الحوثيون يواصلون الضغط رغم موافقة هادي على شروطهم

نشر في 23-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 23-01-2015 | 00:01
No Image Caption
• تظاهرات ضد «الانقلاب» في صنعاء

• فتح مطار وموانئ الجنوب

• اشتباكات وتوتّر في مأرب
بعد موافقة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مرغماً على اتفاق من 9 نقاط مع الحوثيين أمْلَت فيه الجماعة شروطها، يبدو أن العبرة ستكون في تنفيذ هذا الاتفاق إذ خرج الحوثيون أمس بشروط جديدة ورهنوا تنفيذ التزاماتهم بموجب الاتفاق بمدى تجاوب السلطات مع مطالبهم بعد أن التفّوا على اتفاق «السلم والشراكة».

فرضت جماعة "أنصار الله" الحوثية بعد تحركها الميداني داخل العاصمة "صنعاء" شروطها على الرئاسة اليمنية من خلال الاتفاق الذي وقع مساء أمس الأول تحت ضغط السلاح.

ويبدو أن الرئيس عبدربه منصور هادي القابع في منزله المحاصر من قبل المسلحين الحوثيين، قد قبل بهذا الاتفاق مجبراً، بينما لم يكتف الحوثيون بفرض هذا الاتفاق بل وضعوا اشتراطات جديدة.

وبينما وصل الموفد الدولي لليمن جمال بن عمر إلى صنعاء للقاء الأطراف الموقعة على اتفاق السلم والشراكة، وصف مراقبون الاتفاق الجديد بأنه التفاف من قبل الحوثيين على اتفاق السلام والشراكة الذي وقعوا عليه في 21 سبتمبر الماضي عندما سيطروا على العاصمة صنعاء ومحاولة منهم لتحقيق المزيد من المكاسب في ظل غياب أي قوة فاعلة يمكنها مواجهة نفوذهم وأطماعهم.

بنود الاتفاق

وبموجب الاتفاق الجديد الذي نشرته وكالة "سبأ" اليمنية الرسمية، سيغادر المسلحون الحوثيون دار الرئاسة، وسيطلقون سراح مدير مكتب الرئيس أحمد عوض بن مبارك الذي اختطف يوم السبت الماضي، على أن يتم في المقابل إدخال تعديلات على مشروع الدستور الذي يعارضه الحوثيون وأن يحظى الحوثيون وكذلك "الحراك الجنوبي السلمي وكل الفصائل السياسية المحرومة من تمثيل عادل في مؤسسات الدولة بحق تعيينهم في هذه المؤسسات".

واتفق الرئيس والحوثيون كذلك على تطبيع الوضع في صنعاء حيث قتل 35 شخصاً وأصيب 94 بجروح يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين.

ودعا النص الموظفين إلى العودة إلى عملهم والمدارس إلى فتح أبوابها، وعلى أن يتم تطبيق هذه التدابير على الفور.

انتشار مسلح

وعلى الرغم من أن بياناً لهادي بشأن الاتفاق تحدث عن قبول الحوثيين سحب مسلحيهم من محيط القصر الجمهوري ومقر إقامته، فإن المقاتلين الحوثيين مازالوا منتشرين حول القصر ومقر إقامة الرئيس فضلاً عن تعزيز انتشارهم في مختلف أرجاء العاصمة.

شروط حوثية

من جهته، قال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين محمد البخيتي، إن بيان الرئيس هادي الذي سعى من خلاله إلى نزع فتيل الأزمة السياسية في البلاد مقبول لأنه يؤكد بنود اتفاق اقتسام السلطة المبرم في سبتمبر الماضي "السلام والشراكة".

لكن البخيتي قال، إن "سحب المقاتلين وإطلاق سراح مدير مكتب الرئيس المحتجز لدى الحوثيين قد يحدث خلال يوم أو يومين أو ثلاثة إذا التزمت السلطات بتنفيذ بقية الشروط".

تظاهرات وفتح الموانئ

وفي شمال العاصمة، تظاهر مئات الأشخاص أمام جامعة صنعاء، رافعين شعار

"لا للانقلابات". واحتشد آخرون بالقرب من مقر اقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي للتعبر عن تضامنهم معه.

في هذه الأثناء، أعادت السلطات المحلية فتح مطار وميناء عدن أمس، بعد أن كانت أغلقتها أمس الأول تضامناً مع هادي. ونقل مسؤولون عن لجنة الأمن في عدن قولها إنها ألغت قرار إغلاق المطار والميناء والطرق البرية رداً على الاتفاق الذي نصّ على عودة كل مؤسسات الدولة إلى العمل.

