أكد المنتخب الأميركي أنه وضع خلفه تماماً الخيبات التي اختبرها في النصف الأول من العقد الماضي وفرض نفسه مجدداً المهيمن الأول على كرة السلة على الساحتين الأولمبية والعالمية وذلك من خلال احتفاظه بلقب بطل العالم بعد اكتساحه لنظيره الصربي 129-92 (الأرباع 35-21 و32-20 و38-26 و24-25) مساء الأحد في نهائي النسخة السابعة عشرة من كأس العالم التي احتضنتها إسبانيا.

Ad

وأصبح المنتخب الأميركي أول بطل يحتفظ باللقب العالمي منذ أن حقق ذلك منتخب يوغوسلافيا سابقا (الممثل حاليا بصربيا) عام 2002، وهو يدين بتتويجه العالمي الخامس في تاريخه (رقم قياسي يتشاركه مع يوغوسلافيا) بعد أعوام 1954 و1986 و1994 و2010  لصانعي العاب كليفلاند كافالييرز كايري ايفرينغ وهيوستن روكتس جيمس هاردن اللذين تألقا من خارج القوس، بعد ان نجح الأول في 6 محاولات من اصل 6 والثاني في 3 من اصل 5.

وانهى ايرفينغ اللقاء كأفضل مسجل برصيد 26 نقطة مع 4 تمريرات حاسمة واضاف هاردن 23 نقطة، في حين وصل 6 لاعبين آخرين الى حاجز العشر نقاط او اكثر وهم كينيث فارييد (12 نقطة مع 7 متابعات) وكلاي تومسون (12 نقطة) وديماركوس كازنس (11 نقطة مع 9 متابعات) ورودي غاي (11 نقطة ايضا) وستيفن كوري (10 نقاط) وديمار ديروزن (10 نقاط).

وكان النجاح في التسديدات الثلاثية مفتاح فوز الأميركيين في هذه المباراة التي منحتهم الثأر على الصربيين الذين كانوا اطاحوا بهم من الدور ربع النهائي لنسخة 2002 على أرضهم في طريقهم الى اللقب (يوغوسلافيا سابقا)، اذ أمطر رجال المدرب مايك كريشيفسكي سلة منافسيهم بـ15 ثلاثية، ما سمح لهم في نهاية المطاف بأن يحسموا اللقاء بسهولة وبفارق 37 نقطة وبان يكونوا قريبين جدا من حيث أكبر فارق من النقاط في مباراة نهائية وقدره 46 نقطة تحقق عام 1994 حين تغلبت بلادهم على روسيا 137-91، كما ان عدد النقاط التي سجلها المنتخب الاميركي في مباراة مدريد كان ثاني اعلى نسبة تسجيل بعد نهائي 1994 ايضا.

تاريخ استثنائي لأميركا

وكان المنتخب الاميركي فرض نفسه نجما مطلقا في المناسبات الرسمية، وخصوصا في الالعاب الاولمبية التي حصد جميع ألقابها منذ ادراج لعبة كرة السلة في الألعاب الاولمبية عام 1936، وهو لم يخفق الا عام 1972 في ميونيخ عندما خسر في النهائي التاريخي امام الاتحاد السوفياتي في مباراة مثيرة للجدل، وعام 1988 في سيول عندما خرج في الدور نصف النهائي امام المنتخب نفسه، علما بأنه لم يشارك في موسكو 1980 بسبب مقاطعة بلاده لهذا الحدث على خلفية الاحتلال السوفياتي لافغانستان.

لكن الواقع الجديد بدأ يثقل كاهل الاميركيين الذين فشلوا في تحقيق افضل من المركز السادس في كأس العالم التي استضافوها في انديانابوليس عام 2002 حيث كان اللقب يوغوسلافيا، ثم اكتفوا بالمركز الثالث في اولمبياد اثينا 2004 فيما كان اللقب ارجنتينيا، ثم حصلوا على المركز ذاته في بطولة العالم في اليابان عام 2006 حيث توج الإسبان باللقب.

برنامج تدريبي مكثف

وبدأ بعدها القيمون على المنتخب يأخذون منافسيهم على محمل الجد، ووضعوا برنامجا تدريبيا مكثفا انطلق قبل مونديال اليابان وكان تحضيرا لهذا الحدث الذي اكتفوا خلاله بالمركز الثالث تحت اشراف كريشيفسكي، وصولا الى استعادة الهيمنة في بكين 2008.

ولا توجد اي مؤشرات تشير الى ان احدا سيتمكن من الوقوف بوجههم في اولمبياد ريو دي جانيرو 2016 الذي سيقودهم خلاله كريشيفسكي ايضا بعدما قرر المدرب الاسطوري لجامعة ديوك مواصلة المشوار معهم بعد ان فكر مليا في الموضوع وعدل عن فكرة ترك منصبه.

(أ ف ب)