اجتمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بقائد القيادة المركزية الأميركية الفريق أول لويد أوستن في القاهرة أمس، بينما سادت أجواء توتر بين القاهرة وبرلين، على خلفية تصريحات للسفير الألماني بالقاهرة، انتقد فيها أحكاما قضائية بحق قيادات إخوانية.

Ad

التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قائد القيادة المركزية الأميركية الفريق أول لويد أوستن في قصر الاتحادية الرئاسي شرق القاهرة أمس.

إلى ذلك، سادت أجواء توتر قبل زيارة مرتقبة للرئيس المصري لبرلين، بعد إعلان رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت إلغاء لقائه المزمع مع السيسي خلال زيارته لألمانيا، التي من المنتظر أن تتم في 3 و4 يونيو المقبل.

وقال المكتب الصحافي، التابع للبرلمان الألماني أمس الأول، إن لامرت، المنتمي إلى حزب المستشارة أنغيلا ميركل، بعث بخطاب إلى السفير المصري في برلين بهذا الخصوص، وعزا فيه الخطوة إلى «انتهاكات حقوق الإنسان في مصر».

ونقل المكتب من خطاب لامرت قوله: «بدلا من تحديد موعد للانتخابات البرلمانية (المصرية) التي طال انتظارها، نشهد منذ أشهر اضطهادا منظما للجماعات المعارضة، واعتقالات جماعية، وأحكاما تصل إلى السجن المؤبد، وعددا لا يصدق من أحكام الإعدام».

وتابع لامرت انه نظرا لهذا الموقف «الذي لن يسهم لا في إحلال السلم الداخلي في البلاد ولا في تطور ديمقراطي» فإنه لا يرى أساسا لعقد محادثات مع الرئيس المصري.

وزاد حدة التوتر تصريحات أدلى بها السفير الألماني في القاهرة هانس يورج، أمس الأول خلال لقائه وفدا صحافيا مصريا، انتقد فيها الأحكام القضائية التي صدرت مؤخرا بالإعدام في حق الرئيس المعزول محمد مرسي و116 من أعضاء وقادة جماعة «الإخوان»، في حين تمسكت المستشارة الألمانية بلقائها المخطط مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في برلين، وأصدرت بيانا أكدت فيه أن دعوتها للسيسي قائمة.

في المقابل، قالت وزارة الخارجية المصرية إن الجانب المصري لم يطلب أو يتطلع إلى عقد لقاء للرئيس السيسي مع رئيس البرلمان الألماني، كما أعربت وزارة العدل المصرية، في بيان لها، عن أسفها لما صدر من بيانات دولية تعليقا على ما سمته بـ«قرارات إحالة أوراق الرئيس الإخواني وبعض أفراد جماعة الإخوان إلى المفتي».

استعدادات عربية

في سياق آخر، أنهت الجامعة العربية استعداداتها لاستضافة اجتماع رؤساء أركان جيوش الدول العربية، المقرر عقده بعد غد السبت، برئاسة رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي.

وقال مندوب مصر الدائم لدى الجامعة السفير طارق عادل إن وفدا عسكريا زار أمس الأمانة العامة للجامعة، لتفقد الترتيبات اللوجستية لاستضافة الاجتماع، ومن المقرر أن يناقش الاجتماع ميزانية القوة وتسليحها والتدريبات الخاصة بها.

احتفالات

في غضون ذلك، ذكر مصدر أمني مسؤول أن وزارة الداخلية المصرية وضعت خطة أمنية محكمة لتأمين احتفالات إحياء ذكرى مولد الإمام الحسين اليوم، خشية وقوع أعمال إرهابية خلال الاحتفال، الذي يتضمن فقرات إنشاد ديني وأذكار صوفية.

وأخلت نيابة الدقي، شمال الجيزة، سبيل القيادي الشيعي الطاهر الهاشمي بكفالة ألف جنيه، أمس بعدما نُسبت له اتهامات بالترويج لنشر المذهب الشيعي والخلافة الفارسية، إلى جانب استخدام مقر مكتب جمعية «الثقلين»، لبث قناة فضائية تابعة للجمعية تحرض على الفتنة.

لا زيادات

على صعيد منفصل، نفت الحكومة المصرية وجود نية لزيادة أسعار المنتجات البترولية في الوقت الراهن، وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة البترول حمدي عبدالعزيز عدم صحة ما نشر بشأن زيادة أسعار البنزين والسولار وإلغاء بنزين 80 واستبداله ببنزين 85، مشددا على أن كل ما يتم تداوله شائعات لا صحة لها.

تصفية

من جهة أخرى، تمكنت قوات أمن القاهرة من تصفية المتهم الرئيسي في اغتيال مفتش أمن شرق القاهرة العقيد وائل طاحون، وسائقه، وقال مصدر في مديرية أمن القاهرة إن القوة داهمت مكان اختباء الإرهابي في منطقة القاهرة الجديدة شرق القاهرة، وان المتهم قاوم القوات فأردوه قتيلا.

