بلد الإنسانية أو ماذا؟!
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
المطالبات بأوراق إثباتات وشهادات من الجهات الرسمية تأتي هنا ليس بمعنى تنفيذ القانون، وإنما كعقوبة وأداة ابتزاز على الأهل من السلطات، حاملة عصا الترويع، كي يقدموا جناسيهم (أو جوازاتهم الأصلية)، ولا يدعون بالتالي أنهم بدون، في حين، كما أخبرتني زميلة، أن عدداً من هؤلاء الأهالي، وجدوا أنفسهم في ورطة الوعود الحكومية في زمن مضى، حين وعدتهم السلطات بإقامة وعمل بمجرد أن يقدموا وثيقة سفر صالحة من أي دولة كانت، فاشتروا جوازات سفر من دول "أي كلام" كي يستوفوا شروط الإقامة، وتبين في ما بعد أنها جوازات مزورة، هم ضحايا لم يزوروا تلك الجوازات، وإنما هرولوا لها، كي يغلقوا أبواب الاشتراطات الرسمية، التي تتبدل وتتغير، كل يوم حسب حصافة المسؤولين، وكي يستقر بهم الحال، فهم مقتنعون بأنهم من أهل البلد، وأن ليس لهم وطن آخر، ولو كان لهم مثل هذا الوطن لما وضعوا رقابهم تحت مقصلة الجهاز المركزي.أياً كانت عليه الأمور، فإن القدر المتيقن اليوم أن من يدفع الثمن أطفال أبرياء، لم تشفع لهم طفولتهم ولا دموع أهلهم الساخنة، هؤلاء الأطفال ولدوا بالكويت، وأهلهم لا ينتسبون لمكان آخر، وبإمكان الدولة الاكتفاء ببلاغ الولادة، كما كانت عليه الأمور سابقاً، كم أتمنى، اليوم، على وزير التربية الجديد د. بدر العيسى إنهاء عذاب أهالي البدون، وأن يبشر أطفالهم بحلم الإنسانية بالتعليم، أليست هذه بلد الإنسانية؟! "ولا هو كلام جرايد بس...".