قاربت عملية تحرير محافظة صلاح الدين على الانتهاء، بعد أن بدأ الجيش العراقي وميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية أمس تحرير مركز مدينة تكريت، مركز المحافظة ، في وقت ح

Ad

ذّرت واشنطن بغداد من الطائفية وعدم الالتزام بالمصالحة، كما عبرت عن قلقها من مسار العلاقات بين بغداد وطهران وانعكاسه على الائتلاف الدولي ضد «داعش».

حققت القوات العراقية المشتركة المدعومة بمقاتلين من ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية ومقاتلين عشائريين سنة أمس، تقدماً كبيراً في اليوم الثامن من العملية العسكرية الواسعة لاستعادة محافظة صلاح الدين ومركزها تكريت من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وقال مصدر أمني في صلاح الدين أمس، إن القوات بدأت عملية واسعة النطاق لتحرير مركز مدينة تكريت من 4 محاور، وذلك بعد تحرير ناحية العلم الاستراتيجية أمس الأول.

وكانت القوات المهاجمة بدأت منذ مساء أمس الأول، قصفاً مدفعياً مكثفاً على تكريت.

وتوقع قائد عمليات صلاح الدين الفريق عبدالوهاب الساعدي «عدم حصول قتال في مدينة تكريت بسبب هروب معظم عناصر داعش إلى محافظة كركوك، ثم إلى محافظة نينوى»، لكنه أضاف أن «الدخول إلى تكريت سيكون بطيئاً جداً اعتماداً على ما يمكن تفكيكه من آلاف العبوات الناسفة».

النجيفي

في المقابل، حذّر نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي من عمليات انتقامية خارجة عن القانون في صلاح الدين، خصوصاً مع رفع بعض قوى «الحشد» شعار «الانتقام لمجزرة سبايكر» واتهام قوى عشائرية وسكان بالتورط في المجزرة التي ارتكبها «داعش» وحصدت حوالي 2000 جندي عراقي معظمهم من الشيعة.

وقال النجيفي، إن هناك معلومات عن إحراق منازل لمواطنين في ناحية العلم بعد تحريرها من «داعش».

وكانت عشائر صلاح الدين أعلنت أمس استعدادها لمسك الأرض بعد تحريرها من «داعش».

ديمبسي

وكان رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، نبّه خلال زيارة سريعة إلى بغداد انتهت أمس الأول، من العودة إلى النهج الطائفي، كما أعرب عن قلقه من مسار العلاقات بين بغداد وطهران، محذراً من احتمال تفكك الائتلاف الدولي ضد «داعش» إذا لم تقم الحكومة العراقية بتسوية الانقسامات الطائفية.

وقال ديمبسي: «ينتابني بعض القلق إزاء صعوبة إبقاء الائتلاف للمضي في مواجهة التحدي ما لم تضع الحكومة العراقية استراتيجية وحدة وطنية سبق أن التزمت بها»، مضيفاً أن الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة يضم دولاً سنية بشكل خاص والعلاقات بين بغداد وطهران باتت تثير القلق.  وأوضح ديمبسي في تصريحات للصحافيين في المنامة بعد أن عاد من زيارة خاطفة لبغدادن أنه «تلقى كل الضمانات» من المسؤولين العراقيين حول التزامهم بالمصالحة مع السنة، لكنه تساءل حول مدى صدقية هذه الالتزامات.

وأضاف المسؤول العسكري الأميركي، أن هدف واشنطن وبقية دول الائتلاف، هو  التأكد من أن حقوق كل المجموعات من سنة وشيعة وأكراد وغيرهم ستكون مصانة. ولاحظ ديمبسي وجود الكثير من الأعلام والشعارات التابعة لميليشيات شيعية مرفوعة من قبل القوات التي تقاتل تنظيم «داعش»، في حين أن الأعلام الوطنية العراقية نادرة. وكان ديمبسي قال قبل يومين، إنه سينقل إلى المسؤولين قلقه حيال تنامي النفوذ الإيراني عبر الفصائل الشيعية المشاركة في معارك تكريت.

وزير الدفاع

واعترف وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أمس الأول، بأن إيران تقدم «دعماً كبيراً» لمليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية، لكنه قال خلال مؤتمر صحافي مع ديمبسي، إن «مصطلح المليشيات مضلل» وأنه ينبغي وصفها بأنها «قوى شعبية». ودافع العبيدي عن اعتماد العراق على إيران، التي قال إنها واحدة من حلفاء كثيرين، مضيفاً إنه حين يحتاج الجيش العراقي شيئاً لدى إيران فإنه يستفيد منه وكذلك الحال بالنسبة للولايات المتحدة.

كركوك

ميدانياً، أعلن مدير ناحية الملتقى في محاظفة كركوك حسن عبد نصيف الكضاوي أمس، أن قوات البيشمركة ومكافحة الإرهاب تمكنت من تحرير ناحية الملتقى وقرى عدة ومقر لواء 47 التابعة للفرقة الـ12 للجيش العراقي في محافظة كركوك من سيطرة تنظيم «داعش».

ولا تزال قوات البيشمركة تواصل هجومها لليوم الثاني على معاقل تنظيم «داعش» في محيط مدينة كركوك، في محاولة لإبعاد التنظيم عن المحافظة التي تسيطر قوات البيشمركة عليها بشكل كامل منذ أغسطس الماضي.

ورفض إقليم كردستان أمس الأول، انتظار الجيش العراقي و»الحشد الشعبي» للمساعدة في استعادة المناطق التي سيطر عليها «داعش».

معركة الموصل

جاء ذلك في حين رمت طائرات الائتلاف الدولي أمس، مناشير من الجو على محاظفة نينوى ومركزها مدينة الموصل واعدة الأهالي بأن تحرير المدينة بات وشيكاً.

وتزامن ذلك مع إصدار زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر توجيهاته للمقتلين التابعين له بالاستعداد لمعركة تحرير الموصل.

(بغداد ــــــ أ ف ب، رويترز، كونا)