واوضح المصدر، لـ»الجريدة»، ان المتهم يدعى (إسلام. ص)، وهو طالب، كما تم تحديد أعضاء خلية إرهابية حاولت اغتيال المستشار فتحي البيومي، القاضي الذي أصدر حكما ببراءة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي.

وبينما قال مصدر أمني إن قوات أمن الجيزة تمكنت من ضبط 70 إخوانيا متهمين بحرق أقسام شرطة ومجالس محلية، تم ضبط أربعة من أعضاء رابطة مشجعي نادي الزمالك «وايت نايتس» بتهمة التحريض على رجال الشرطة والجيش، بعد واقعة استاد الدفاع الجوي، التي راح ضحيتها 22 مشجعا من فريق الزمالك فبراير الماضي.

«جند الله»

 

وفي سيناء، وبينما قتل شخصان في انفجار لغم أرضي حاولا زرعه قرب ارتكاز قمبز العسكري شرق مدينة العريش، فوجئ أهالي حي الفواخرية، التابع للمدينة السيناوية، ببيان يحمل توقيع تنظيم إرهابي جديد يحمل اسم «جند الله»، سمى فيه سبعة أشخاص، وزعم أنهم يتعاونون مع قوات الأمن في الوشاية بعناصر التنظيم.

وفي حين قال مراسل «الجريدة» في شمال سيناء إن من بين المطلوبين على قوائم اغتيال التنظيم الإرهابي ضابط شرطة متقاعد، وأحد قيادات حزب النور السلفي.

من جانبه، واصل تنظيم ولاية سيناء، الفرع المصري لتنظيم «داعش»، استعراض قوته العسكرية، حيث عممت صفحات تابعة للتنظيم على «تويتر» صورا ومقطع فيديو يظهر تخريج دفعات جديدة من عناصر التنظيم، في وقت شهد محيط قسم شرطة الشيخ زويد ومعسكر الزهور الأمني استنفارا أمنيا، حيث أطلقت قوات الأمن دفعات من الأعيرة النارية التحذيرية، لإحباط أي محاولة لاستهدافهما.

الزند... صاحب تصريح «الأسياد والعبيد» وزيراً للعدل

أدى رئيس نادي قضاة مصر المستشار أحمد الزند، أمس اليمين الدستورية أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، ليبدأ مهام منصبه الجديد وزيراً للعدل، خلفًا للمستشار محفوظ صابر، الذي استقال من منصبه عقب تعرضه لهجوم عنيف إثر تصريحه المثير للجدل بأن «ابن عامل النظافة لا يمكنه الالتحاق بالعمل في القضاء».

وعلى الرغم من طرح اسم الزند لمنصب وزير العدل أكثر من مرة في التعديلات الوزارية، إلا أن اختياره أخيراً للمنصب جاء صادماً لكثير من القضاة المعارضين له، خاصة في الهيئات القضائية المختلفة، ومن بينها قضاة المحكمة الدستورية وقضاة مجلس الدولة والنيابة الإدارية.

وأثار الزند عدداً من الأزمات للقضاة، بسبب تصريحاته التي اعتبرها البعض مثيرة للرأي العام، مثل وصفه تعيين أبناء القضاة في السلك القضائي بـ«الزحف المقدس الذي لا يمكن إيقافه»، كما هدد أيضاً معارضي القضاة بحرق قلبهم، قائلاً: «نحن أسياد وغيرنا هم العبيد» في إشارة لأعضاء جماعة «الإخوان» منتقدي ما يسمونه بـ»الأحكام القضائية القاسية».

ويعتبر الوزير الجديد من أشد المعارضين للحديث عن «تطهير القضاء» من الفاسدين، حيث يعتبر أن مثل هذا الحديث أمر غير مقبول مطلقاً.

من جهة أخرى، يواجه الزند مشكلات شخصية مع مساعدي وزير العدل، وفي مقدمتهم المستشار محمود الشريف مساعد وزير العدل لشؤون إدارة المحاكم، والذي يشغل أيضاً منصب وكيل نادي القضاة، وكان يستعد لمنافسة الزند على منصب الرئاسة في الانتخابات المقبلة للنادي.

الزند الذي يبلغ سن التقاعد في 30 يونيو 2016، يعتبر من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل بالوسط القضائي، لاسيما مع اشتغاله بالعمل السياسي بشكل مباشر لفترة عندما انتقد مواقف للرئيس المعزول محمد مرسي، فضلا عن مشاركته في جمع توقيعات استمارات «تمرد» لعزل مرسي.

ولعب الزند دوراً كبيراً في اختيار وزراء العدل بالحكومات السابقة، فاعترض خلال حكومة هشام قنديل على اختيار المستشار أحمد سليمان وزيراً للعدل، وضغط على رئيس الحكومة الحالية إبراهيم محلب لاستبعاد وزير العدالة الانتقالية المستشار إبراهيم الهنيدي من منصب وزير العدل.