أصيب 14 شخصاً في ثلاثة انفجارات بالقاهرة، أحدهما في محطة القطارات الرئيسية، والاثنان الآخران في محيط جامعة حلوان، وفي حين أعلن الجيش تصفية إرهابيين اثنين في سيناء أمس، قرر محافظ شمال سيناء تعطيل الدراسة في مدارس مركزي رفح والشيخ زويد، بسبب الأوضاع الأمنية.

Ad

أصيب 14 شخصا من بينهم، 10 رجال شرطة، أمس، في ثلاثة انفجارات في القاهرة أحدهما في محطة القطارات الرئيسية، والاثنان الآخران في محيط جامعة حلوان جنوب العاصمة المصرية.

وقال مسؤولون أمنيون إن خمسة رجال شرطة من بينهم أربعة ضباط أصيبوا عندما القى "مجهولون يستقلون سيارة مسرعة" قنبلة صغيرة على قوة أمنية مكلفة بتأمين جامعة حلوان.

وقبل ذلك أصيب خمسة رجال شرطة آخرون، من بينهم ضابطان، في انفجار قنبلة صغيرة بجوار نقطة للشرطة في محيط جامعة حلوان.

وكان أربعة أشخاص أصيبوا بجروح في وقت سابق أمس، في تدافع نتج عن انفجار "قنبلة صوتية" في محطة القطارات الرئيسية في القاهرة.

وقال مسؤول أمني إن "قنبلة صوت انفجرت داخل عربة قطار في محطة رمسيس (محطة القطارات الرئيسية في قلب القاهرة) كان قادما من الدلتا بعد نزول الركوب منه". وأضاف أن الركاب الواقفين على الرصيف أصيبوا بحالة ذعر وحصلت حالة من التدافع أدت إلى إصابة 4 أشخاص، في حين تمكّن خبراء المفرقعات وقوات الحماية المدنية من تفكيك عبوة أخرى قبل أن تنفجر.

من جهة أخرى، أعلنت الشرطة ان مجهولين أضرموا النيران صباح أمس في ثلاثة باصات تابعة لشركة نقل حكومية في ثلاثة مواقف مختلفة بمحافظة الشرقية بدلتا النيل.

الجيش يصفي

في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية العميد محمد سمير أمس، مقتل اثنين من العناصر التكفيرية شمالي سيناء، في إطار حملة للجيش في شبه الجزيرة على مدار ثلاثة أيام من الاثنين حتى الأربعاء الماضي، فضلاً عن ضبط 61 إرهابياً في أربع محافظات، بالتزامن مع قرب انتهاء الجيش من عمليات إخلاء الشريط الحدودي مع قطاع غزة من السكان، تمهيداً لإقامة منطقة أمنية عازلة.

المتحدث العسكري قال إن "قوات الجيش نجحت في تصفية العنصرين الإرهابيين خلال تبادل إطلاق النار مع القوات أثناء تنفيذ المداهمات بمحافظة شمال سيناء، في إطار استمرار جهود القوات المسلحة في معاونة أجهزة وزارة الداخلية لمجابهة الأعمال الإرهابية، فضلاً عن ضبط عناصر إرهابية في محافظات شمال سيناء والإسماعيلية والدقهلية وبورسعيد، كما تم تدمير 12 مقراً يستخدمها الجهاديون في تجمعاتهم".  

ومع تواتر أنباء صحافية عن قرب إطلاق الجيش المصري عملية عسكرية شاملة لتطهير شمال سيناء من البؤر الإرهابية خلال أيام، قرر محافظ شمال سيناء، اللواء عبدالفتاح حرحور، تعطيل الدراسة في جميع المدارس بمركزي "رفح" و"الشيخ زويد"، وذلك لظروف أمنية، وبدأ وقف الدراسة منذ أمس، على أن يستمر إلى أجل غير مسمى، وجاء القرار على خلفية إبطال عبوة ناسفة قرب مجمع مدارس بوسط العريش أمس الأول.

وأكد حرحور، في تصريحات للتلفزيون المصري، أنه تم صرف التعويضات المالية لـ243 أسرة ممن تم إخلاء منازلهم ونقلهم بعيداً عن الشريط الحدودي، وأن إجمالي التعويضات بلغ نحو 80 مليون جنيه، وأشار إلى أنه تم إزالة 733 منزلاً من إجمالي عدد المنازل المقرر إخلاؤها وعددها 802 منزل.

توقيف بشر    

على صعيد آخر، وغداة نجاح الدولة في تمرير الذكرى الثالثة لأحداث شارع محمد محمود مع محدودية الاستجابة لدعوات التظاهر أمس الأول، بدأت القاهرة في التركيز على إجهاض دعوات القوى الإسلامية للتظاهر الجمعة المقبلة، بإجراءات أمنية تضمنت القبض على عضو مكتب إرشاد "الإخوان" محمد علي بشر، في إشارة لا تخطئها العين وفق مراقبين إلى غلق النظام المصري لملف المصالحة مع "الإخوان"، على اعتبار أن بشر من المحسوبين على الجناح المعتدل داخل الجماعة.

وبدأت النيابة المصرية التحقيق مع بشر، الذي شغل منصب وزير التنمية المحلية في حكومة هشام قنديل، بعدما ألقي القبض عليه خلال مداهمة الشرطة منزله بالمنوفية صباح أمس، تنفيذاً لقرار النيابة بضبطه وإحضاره بتهمة التحريض على التظاهر في 28 نوفمبر الجاري، بعدما رصدت الأجهزة الأمنية عقده عدة اجتماعات مع عدد من الإخوان لحثهم على ممارسة العنف خلال الفترة المقبلة.

في المقابل، ندد "تحالف دعم الشرعية"، المحظور نشاطه بحكم قضائي، باعتقال بشر الذي يعد أحد قياداته، ورفض التحالف ما سماه بـ"الهجمة" ضد أعضاء التحالف في الجبهة السلفية أو حزب "التوحيد العربي"، وأشار في بيان له أمس إلى أن "اعتقال بشر خسارة كبيرة للساحة السياسية المصرية"، وأشار إلى أن الرد على حملات القبض سيكون في الميادين.

وفي ما بدا أن القاهرة تغلق باب المصالحة في وجه "الإخوان"، بدت أكثر انفتاحًا وتعاطيا مع المصالحة مع دولة قطر، في إطار ترحيب الرئاسة المصرية ببيان العاهل السعودي الذي دعا فيه مصر حكومة وشعبا لدعم اتفاق الرياض التكميلي الذي أنهى الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي، حيث بدأت وسائل الإعلام المصرية الخاصة والمملوكة للدولة في تهدئة لهجتها ضد الأسرة الحاكمة في قطر.

ورحبت القوى السياسية المدنية بتأييد الرئاسة المصرية للمصالحة العربية ـ العربية، وقاد الديبلوماسي المخضرم عمرو موسى التيار المؤيد لعودة العلاقات بين القاهرة والدوحة، قائلاً في بيان رسمي حصلت "الجريدة" على نسخة منه: "إن العودة إلى مسار إيجابي في العلاقات مع مصر، وخاصة ما يتعلق بقطر، أمر يتطلبه الوضع في المنطقة العربية".

في سياق منفصل، وصل رئيس جنوب السودان سيلفا كير إلى القاهرة، أمس، على رأس وفد وزاري في زيارة رسمية لمصر تستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات ثنائية مع نظيره المصري السيسي.