أثار كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، مساء أمس الأول، جملة ردود على الصعيد السياسي الداخلي لجهة رفضه مشاركة لبنان في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الارهاب، بالرغم من أن الدولة اللبنانية ممثلة بوزير الخارجية جبران باسيل، وافقت خلال اجتماع جدة على الدخول في الائتلاف.

Ad

وردت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" بعد اجتماعها، أمس، على كلام نصرالله، معتبرةً أن "ضرب الإرهاب بإجماعٍ دولي هو محطّ أنظار وأمل كل شعوب المنطقة، ولاسيما المؤمنين ببناء دولٍ ديمقراطية، مدنية متصالحة مع ذاتها ومع الآخرين"، مؤكدة أن "الإرهاب كلٌّ لا يتجزّأ، فليس هناك إرهاب علماني وآخرٌ إسلامي، ولا يُحارب الإرهاب بإرهاب، بل بتحالفٍ دولي واسع كما هو واقع الحال اليوم".

كما وجّه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مجموعة أسئلة الى نصرالله، وقائلا: "سيّد حسن، لو كانت إيران عضواً مشاركاً في التحالف الدولي لضرب الإرهاب، وكلّنا نعرف أنّها كانت ترغبُ في ذلك، فهل كُنتَ استمرّيتَ بموقفِك المبدئي الرافض للتحالف الدولي؟ طبعاً، سيّد حسن، أميركا تبحثُ عن مصالحِها. ولكن إذا جرى تقاطعُ مصالحَ في مكانٍ ما بيننا وبين أميركا، هل نرفُضُه؟.

وقال: " سيّد حسن، إذا قام المسلّحون بهجوم جديد على الجيش في جرود عرسال، ألا يجدرُ بالحكومةِ اللبنانية طلبَ المساعدة عبر الجوِّ من التحالف الدولي؟ ألا يُحسب خيانةً وتواطؤاً عدمُ طلبِ المساعدة؟ قلتَ، سيّد حسن، إن هناك مخاطر على لبنان إذا دخل هذا التحالف. ولكن، ألا يشكّلُ التدخّلُ في سورية خطرا على لبنان أيضا؟ سيّد حسن، لو كنتَ فعلاً تريدُ بناءَ دولةٍ قوية، ألم يكن الأجدى بك أنْ تدعوَ نوّابَكَ للتوجّه الى المجلس النيابي وانتخابِ رئيس، لتكونَ هذه الدولةُ فعلاً قويّة؟".

وكان نصرالله قد أكد دعم استمرار التفاوض الذي تقوم به الحكومة عبر وسطاء لإطلاق العسكريين المخطوفين لدى الجماعات الإرهابية في جرود عرسال، مبديا أسفه "للتشويه والتزوير اللذين يحصلان في هذه القضية"، ورافضا "مشاركة لبنان في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهاب".

كما أكد نصرالله ضرورة أن "تكون هذه القضية خارج السجال وتصفية الحسابات، مع العلم بأن مستوى التعاطي معها مؤلم"، رافضا الدخول في سجال، لأنه لا يخدم قضية العسكريين، متمنيا على عائلات الجنود العسكريين المخطوفين ألا يصدقوا أن "حزب الله" رفض مبدأ التفاوض. وتابع: "من يفاوض عليه أن يضع أوراق القوة لديه على الطاولة، ليظهر إمكان اللجوء اليها، كي تساعد في فتح الأبواب على إنهاء هذه القضية".

بري

في موازاة ذلك، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال لقاء "الأربعاء النيابي"، أمس، أن "الوحدة هي الضمانة لمواجهة الأخطار الداخلية والخارجية"، لافتاً إلى أن "قضية العسكريين الرهائن هي قضية وطنية بامتياز، تستوجب منّا موقفاً موحّداً".

ونقل النواب عنه أن هناك "أجواء حول عقد جلسة تشريعية، وسلسلة الرتب والرواتب إيجابية حتى اللحظة، وهو ينتظر التفاهم على كلّ تفاصيل السلسلة"، موضحاً أن "لا علاقة بين اجتماع الجلسة التشريعية بمسألة التمديد للمجلس النيابي". وتابع: "لم يفاجئني أحد بالتمديد، ومازلت على موقفي الداعي لإجراء الانتخابات النيابية".