الحوثيون يوسّعون «حصار الوزارات» ويغلقون طريق المطار

نشر في 08-09-2014 | 00:13
آخر تحديث 08-09-2014 | 00:13
No Image Caption
● الأمن يشتبك مع المتظاهرين
● سلاح الجو يشارك للمرة الأولى في معارك الجوف
● طهران ترد على هادي: لا نتدخل في الشؤون الداخلية وندعم المطالب المحقة للشعوب
في اليوم الأول من العام الدراسي باليمن، واصل الحوثيون أمس تصعيدهم حيث وسعوا حصارهم الوزارات في صنعاء، كما أغلقوا طريق المطار جزئياً، في حين تواصلت المعارك في منطقة الجوف وتدخل سلاح الجو فيها للمرة الأولى.

نصب الحوثيون الشيعة أمس خياماً جديدة بالقرب من وزارات الداخلية والكهرباء والاتصالات في وسط صنعاء، كما أقدموا على اغلاق طريق المطار شمال العاصمة، وذلك في أول أيام العام الدراسي في اليمن.

وأقام المحتجون الموالون لزعيم التمرد الزيدي عبدالملك الحوثي خياما جديدة في اليوم الاول من الاسبوع، وهو يوم عودة الطلاب الى المدارس، وذلك في اطار التصعيد «النهائي» الذي اعلنه الحوثي.

وقطع الحوثيون طريق المطار شرقي حديقة الثورة في شمال صنعاء، مع العلم أن هذا الطريق هو المدخل الرئيسي لوسط العاصمة من مطار صنعاء، غير أنه مازال بالامكان الوصول الى المطار عبر طرقات اخرى.

وكان الحوثيون اعلنوا بدء المرحلة الاخيرة و»الحاسمة» من تحركهم الاحتجاجي التصعيدي المطالب باقالة الحكومة والتراجع عن قرار رفع اسعار الوقود.

ويستمر هذا التحرك بالرغم من اطلاق الرئيس عبدربه منصور هادي مبادرة اقر بموجبها التراجع عن ثلث الزيادة السعرية على اسعار الوقود، وتشكيل حكومة جديدة.

ومازال الآلاف من انصار الحوثيين المسلحين وغير المسلحين ينتشرون في صنعاء وحولها في مشهد يعزز المخازف من انزلاق اليمن نحو العنف.

شارات صفراء

ووضع انصار الحوثي أمس شارات صفراء حول اذرعهم، بينما اشار مراقبون الى أن استخدام اللون الأصفر سيزيد من المقارنات بين حزب الله اللبناني والحوثيين خصوصا بعد ظهور عبدالملك الحوثي الاسبوع الماضي في فيديو مصور تمت مقارنته بالفيديوهات المصورة لزعيم «حزب الله» حسن نصرالله.

ولاحقاً، اقتحمت قوات الأمن ومكافحة الشغب مخيمات الحوثيين في خط المطار، واستخدمت الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المعتصمين الذين تسببوا في شلل حركة المرور، ووقعت اشتباكات محدودة استخدم فيه الطرفان الرصاص الحي، بينما ترددت أنباء عن سقوط قتيل وإصابة 40 من الحوثيين.

مطالب الحوثيين

وقال مصدر قريب من الرئيس هادي لوكالة «فرانس برس» ان «الحوثيين قدموا مجموعة مطالب الى الرئيس، حملوها للوسيط عبدالقادر هلال، وهم يطالبون خصوصا باجتثاث الفساد وتمكينهم من النيابة العامة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وجهاز الامن القومي وجهاز الامن السياسي».

وبحسب المصدر، فإن الحوثيين طالبوا أيضا بأن «يعتمد الرئيس مبدأ التشاور معهم لاختيار رئيس الوزراء الجديد، وتسمية وزراء الوزارات السيادية».

ويسود التوتر الشديد في صنعاء، حيث امتنع عدد كبير من السكان عن ارسال اولادهم الى المدرسة في اليوم الاول من العام الدراسي.

حرب الجوف

الى ذلك، استمرت المعارك في شمال وسط البلاد بين الحوثيين من جهة والقبائل الموالية لحزب «التجمع اليمني للإصلاح» (إخوان مسلمين) والمدعومة من الجيش من جهة أخرى.

وقال مصدر قبلي ان «قتلى وجرحى سقطوا في استمرار المعارك ليل السبت ــ الاحد في منطقتي الغيل ومجزر بين محافظتي الجوف ومأرب (شرق صنعاء).

وبحسب المصدر، فإن القبائل صدت عدة هجمات شنها الحوثيون، ما اسفر عن خسارتهم عدة دبابات يستخدمونها في المعارك.

وبحسب مصادر أمنية، فقد شن الطيران الحربي قصفاً على الحوثيين في مديرية الغيل، في اول تدخل لسلاح الجو، في المعارك الدائرة هناك.

وكان القتال في هذه المناطق اسفر عن مقتل 34 شخصا بين الخميس والسبت.

منصور وإيران

وكان الرئيس اليمني دعا أمس الأول إيران بالاسم الى «تحكيم العقل والمنطق فيما يتعلق بتعاملها مع الشعب اليمني»، وحثها على «أن تتعامل مع الشعب، لا مع فئة أو جماعة أو مذهب»، في اشارة الى دعمها المفترض للحوثيين.

وأكد أن الحوثيين يتلقون الدعم من اربع قنوات فضائية تبث من بيروت. واعتبر هادي ان «البعض لا يريد لصنعاء الأمن والاستقرار والخروج من الأزمة، بل يريدها أن تشتعل نارا مثلما هو حاصل في دمشق وبغداد وليبيا».

إيران

وفي رد على هادي، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أمس أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تريد الخير لليمن ودعمت وباستمرار وحدته واستقراره».

ولفتت أفخم الى أن «السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية مبنية على أساس الحكمة والاعتدال والتعاطي مع الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ومكافحة العنف والتطرف والإرهاب والطائفية ودعم المطالب المشروعة والسلمية للشعوب».

التوتر الطائفي

وتصاعد التوتر الطائفي في اليمن أخيراً بشكل كبير، لأن الحوثيين ينتمون الى الطائفة الزيدية الشيعية، بينما ينتمي خصومهم السياسيون في المقابل الى الطائفة السنية، وهم بشكل اساسي «التجمع اليمني للإصلاح» القريب من «الإخوان»، اضافة الى السلفيين والقبائل السنية او المتحالفة مع السنة.

ويشكل السُّنة غالبية سكان البلاد، الا ان الزيديين يشكلون غالبية في مناطق الشمال، خصوصا في اقصى الشمال حيث معاقل الحوثيين.

(صنعاء، طهران ـــ أ ف ب،

 رويتر، د ب أ)

back to top