احتفاليات كثيرة شهدتها مصر بذكرى ميلاد الأديب جمال الغيطاني، شارك فيها عشرات الكتاب وعدد من رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة وفنانون وسفراء وأصدقاء الأديب الكبير.

Ad

 واختار الغيطاني المنطقة التي نشأ فيها وهي درب الطبلاوي بالجمالية لتشهد احتفاليات يوم مولده، والتي شهدت جميعها إشادات بالدور التنويري الذي قام به الكاتب، من خلال أعماله الأدبية التي خلدت صفحات التاريخ عبر العصور الماضية بأسلوب بارع وميسر.

يعد الغيطاني أحد أبرز من جمعوا بين الأصالة التراثية والمعاصرة الواعية، وهو مبدع شامل، كما يذكر الروائي يوسف القعيد، الذي قال لـ «الجريدة» إن الغيطاني يستطيع بلورة الكثير من الأعمال الإبداعية ببراعة شديدة، فهو روائي عملاق وصحافي متميز وإداري ناجح، وانفتح على العمل التلفزيوني، ويستطيع مدنا بالخبرات المختلفة حول التجارب الثرية .

وأشار القعيد إلى أن الغيطاني قدَّم للحقل الثقافي بأكمله ما نلمس آثارة حتى اليوم وعلى مدى الأجيال المستقبلية، وله بصمة لن تنسى وننتظر منه المزيد من الإنتاج النوعي الذي عهدناه من كاتب بحجمه، وعلى الدولة الاستفادة من هذا الكاتب العبقري فهو لا يزال منبراً للثقافة الحقيقية والإبداع المتميز .

الروائي الكبير بهاء طاهر عبَّر لـ {الجريدة} عن سعادته بوجود قامة بيننا بحجم الغيطاني، معتبراً أن إحدى أكبر مزاياه {الرؤية الاستباقية} وأنه استطاع التنبؤ ورصد الأوضاع قبل أيامنا بسنوات طويلة، وأن رواية {الزيني بركات} خير مثال على ذلك .

وأضاف طاهر أن عمر الغيطاني الأدبي تعدى الـ 70 ليصل إلى رقم برزخي، فمجمل إبداعاته تطرح أسئلة متعلقة بالحاضر والمستقبل بشكل مثير للإعجاب، وواثق من أن مخيلته ملهمة للكثيرين، ورؤيته للعالم تعكس هذه القيمة التي تحيا بيننا الآن.

ينتمي الغيطاني إلى فئة الفنانين كرسام في المؤسسة المصرية العامة للتعاون الإنتاجي من عام 1963، إلى عام 1965. لفت الأنظار إليه كمناضل عندما تم اعتقاله في عام 1966 على خلفيات سياسية، بينما أطلق صراحة بعدها بعام، ليواصل عمله الفني بعدها كسكرتير للجمعية التعاونية المصرية لصانعي وفناني خان الخليلي حتى عام 1969.

وفي بلاط صاحبة الجلالة كانت للغيطاني مكانة شكلها عمله مراسلاً حربياً في جبهات القتال لحساب مؤسسة {أخبار اليوم}، وصولا إلى تأسيسه مجلة {أخبار الأدب} ورئاسة تحريرها. وهو أفاد الوسط الصحافي في فترات سابقة بتحقيقات صحافية مميزة، سجلت مشاهد من حرب الاستنزاف 1969 – 1970 على الجبهة المصرية، وحرب أكتوبر 1973 على الجبهتين المصرية والسورية، كذلك زار بعض مناطق الصحراء في الشرق الأوسط، مثل شمال العراق عام 1975، ولبنان 1980.

 

أعمال

 

تعد أعمال الغيطاني بمثابة سجل أدبي يوثق لفترات مختلفة من عمر البلاد، ومن ضمن هذه الأعمال: «أوراق شاب عاش منذ ألف عام، الزويل، حراس البوابة الشرقية، متون الأهرام، شطح المدينة، منتهى الطلب إلى تراث العرب، سفر البنيان، حكايات المؤسسة، التجليات، دنا فتدلى، نثار المحو، خلسات الكرى، الزيني بركات، رشحات الحمراء، نوافذ النوافذ، مطربة الغروب، وقائع حارة الزعفراني، الرفاعي، رسالة في الصبابة والوجد، رسالة البصائر والمصائر، الخطوط الفاصلة، أسفار المشتاق، سفر الأسفار، نفثة المصدر، نجيب محفوظ يتذكر، مصطفى أمين يتذكر، المجالس المحفوظية، أيام الحصر، مقاربة الأبد، خطط الغيطاني، وقائع حارة الطبلاوي، هاتف المغيب، قصتان في الكتاب الخامس لمنتدى إطلالة الأدبي، توفيق الحكيم يتذكر والمحصول».

 تأثر الغيطاني بصاحب نوبل نجيب محفوظ الذي أدى دوراً أساسياً في بلوغه مرحلة {الاطلاع الموسوعي} وتمكنه من مراجع الأدب القديم، وقد لاقت أعماله بناء على ذلك حظوظ الترجمة للغات الأخرى كالألمانية والفرنسية، ومنها رواية {رسالة البصائر والمصائر} - 2001 إلى الألمانية، بينما ترجمت إلى الفرنسية روايات {الزيني بركات} - 1985، {رسالة البصائر والمصائر} - 1989، {وقائع حارة الزعفراني} - 1996، {شطح المدينة} - 1999، {متون الأهرام} - 2000، {حكايات المؤسسة} – 2002، ورواية {التجليات} بأجزائها الثلاثة في مجلد واحد عام 2005}.

 تكريمه

 

حصل الغيطاني على كثير من الجوائز الأدبية تكريساً لمشواره الأدبي الرائع، ومن بينها: «جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980، جائزة سلطان بن علي العويس عام 1997، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس عام 1987، جائزة لورباتليون لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته التجليات مشاركة مع المترجم خالد عثمان في 19 نوفمبر 2005، بالإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية عام 2007 والتي رشحته لها جامعة سوهاج.