واستؤنف العمل في حقول المسيلة النفطية في محافظة حضرموت شرقي البلاد بعد يومين من تعليق شركات النفط لعملياتها احتجاجاً على احتجاز المقاتلين الحوثيين لمساعد الرئيس.

اشتباكات في مأرب

من جهة أخرى، قتل يمني وأصيب ستة آخرون أمس، في اشتباكات بين مسلحين قبليين وحوثيين في منطقة محاذية لمحافظة مأرب شرقي البلاد.

وقال مصدر قبلي يمني، طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية، إن "مسلحين حوثيين حاولوا اقتحام معسكر اللواء السابع حرس جمهوري في منطقة الوتدة التابعة إدارياً لمحافظة صنعاء والمحاذية لمحافظة مأرب، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع مسلحين قبليين أسفرت عن سقوط قتيل وستة جرحى من مسلحي القبائل، دون معرفة ضحايا مسلحي الحوثي.

يأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه محافظة مأرب توتراً كبيراً بين الحوثيين والقبائل في ظل أنباء تفيد باعتزام جماعة الحوثي دخولها على غرار صنعاء ومحافظات أخرى.

(صنعاء، عدن ــ

د ب أ، أ ف ب، رويترز)

أين اختفى الجيش اليمني؟

طرح استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية "صنعاء" عدداً من الأسئلة حول فاعلية الجيش اليمني الذي اختفى أكثر من مرة من المشهد ليسلِّم مرافق الدولة للحوثيين.

ويتوزع الجيش اليمني على ألوية المشاة والمدرعات والقوات الخاصة وألوية الصواريخ وسلاح الجو والقوات البحرية، غير أن غالبية ألوية هذا الجيش كانت تتوزع ما بين الحرس الجمهوري بقيادة أحمد علي عبدالله صالح والفرقة الأولى مدرع بقيادة علي محسن الأحمر.

وكان الحرس الجمهوري يضم 44 لواء مهمتها حماية الرئيس السابق علي عبدالله صالح والمقرات الرئاسية، إلا أن الرئيس عبدربه منصور هادي حلّ هذه القوات ووزعها على محافظات الجمهورية، لكنها ما زالت تحتفظ بولائها لصالح ونجله.

الفرقة الأولى مدرع، تضم 32 لواء أنهكتها الحروب الستة مع الحوثيين، وهي ضعيفة التسليح، ويحاصرها الحوثيون في صعدة بعد أن استولوا على مقراتها في العاصمة.

وتعرضت هذه الفرقة إلى التهميش في فترة حكم صالح، بينما كانت كل الأسلحة والمعدات العسكرية تذهب لقوات الحرس الجمهوري.

وفي اليمن تعرف القوات التابعة لوزير الدفاع بالقوات النظامية وقوامها 14 لواء. ويقدر عدد أفراد القوات الأمنية التي كانت متواجدة في صنعاء عندما دخلها الحوثيون، بـ 80 ألف عسكري موزعين على قوات الاحتياط المقدرة بستة ألوية، ثم أربعة ألوية، تشكل قوات الحماية الرئاسية المسؤولة عن حماية الرئيس عبدربه منصور هادي، وقوات الأمن الخاص، وجهازي الشرطة والشرطة العسكرية.

وحسب بعض التقديرات، حشد الحوثيون 30 ألفاً لدخول العاصمة صنعاء، كما حشدوا ألفي عنصر للاستيلاء على القصر الرئاسي.

«حرب التسريبات»... تعادل هادي بصالح

ظهر سلاح جديد في الصراع الدائر في اليمن بين جميع الأطراف هو التسريبات.

وقبل يومين بثت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين مكالمتين تم تسريبهما للرئيس عبدربه منصور هادي ومدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك، أثناء مؤتمر الحوار الوطني، واختيرت فقرات من تلك الاتصالات بهدف إحداث شرخ بين هادي وأبناء الجنوب، وإظهاره في موقع المستخف بشعبه.

ورداً على هذا التسريب، نشر مقربون من هادي تسريبا نشرته قناة الجزيرة لفضائية لمكالمة هاتفية بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأحد قادة الحوثيين، يؤكد تحالف الطرفين وتآمرهما ضد هادي.

ويقول المراقبون في صنعاء إن التعادل في حرب التسريبات بين الطرفين قد يتواصل خصوصا أن في جعبتهما المزيد من هذه التسريبات، في حين يبدو أن الشعب اليمني التائه وسط هذا الكم من التعقيد سيعاني مزيدا من الضياع.

back to top