار معه، وأضافت: "يوجد ما يكفي من بؤر الأزمات في المنطقة (الشرق الأوسط)".

وجاء تأكيد الخارجية الألمانية على ضرورة مواصلة الحوار مع مصر، بعد إلغاء رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت المنتمي إلى حزب المستشارة أنجيلا ميركل لقائه المخطط مع السيسي في برلين، الأمر الذي أثار استياء القاهرة.

وبينما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، إن بلاده تعتزم إثارة قضايا حقوق الإنسان في مصر خلال زيارة السيسي، كشف مصدر مصري رفيع المستوى لـ"الجريدة" عن تفاصيل الزيارة قائلاً، إن "السيسي سيلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الألماني يواخيم جاوك، وكبار المسؤولين الألمان، بهدف دعم العلاقات الثنائية بين البلدين، وتوقيع عدة اتفاقيات اقتصادية بين البلدين في مجال الطاقة، وتطوير البنية التحتية، مع سعي السيسي خلال الزيارة لطمأنة رجال الأعمال الألمان لمناخ الاستثمار في مصر".

الطيب ولوبان

على صعيد منفصل، استقبل شيخ الأزهر أحمد الطيب، رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" الفرنسي اليميني المتطرف، مارين لوبان، أمس الأول، حيث أوضح بيان للأزهر أن الطيب أبدى "تحفظه الشديد على آراء لوبان المعادية للإسلام والمسلمين"، وأوضح البيان أن لوبان أكدت عدم الخلط بين الدين الإسلامي وأعمال العنف التي يرتكبها بعض المنتسبين إليه، وأنه من حق المسلمين الفرنسيين أن يمارسوا شعائرهم، وأن يعبروا عنها بحرية كاملة.

وأكد مسؤول رفيع في الأزهر أمس أن استقبال شيخ الأزهر لرئيسة الحزب الفرنسي تم "بناء على طلبها"، واستهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة لديها عن الإسلام.

النفير

إلى ذلك، حاولت جماعة "الإخوان"، تبرير أحداث العنف التي تشهدها مصر حالياً من الناحية الشرعية، حيث أصدر نحو 159 من علماء دين محسوبين على الجماعة، بياناً حمل اسم "نداء الكنانة"، أفتوا فيه بواجب مقاومة النظام المصري حتى إسقاطه مهما كانت التضحيات، وقال البيان الذي نشرته الصفحة الرسمية للجماعة على "فيسبوك" أمس: "عليكم النفير لمواجهة جرائم النظام".

في السياق، كشف مصدر من الجماعة لـ"الجريدة" عن وجود تباين شديد في وجهات النظر بين قيادات شابة وأخرى من الصف الأول، حول التعامل مع تطورات المرحلة، حيث وقع نحو 140 عنصراً شاباً على بيان شديد اللهجة يدعو إلى استهداف رموز السلطة والقضاة والإعلاميين والسياسيين.

قيادات الجماعة القديمة، حاولت الظهور في ثوب المُسيطر على تطورات الأمور، حيث قال الأمين العام لجماعة "الإخوان" محمود حسين، إن أجهزة الإخوان ومؤسساتها تعمل، وان نائب المرشد محمود عزت يقوم بمهام المرشد، وفقا للائحة الداخلية للجماعة، فيما قال بيان الكوادر الشابة إنهم أجروا انتخابات داخلية في فبراير 2014، وانتخبوا لجنة لإدارة الأزمة، وتعيين أمين عام للجماعة من داخل مصر لتسيير أمورها.

وعلق الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، كمال حبيب، على صراعات الإخوان الداخلية، قائلا إن الجناح المُتشدد في الجماعة وضع يده على مقاليد الأمور بشكل شبه كامل. وأضاف في تصريحات لـ"الجريدة": أن "المفردات المستخدمة في البيان لم تشر ولو بكلمة واحدة إلى مبدأ السلمية، ما يعني أنهم قرروا اعتماد العنف بشكل رسمي".

«بلاك بلوك»

ميدانياً، وفي ثاني هجوم يتبناه تنظيم "بلاك بلوك"، خلال الأسبوع الماضي، تبنى التنظيم مسؤولية إضرام النار في إدارة مرور الإسماعيلية فجر أمس، ما أدى إلى احتراق الطابق الثاني بالكامل، واستراحة الضباط دون إصابات، وقال شهود عيان إن ثلاثة مجهولين يرتدون ملابس سوداء، ألقوا زجاجات حارقة "مولوتوف" على المبنى وفروا هاربين على دراجات نارية.

الحادث يأتي بعد أيام من إعلان التنظيم مسؤوليته عن حرق خمس مركبات نقل جماعي مملوكة للدولة في محافظة الإسماعيلية.

في السياق، زرع مجهولون أمس الأول 7 عبوات ناسفة أسفل برجين للكهرباء في منطقة كرداسة التابعة لمحافظة الجيزة، وتبين من المعاينة الأولية أن الناسفات كانت موصلة بشرائح محمول، فيما تلقى مدير المباحث الجنائية في الجيزة اللواء جرير مصطفى بلاغا بوقوع انفجارين أسفل برجي كهرباء في منطقة أوسيم التابعة لمحافظة الجيزة.

على صعيد منفصل، توافق أكثر من مئة شخص يمثلون قبائل ليبية أمس خلال اجتماعهم في القاهرة على تشكيل مجلس تمثيلي، بهدف توحيد جهودهم، والتوصل إلى حل للنزاع في بلادهم.

وأغلبية المشاركين في الاجتماع، الذي استمر أربعة أيام، ونظمته مصر، أكدوا أنهم ينتمون إلى معسكر الحكومة الليبية في طبرق المعترف بها دوليا، والتي تحظى بدعم القاهرة.

ورفض البيان الختامي للاجتماع "أي حوار مع أي تنظيم إرهابي"، في إشارة ضمنية إلى تحالف ميليشيات "فجر ليبيا" المقرب من جماعة "الإخوان" والذي يسيطر على طرابلس، وقام بتشكيل حكومة وبرلمان موازيين.

وحضر الجلسة الختامية للمؤتمر رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.

back to top