اصدرت محكمة جنايات مصرية السبت حكما باعدام اربعة من جماعة الاخوان المسلمين والمؤبد بحق 14 اخرين من قياداتها بينهم المرشد العام بعد ادانتهم بقتل متظاهرين مناهضين العام 2013، في حكم جديد ضد الجماعة التي تصنفها الحكومة ارهابية".

Ad

وترتبط هذه القضية باحداث عنف اسفرت عن سقوط 12 قتيلا و91 جريحا بعد محاولة متظاهرين مناهضين اقتحام مكتب ارشاد جماعة الاخوان المسلمين في القاهرة في 30 يونيو 2013.

والحكم هو الرابع بالمؤبد ضد بديع.

وعقوبة المؤبد في مصر هي السجن 25 عاما.

وقال قاضي محكمة جنايات القاهرة معتز خفاجي في الجلسة التي لم تستغرق اكثر من دقائق "حكمت المحكمة بمعاقبة كل من محمد عبد العظيم البشلاوي، مصطفى عبد العظيم فهمي، وعاطف عبد الجليل، وعبد الرحيم محمد بالاعدام شنقا حتى الموت عما نسب اليهم".

كما صدرت احكام بالمؤبد طالت ابرز قيادات الجماعة الموقوفين على رأسهم محمد بديع مرشد الجماعة ونائبيه خيرت الشاطر ورشاد البيومي والمرشد السابق مهدي عاكف وسعد الكتاتني رئيس البرلمان السابق ومحمد البلتاجي وعصام العريان واسامة ياسين وزير التموين في حكومة الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي وسبعة اخرين.

يشار الى ان هذه الاحكام قابلة للطعن.

وكانت النيابة العامة اسندت للمتهمين ارتكاب جرائم "القتل والتحريض على القتل، والشروع فى القتل، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة حية، والانضمام إلى عصابة مسلحة تهدف إلى ترويع الآمنين والتحريض على البلطجة والعنف".

وصدرت الاحكام غيابيا ضد اثنين من المحكومين بالاعدام وثلاثة من المحكومين بالمؤبد.

وحضر 13 من المتهمين الموقوفين الجلسة في اكاديمية للشرطة ملاصقة لسجن طرة جنوب القاهرة. وتعرف القضية اعلاميا في مصر باسم قضية "مكتب الارشاد".

وهتف المتهمون "يسقط يسقط حكم العسكر" فور صدور الاحكام، بحسب صحافي في المحكمة.

وقبيل بدء الجلسة كان المتهمون وبعضهم في لباس السجن الاحتياطي الابيض واخرون في ملابس المحكومين الزرقاء لصدور احكام ضدهم يلوحون بعلامة النصر لثلاثة من محاميهم.

وغاب اهالي المتهمين عن الجلسة.

وبالنسبة لمحمد ابو ليلة محامي عدد من المتهمين فانه "ليس هناك أدلة حقيقية تدين المتهمين".

واضاف ابو ليلة لفرانس برس " هذه الاحداث بالذات شهدت كر وفر وعنف بين الاخوان ومعارضيهم ليلا ولا يمكن تبين ما الذي حدث تحديدا".

ووقعت احداث هذه القضية قبل ثلاثة ايام من اطاحة الجيش مرسي من حكم البلاد في يوليو 2013.

وكان المتظاهرون المعارضون للاخوان يحاولون اقتحام المقر الرئيسي للجماعة في ضاحية المقطم حين جرت اشتباكات دامية استخدم فيها الاسلحة النارية.

ودارت هذه الاحداث مساء 30 يونيو 2013 والذي شهد تظاهرات حاشدة مناهضة لحكم الاخوان للبلاد آنذاك.

وفي اليوم التالي لاحداث العنف هذه احرق المتظاهرون المناهضون للاخوان المقر الرئيسي للجماعة وسلبوا ونهبوا محتوياته.

وبعدها بثلاثة ايام، اطاح الجيش المصري بقيادة قائده السابق والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي مرسي في الثالث من يوليو اثر احتجاجات شعبية حاشدة عبر البلاد.

وحكم المؤبد السبت هو الرابع للمرشد العام.

وسبق ان صدرت اربعة احكام ضده، ثلاثة بالمؤبد بتهمة التحريض على العنف والرابع بالاعدام بتهمة التحريض على احداث عنف دامية في محافظة المنيا في العام 2013 لكن تم الغاؤه وستتم اعاده محاكمته.

كما صدر حكم بالسجن ثلاثة سنوات على بديع و25 متهما اخرين "لاهانتهم هيئة المحكمة" التي يمثلون امامها.

وينتظر بديع في 16 مايو المقبل جلسة النطق بالحكم في قضية التخابر مع جهات اجنبية وقضية الفرار من السجن المتهم فيها ايضا مرسي. وقد تصل العقوبات في هذه القضية الى حد الاعدام.

ويحاكم بديع ونائبه الشاطر و197 اخرين عسكريا في قضية احداث عنف خلفت نحو 30 قتيلا في محافظة السويس على قناة السويس (شرق).

وصنفت الحكومة الاخوان المسلمين "تنظيما ارهابيا" في ديسمبر 2013 كما تتهمها بالوقوف خلف مهاجمة قوات الامن واعمال العنف عبر البلاد، لكن الجماعة تقول ان انشطتها سلمية.

ومنذ اطاحة الجيش مرسي، تشن السلطات المصرية حملة قمع اسفرت عن قتل 1400 على الاقل من انصار مرسي وتوقيف قرابة 22 الف شخص، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية.

وصدرت احكام بالاعدام على اكثر من 400 من انصار الاخوان في محاكمات معظمها جماعية وسريعة.

وفي اغسطس الفائت، قضت المحكمة الادارية العليا في مصر السبت بحل حزب حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين بعد قرار اخر بمنع اعضاءها من الترشح في الانتخابات البرلمانية.

وفازت جماعة الاخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة بكل الاستحقاقات الانتخابية في اعقاب الاطاحة بالرئيس الاسبق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011.